مراود الكحل و الطعنات
من أين تبدأ مرساها
و قد فقدت عينيها
كل الكلإ الأخضر طار
على كتفيها عندما مات
الحقل ; وهو ينهر جنوده
الشعر الأشقر ينادي مشطه
و العيون الخضراء حناء الفجر
عتقت كل أسباب الشعر …
و سبائك الذهب تراوغ جمالها
كم مرت تنادت البئر أصواتا
وصارت تحادث مواكب الحرب
تارة تلوح للإثم بأنه غادر …
و لكنه غير قادر مادامت النوايا
طيبة لله وحده ساجدة …
البحر يتنازل فيها الحلم ليلا
يقول كل حكايا الممكنات …
آه يا من كنت ملكة الملكات
كم رحلت على جفون المستحيل
يا رقصة المجانين لحظة العرفان
كيف يمكن أن يقسم القلب
الى شرائح بأيادي تغني الحنين
مراود الكحل و الصفعات تتلازم
تمسك الماجدة من خصرها …
فلا تنحني فأنت من العاشقين
ساكنة جبال قرطاج والياسمين
قطع جوف القصيدة ومر من هنا
غير عابىء بروح أقوالها …
نطق الاقحوان و الإكليل و الأنين
حين طاف بعقلها خضم المجال
ومنعت عتابات المساجين …
بأي حق تلاوات الآمرين …
تفتكون أنفاسي و كياني الحزين
غمرة تسري في سبيلي اليك
و أحلامي من إيقاع أجمل المعافرين
حين لا تجرؤ القوافي على مخاطبتي
وتخجل كل المعارك من النظر إلي
وقد غدرت ظهري و خناجرها من علقم
نلملم جراحنا نحن من صنا أرواحهم
ورفضنا الصراخ حتى لا نجرح أسماعهم
حين تناثرت دماؤنا على أتربة مشينا
وسقطنا في عز أشواقنا اليهم …
و كل صور حكاياهم تمر مشاهد
أيها القطاف اني أبكي جحود الأبطال
من بعد سردية المثل و الإلتزام …
يا أيها المدى الذي لم يثنيني يوما عنه
و امتهنت محن النوبات و المعافرة
لأني آمنت بأن الحب هو كل المعجزات
لا تلمنني يا أسلافي فأنا أقدس
لحظات الفراق و الموت الزعاف ….
يرتبون كل سبل الرحيل و العناوين
يستغربون ظنوننا و لكننا من فرط حبنا
ظنوا أننا أغبياء لسنا جديرين بهم
و ينقضون بسيوف الأقوال على أفئدتنا
و يجتهدون في حماسة المنسحبين
يستلذون بقتلنا على صفحات قصائد
مجروحة أقسامها و مفتتة أقوالها ،
بستبيحون حقنا في السؤال و في الكلام ..
نحن من ننصت لسبل القيم في العشق
و في مقامات الود لا نجرح أحساس
من نحب حتى وهم يعدون لنا المهجر ….
أيها الدرب لا تنتظرني فقد قصفت أجنحتي
ورجعت أدراجي أ غتسل في دمائي
و أحمل عيوني سابحات في دموعي …
سألتني الطيور عن أحوالي وقد رقت
فأخبرتها لا تبالي فإني لست أتباهى
بعقل يشعل نيران من قلبه اصطفاني
ذات يوم عند منتصف الشمس
وقد قال للحدائق كوني فهذه مولاتي
درة عيوني وطفلة إشراقي و ملاكي …
كيف لي أيتها ألحصون أن أصد خناجره عني
وهو كل كلي و قد أخبرت ربي أني أحبه
و عاهدت الله بأني لن أوجع قلبه
وبأن أكون له جيشا و قلبا لا يتسع لسواه .
ما حيلتي و القصيدة منفاي و جوادي
اليها أبث عذابي و أكلمها في صمت
من ترك دروبه و أحلامه على حافة
فجر بعث عناوين اللفظ الأخير
وهاجم صدري بخناحر الغدر و الهجر ….
الكاتبة الشاعرة أمال رجب المناعي