إذا لم تفرح لإنسان فلا تحزنه أبداً..
وإذا لم تقف مع إنسان فلا تشمت به..
وإذا لم تفرح لإنسان فلا تحسده..
وإذا لم تستطع نفع إنسان فلا تضره..
اخترت بما يشبه الواقع قصة ” ثلاثة لصوص ” من القصص الجميله للأديب الروسي تولستوي..
القصة.. كان فلاحاً يقتاد حماراً وعنزاً إلى المدينة ليبيعهما، وكان للعنزة جلجل معلق برقبتها..
رأى ثلاثة لصوص الفلاح يمر قال الأول : سأسرق العنزة، دون أن يحس الفلاح بذلك..
وقال الثاني : وأنا سأنتزع منه حماره..
فقال الثالث : وهذا ليس صعباً أيضاً..
أما أنا فسأعريه من كل ثيابه..
إقترب اللص الأول خفية من العنزة، ونزع عنها جلجلها، وربطه بذيل الحمار، واقتاد العنزة إلى أحد الحقول المجاورة..
وعند منعطف في الطريق، ألقى الفلاح نظرة خاطفة وراءه، فرأى أن العنزة قد اختفت..!!
فانطلق مسرعاً يبحث عنها..
ذهب اللص الثاني إليه وسأله عمّ يبحث..؟؟
أجابه الفلاح أن عنزته قد سُرقت..
قال له اللص : عنزة، رأيتها منذ لحظة فقط، هنا، في هذه الغابة، رأيت رجلا يمر وهو يركض ومعه عنزة، ومن اليسير اللحاق به..
جرى الفلاح للحاق بعنزته بعد أن طلب من اللص أن يمسك بحماره، فساق اللص الثاني الحمار..
عندما عاد الفلاح من الغابة إلى حماره، رأى أن الحمار قد اختفى، واختفى من أوكله به أيضاً..
فانفجر باكياً وتابع سيره، شاهد في طريقه، على حافة مستنقع، رجلاً يبكي، فسأله عما به..؟؟!!
أجاب الرجل أنه كلف حمل كيس مملوء ذهباً للمدينة وأنه جلس على حافة المستنقع ليستريح وأنه صدم الكيس وهو ينام، فسقط في الماء..
سأله الفلاح لماذا لا تنزل إلى الماء لانتشاله..
أجاب الرجل: إني أخاف الماء، ولا أعرف السباحة، لكني سأعطي عشرين قطعة ذهبية
لمن ينتشل لي كيسي..
ابتهج الفلاح وقال : «إن الله قد خصني بهذه النعمة ليعوضني عن فقدي عنزتي وحماري ».. فخلع ثيابه ونزل إلى الماء، لكنه لم يجد الذهب، فخرج من الماء لكنه لم يعثر على ثيابه..
كان ذلك من فعل اللص الثالث الذي استطاع
فعلاً أن يسرق حتى ثيابه..
العبرة..
هذه قصة شملت أكثر المواضع التي نُؤذى منها :
الأولى.. طعنة من الخلف في لحظة غفلة منا..
والثانية.. فهي موضع الناصح الذي يدس السم في نصيحته ونحن نحسب أنه يحسن صنعًا..
وأما الثالثة.. ففي موضع سبق الدمع الكلام فتأثرنا بذلك وأغرانا حتى خدعنا..
اللهم..احفظنا من مثل هؤلاء اللصوص الذين نواجههم هذه الأيام، وردهم لنفوسهم، وليعلموا أن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصده أيضاً..