من كاظم المقدادي… الى الصديق خزعل الماجدي
#الشبكة_مباشر_بغداد_د.كاظم المقدادي
اعرف .. ان كثيرا من اللغط ، يدور الان حولك وحول كتبك ، لغط كثير اسمع به ، واقرأ عنه ،، يجري الان في الاوساط الثقافية والعلمية العراقية والعربية ، حول ما تؤلفه من كتب كثيرة متواترة النشر والتوزيع ، برغم ما فيها من افكار ، وابتكار ،، ومن الاستسهال والاجترار .
و فيها ايضا ،، اشكاليات تخطف العقول والابصار ، وهي بحق كتب جديرة في الطرح والانتشار .. بسبب من تكويناتها المعرفية المتشعبة ،، وطروحاتها العلمية الحائرة ،، ومثل هكذا تجربة جديدة تخوضها ، لا بد وان تتعرض بسببها الى فخاخ من كل الانواع ،، من جهلة ومتربصين رعاع .
لكن يا صديقي .. لماذا تعتقد انك سوف تظل الى الابد بمنأى عن النقد و التجريح ،، وانت تعرف ليس هناك من كاتب وكتاب ، او فكرة او مقال ينجو من النقد العلمي الصريح .
نعرف ،، نحن الذين كانت ومازالت جل اهتماماتنا وانشغالاتنا في العلوم والمعرفة ،، ان هناك من الكتاب من يسرق افكار ومصائر ،، ومن يكتب سطورا ليست له من نصيب البشائر ، ويقتطع من مراجع بعينها صفحات وصفحات ، دون ذكر المصادر ، ولا حتى الاعتراف بمثل هذه الحماقات .
كل هذا موجود نؤشره جهارا نهارا ،، نحن الذين مارسنا اشرافنا وتجاربنا الاكاديمية ،، بعد استعراض رسائل الماجستير ، واطاريح الدكتوراه والبحوث العلمية ، في الجامعات العراقية والعربية .
ليس كل من خاض محاولة علمية احاط بها ،، وليس كل من نشر كتبا معرفية توج عالما فيها ، لا يأتيه الجهل من بين يديه ولا من خلفه .
الدراسات الاكاديمية والمعرفية ، والافكار التوليدية معرضة دائما الى النقد ، وحتى الى التسفيه والتلميح والتجريح ،، وعلينا ان نتذكر مصير سقراط ، وابن رشد ، واسبينوزا ، وغاليلو ، وكوبرنيكوس ، ونيتشه ،، وسواهم من الذين شغلوا انفسهم ، وشغلوا العالم معهم .
المهم يا صديقي ،، لكم شرف المحاولة ،، وانتم تتصدون لاختصاص توليدي صعب ومركب ، لم يكن يوما من اختصاصكم “الدقيق” في اطار المناهج العلمية ، وتحصيلكم العلمي الثمين ،، انكم حقا تخوضون وبحرأة تجربة علمية معقدة ، بعيدة عن الاهتمام البكر في الكتابة والمنهج الاكاديمي العلمي الرصين ، تجربة كبيرة ومهمة ، تحتاج وحدها الى دراسة اللغات القديمة ، وفك طلاسمها الملتوية ، وزيارة ميدانية متواصلة للمواقع الاثرية ، ومعرفة جيولوجية مكتملة لتربتها الازلية ،، لأن علوم الأثار واللاهوت وتاريخ الحضارات والاديان ، تستند الى فكر تراكمي نير ومتوقد ، والى وقت طويل ، فليس باليسير اصدار كتاب علمي واحد في غضون عام ،، هكذا فعل استاذنا طه باقر ، وغيره من المبدعين والجادين على ممر الايام .
واظن ان فكرة ” تفريخ ” الكتب والاستعجال في طبعها وتوزيعها ، بناء على رغبة الناشرين ، هي التي اثارت الشكوك حول نتاجاتك ” المتواترة ” والسريعةً التي لا تتوقف ،، فالمصادر الاجنبية وان توفرت لا تكفي وحدها ، ومحركات البحث بالانترنت غير معتدة في ادراجها ،، وغير مستحبة في الاوساط العلمية وفي الجامعات التي تحترم تاريخها ووجودها .
اخيرا ،، لم اكن يوما من اعداء النجاح ،، لكن النجاح يا صديقي ،، له قواعد وبيانات وفصول وكفاح ،، لكي تضع على رأسك تاج العلم والمعرفة والفلاح .
اما قصة الفخاخ والحذاء .. فانت ستختار حتما وقتها ، الحذاء بقياسه المناسب ، وتتخلص من عقدة الفخاخ والالغام التي يتم وضعها عادة في طريق كل من جد واجتهد ، وقال و وعد ، و ترك اسلوب النقل ، مستعينا بالعقل .
وما بين فلسفة العقل ، وعادة النقل .. تكمن فلسفة الابتكار التي تدحض النقل والاجترار .
ولكم مني يا صديقي كل المودة والوئام ،، ودمت بسلام متصالحا مع نفسك ومع الاخرين ،، من دون فخاخ قد تنصب لك من جديد ،، ومن اقرب المقربين .&
د كاظم المقدادي