تشجيع الناقد العراقي ليتجه نحو خلق هوية مستقلة
كريمه الربيعي
حوارمع الناقد والقاص اسماعيل عبد
ـ من هو الكاتب والناقد اسماعيل عبد؟
كاتب عراقي . ولد ببابل عام1952, أتمَ البكالوريوس آداب جامعة بغداد عام 1976 . ارتحل مع عائلته الى بغداد عام 1998, واستوطن بها حتى الآن .
لم يسافر لأي بلد آخر . الآن هو مدرس متقاعد منذ عام 2015.
تجاوزت مؤلفاته الـ 20 كتاباً بين نقد وقص ومعارف عامة.
الناقد والقاص اسماعيل عبد هو من يجيد النقد الذاتي وبارع في اتخاذ خطوات القصة اوالراوية متابع جيد لاصدار كل ماهو جديد علي الساحة الثقافية يجد في ذلك متعة القراءة بكل رواية جديدة يحاول ان يعطي كل الملاحظات لكل لروائي، وقاص اسماعيل عبد يبعث في روح كل قارىء ومتابع المتعة والجمال
س1 : متي بدأتَ بكتابة قصص تماثل ألواح النشوي , وعن ماذا تتحدث؟
هي قصص كثيرة تجمعت تحت العنوان أعلاه , منذ عام 1995حتى العام 2009. أهم ما أرادتْ ان تقوله القصص هو الاحتجاج على النمطية الاجتماعية والسياسية والفكرية والفنية . وحاولت التبشير برؤى (فنية / فكرية) مستحدثة , تلائم طموحات الكاتب في التجديد والعبور من التقليد الى الحداثة.
س2 : كتاب القص وحدة نصية هل هو قصص أم رواية أم نقد
انه كتاب (نقدي) اختص بتناول تجربة الكاتب والأكاديمي د. سعدي عوض الزيدي , متجها نحو تجربته عبر النقد النصي الجمالي , في القصة والرواية والمسرحية , تلك الأعمال التي أنتجها القاص سعدي الزيدي منذ عام 2000 وحتى عام 2017
س3 : القص الموجز آليات متقدمة , كتاب صدر عن دار الشؤون الثقافية العامة , ما الغرض من تأليفه؟
عَبْرَ هذا الكتاب حاولتُ ان ارسخ بعض المفاهيم النقدية , التي وضعتها مشروعاً اجرائياً للنقد والنص القصصي العراقي , وهدفي الأساس ان أضع لبنة جديدة للمصطلح والفهم والمعرفة النقدية (العراقية والعربية) لتتحرر من وصاية المعارف الأوربية والامريكية , مع التأكيد على صواب وخطأ المصطلحات والمفاهيم عبر آلية التجريب والاجراء والبرهنة المنطقية, ناشداً تنشيط حركة النقد, وتشجيع الناقد العراقي ليتجه نحو خلق هويته المستقلة آليات ومفاهيم وتفكيراً.
س4 : القص تقانات نصية مهادات نظرية ماذا تناولت فيه؟
هو كتابي التنظيري الخالص , الأول والأخير , وقد بدأت به عام 2010 , وتم طبعه عام 2011 من قِبل دار مديات في الناصرية , ثم طبع ثانية من دار أمل السورية عام 2017, ثم طبع من دار مومنت بلندن , ثم طبع بدار محررون (إلكترونيا) بلبنان , ثم طبع خامسة بدار الصحيفة العربية ـ مشترك مع دار ـ العرّاب , في بغداد ودمشق , عام 2023 .. وعند كل طبعة أقوم بتعديل وحذف واضافة ليصير كتاباً ديناميكياً يستوعب التغيرات الفنية والفكرية محلياً وعربياً . وقد تخصص هذا الكتاب بخلق نظرية للسرد القصصي العربي , جديدة بكل كلمة وسطر واجراء , واعتقد انه أول وأخير كتاب عربي يختلق نظرية مستقلة تامة للسرد القصصي العربي.
س5 : أيمكنك التحدث بإيجاز عن أهم موضوعات مُؤَلَّف منشئيات مأوى القص؟
انه كتاب نقدي أكمل مشروع كتابي السابق , القص الموجز , إذ وسع نماذج المصطلحات واعطاها مرونة لتصير صالحة لنقد القصة والرواية والقصيدة . وتبنى اجراءات تخص مجاميع قصصية ومنشورات منفردة , كلها تؤكد فرادة الجمال الفني للمنتج السردي العراقي.
تناولت موضوعات الكتاب عمليات الاشتغال القصصي بين اللم والتشتيت والتوزيع والتسويق والتوقف والاستئناف وغيرها , لمجمل الآليات المنفردة المميزة لكل كاتب من كُتاب النصوص التي تابعها الكتاب نقدياً.
س6 : الأدنى والأقصى .. طفولة وثقافة , أهو عن الشعر أم عن النثر , ومن نموذجه الاجرائي؟
انه كتاب في نقد الشعر , خُصص لتجربة الشاعر الدكتور شاكر لعيبي , حُصِر التقصي في هذا الكتاب بمضمون الكتاب الشعري ” الأدنى والأقصى” للشاعر (لعيبي) , تناولتُ فيه تجربة الشاعر , التي أفاضت بمؤلفه هذا, وبينتُ أثر الطفولة والنشأة الأولى لوعي وثقافة الشاعر , على نضج شعرية الدكتور شاكر لعيبي.
س7 : أرجو ان تعطينا اشارات لأهم ما تراه واجباً لفهم وقراءة الرواية والقصة؟ تتشابه لغة القصة والرواية كثيراً , وقد تتداخل جناسياً فيما بينهما , لكن أفضل وسائل التمييز يمكن تلخيصها بالمساحة الكتابية , إذ من النادر الآن كتابة قصة بأكثر من 40 صفحة . أي بما يعادل 10000 كلمة , ومن النادر كتابة رواية بأقل من هذه المساحة. اما المميز الثاني فهو الحدث وزمنه , فالرواية لها حدثان وزمنان للماضي والمستقبل , بينما حدث وزمن القصة مخصصان للحاضر.
وقد يدخل شرط القصد في توجيه السرد نحو إحداهما فاصلاُ لتعيين النوع (القصة او الرواية).
ان فهم ومعرفة الشروط الكتابية لكل نموذج لهما يتطلب حذراً كبيراً لئلا يتحول نسيج أي منهما الى تاريخ خالص او انشاء خالص .
س8 : ماذا تعني بموارد القص التجريبية؟
هذا كتاب تخصص بتجارب 28كاتباً عراقياً للقصة القصيرة جداً , التي اسميها (القصة الموجزة) , وقد قمت بمتابعة القصة القصيرة جداً كما لو كنتُ أنا كاتبها بدءاً بتخيل نمو القصة في بذرتها الأولى كصورة هلامية في الذهن , ثم وهي خدج مشكل مبهم , ثم وهي صورة جاهزة للتدوين , ثم وهي محاولة للجذب والتسويق. وميزت قليلاً بين القص العربي للعرب والقص العربي للكورد .
ان الموارد المقصودة تنحصر بين ممولين , هما تجربة وثقافة الكاتب الشخصية, وتجربته مع العالم , سواء كانت أفكاراً أو موضوعات أو تراثاً.
س9 : ماذا تقصد بالتبادل الثقافي المعرفي للرواية؟
ان هذا التبادل يمثل اليوم عصب الحركة الانسانية لجميع الأنشطة المعرفية , ويتماشى خطياً مع نموذج أفكار ما بعد الحداثة , (البراغماتية الجديدة) , ويشمل الطرق والاساليب التي يعتمدها المنتجون في تسويق وتسويغ الأفكار والمؤلفات والسلع , ويراها البعض مضرة للثقافة والفنون كونها نفعية بالأساس , وجمالية بالتوصيف السوقي.
نحن نرى انها طريقة استعمال اللغة بسمو وسائل تسويقها وتسويغها , على أساس ان الرواية يمكنها ان تكون سلعة تجارية سامية الربحية.
س10 : أيمكنك التحدث بإيجاز عن المقولات التي عددتها عن مدونات الكاتبة صبيحة شبر؟
في الكتاب (المُعد) أعلاه تابعت نتاج الكاتبة صبيحة شبر في مجال القصة والرواية والاعلام , جمعت وحققت أعمالها وأرفقتُ نقدي ومتابعتي بمقالات تتصدر الفصول الستة للكتاب. وقد وجدتُها اعلامية من طراز خاص , وكاتبة منحازة للإنسانية ولقضايا المرأة والطفولة.
س11 : حواس التشفير معرفة التشكيل كتاب من اعداد وتحرير اسماعيل , عن أي مبدعة هو , وما أبرز موضوعاته؟
انه كتاب في النقد الشعري اختص بتجربة الشاعرة غرام الربيعي , وتم اعداده وتحريره على غرار كتابي السابق الخاص بصبيحة شبر.
س12 : بماذا عني كتابك مفتتح خيارات الأسماء؟
هو كتاب موسع عن أعمال الشاعرة د. سجال الركابي بثمانية فصول , أتممتُ اعداده على غرار الكتابين السابقين.
س13 : كتابكَ سماء أسماء مبللة بالأشياء , أهو نقد في الشعر أم رواية؟ ما الجديد الذي أضافه للثقافة والابداع؟
انه مؤلف من ستة فصول موسعة لفهم التجربة الشعرية عراقياً. وقد تبنيتُ فيه فكرة أساسية , هي ان كل لغة لشاعر في أصلها اسماُ , وان كل اسم منها هو ملاك سماوي يستحضره الشاعر من وجه السماء الكوني , والضمير مطلق السمو والانفعال والجمال , هذا الضمير مبلل بجمل الخير والود والسلام والتعايش الحر بين موجودات الله كلها. س14 : لغة الشعر والمعرفة والشعبية أ هن متشابهات نقدية؟
تعدُّ لغة الشعر لغة للإزاحة , والازاحة تخرج من عباءة المظهر الى هلام الجوهر الغامض للمعرفة , وتلك تطلق كلماتها شعراً شعبياً بلغة فصحى. كأننا نقول ان لسان الشعر هو معرفة انسانية تأخذ سموها وصورتها من التصاقها بروح الشعب وما ينشده من سعادة يغنيها شعراً وفنوناً وحكمة.
س15 : قصص هان شر زمان تتجه لتمديد العلاقة الحيوية بين موجودات البيئة , وماذا أيضاً؟
انها قصص قصيرة جداً , حاولت تحييد الفعل الانساني وسبغه ونسبه الى الحجر والهواء والشجر والحيوان والانسان قليل الادراك, والمصائر القدرية. وقدمت للكتاب القصصي توطئة نظرية تقارب ما يُنَظِّر له شعراء الها ييكو.
س16 : بماذا يوجه كتابك حداثتنا الشعرية وما بعدها ـ اتجاهات ثمانية؟
يحاول الكتاب ـ لأول مرة على مستوى كتاباتي جميعها ـ الدخول النظري والاجرائي بعوالم وأفكار ما بعد الحداثة في الشعر , فيه , قيدتُ الفعل الشعري بثمانية اتجاهات , كل اتجاه يمثل نظرة وتنظيراً واجراء تطبيقياً عن حُزمة أعمال شعرية ممن يستظلون قصداً او نتيجة , بطرف من أفكار ما بعد الحداثة الشعرية.
شمل العمل 43 شاعراً وشاعرة.
س17 : لديك كتاب عنوانه ” سردية وقائع القص المجردة ” أ هو متابعة نقدية لسرد قصصي مختلف عن القص العراقي الآن؟
انه كتاب تخصص بثلاث قضايا . هي :
ـ عثرات السرد . أي الجوانب الثرية التي أهملها السرد .
ـ والقضية الثانية تقديم المجاميع القصصية المنقودة بكاملها بملحق الكتاب .
ـ وثالثها تسليط الضوء على كاتب مهم لم يحظَ بفرصة نقدية تلائم نتاجه الرصين.
س18 : ما الجدل الذي يوفره كتابك الرواية العربية فرائض واستعارات؟ انني ارى الرواية لما بعد انشائية. أي الرواية (الحديثة), لم تتخلف كثيراً عن تقنيات ما بعد الحداثة , لكنها أقل حدة من جانب تطورها , لذا فهي تعاصر وتتجاوز المعاصرة بطريقتين , هما : فرض واستحداث تقنيات الميتا رواية , وتصعيد قوى الاستعارة بحسب فهم بول ريكور للاستعارة الروائية , وبفهم ( بو مان) للحضارة السيالة.
ان أهمية هذا الطرح بكونه ضرورة معاصرة , متعدية الى ما بعد المعاصرة , فضلاً عن انه كتاب يقترح ولا يشترط , يدعو ولا يراوغ , على الرغم من أهمية المراوغة في تصريف النتاج أياً كان نوع