حقيقة تاريخية يعرفها الجميع مفادها ان العرب وجدوا قبل الاميركان بأكثر من ألف عام،،أي إن تاريخ العرب عميق وما أنجزوه من حضارة باتت تدرس في كل شعوب العالم
بالرغم من عدم تطورها نتيجة للصراعات والأحقاد السياسية التي طالت الدول العربية. ولكن الأهم إن العرب كانوا قبل أن تكون أميركا ، اي ان الدينار وجد على سطح
المعمورة قبل ان يولد الدولار ، وما ادراك كيف كانت الولادة عسيرة ومن كان ورائها !!
من الغريب وبالرغم من النزاع الخفي بينهما إلا إنهما يتشابهان في إنهما يبدءان وينتهيان بنفس الحروف،ويتكون كليهما من خمس احرف يشتركان بثلاثة منها ، ولكن من
المحزن والمبكي ان الدينار الذي ظهر عام ( 695 م ) يتبع ويجري وينحاز الى الدولار الذي ظهر بعده بأكثر من الف عام ( 1792 م )،، اي انقلبت معادلة الوراثة والسلالة بحيث
ان الاجداد يتبعون احفاد الاحفاد .
بغض النظر عن النظريات والتحليلات الاقتصادية والتحليلات الاقتصادية والتي من المؤكد انها تعتمد على الواقع الفعلي الملموس ، فأن مجريات الاقتصاد وتطوره عبر الاف
السنين توضح ان الادوات المالية المعتمدة في التعاملات بين الافراد والجماعات والدول والمنظمات قد ظهرت بناءا على حاجة ومتطلبات لتحقيق اهداف يمكن الاستفادة منها
في تطور المجتمعات .
فعندما ظهرت العملات النقدية سهلت في طريقة التعامل والتداول للسلع والخدمات بين الافراد بدلا من ان كانت تعتمد على المقايضة مثلا،،وظهرت بعدها انواع العملات
النقدية والادوات المالية مثل السندات والاسهم والقروض ..الخ ، وبهذا يمكن ان نقول إن أي دولة لديها مطلق الحرية في خلق الادوات المالية التي تعتمدها وتتعامل معها
مادامت مقبولة وفقا للمقاييس والمعايير المحلية والدولية المعتمدة.
وقد يكون من المفيد ان نذكر بأن عملة اي دولة تعتبر واحدة من الادوات التي تمثل سيادتها وقوتها وحضارتها ،،اذن ماهو المبرر ان عملة دولة معينة تتبع وتجري خلف عملة
دولة اخرى ،،فعندما ترتفع قيمة عملة الدولة الاخرى ، يؤدي ذلك الى انخفاض قيمة عملة مجموعة من الدول وليس دولة واحدة فقط ،،هذه التبعية مقصودة ويراد منها التحكم
بكل مجريات التبادل النقدي ،،لان الدولار يقرر مصير وقيمة الدولة التي اصدرته وبالتأكيد فأن مايهم تلك الدولة اولا واخيرا مصلحة سيادتها واقتصادها ومستويات الدخل لديها
،،وأخر مايهمها هو مصلحة الدول التي تتبعها ،،وقد انتبهت روسيا والصين الى ذلك واتخذت اجراءات من شأنها تنويع احتياطياتها النقدية من عملات غير الدولار وعملت على
توسيع مجالات التداول الثنائية بينهما بعملات اخرى غير الدولار.
ماهو الضرر ان نبيع نفطنا العربي باعتماد عملات قد يكون الدولار او غيره من ضمنها ،،والاقوى من ذلك ان نبيع نفطنا العربي بعملتنا الوطنية لكي يكون لها دورا في اقتصاديات
الدول التي تقتنيه وتحتفظ به في سلة الاحتياطي لديها ، كما تفعل دولة الدولار.
الان لانسمع من العراقيين على مدى سنوات عديدة سوى ( ابيش صار الدولار هاليوم ) ،عبارة يتداولها الجميع من بائع الفلافل الى اصحاب المولات والشركات الكبرى ،،الامر
لايحتاج سوى الى قناعة واصرار ونية صادقة من اجل البقاء والشفاء لنخرج من تبعية العم سام ونقول مرحبا بالديناريوس ووداعا للدولاريوس ،، لاتستغربوا أحبائي انه سبق
لي ان طرحت الموضوع في احد الملتقيات الاقتصادية وبحضور مسؤولين من البنك المركزي العراقي ،،وقد واجهت قصفا مروعا من الاراء الرافضة الغير مستندة لاي
اساس،،وانتم تعلمون السبب !!!!