خط الممر الإقتصادي الذي أقر ضمن قمة العشرين من الهند الى آوروبا عبر الإمارات و السعودية و الأردن و إسرائيل
#الشبكة_مباشر_مسقط_ المهندسة الإستشارية أزهار القيسي
ان الخط المقترح له غايات سياسية أكثر من جوانبه الاقتصادية وجاء في الواقع لمنافسة طريق الحرير الصيني ولدمج الكيان الصهيونى مع المنظومة العربية اما من ناحية الفوائد الاقتصادية نجد ان الخط البحري من الهند الى اوربا أرخص من الخط البري المشمول بهذا التصور ، ربما يكون في مشروع خط أنابيب الهيدروجين فرص جيدة ولكن من المبكر الحديث عن ذلك يبقى القول انه ما زال المشروع في مرحلة التخطيط وقد لا ينفذ كما حدث لصفقة القرن في عهد ترامب
خلال العشر سنوات الاخيرة، اعلن عن العديد من المبادرات الخاصة بانشاء ممرات اقتصادية عابرة للقارات منها؛ الممر الشمالي والاوسط ومبادرة عشق اباد والمبادرة الحزام والطريق ذائعة الصيت التي اكملت ١٠ سنوات منذ انطلاق العناصر الاولى لها.
وبالرغم من اهمية هذه الممرات للنمو الاقتصادي العالمي ودعم فرص التبادل التجاري وتحسين سلاسل الامداد وفائدتها الكبيرة لتعزيز التعاون الاقليمي، الا ان هناك من يراهن ان تقدم هذه المبادرات من خلال الواقع يعد بطيئاً جداً وانها اشبه ما تكون بلعبة علاقات عامة
و مبادرة الممر الاقتصادي التي تربط الهند بالقارة الاوربية هي احدى اخر هذه المبادرات. وبالرغم اعلنت خلال قمة العشرين التي استضافتها الهند، الا انه اتضح من خلفيات المبادرة انها اتت بناء على مباركة امريكية! صحيح ان هناك من يجادل ان المسار المقترح اقتصادي بحت يراعي به ضم الموانئ التي ترتبط بتبادل تجاري ضخم مع الهند و يستهدف الدول التي بامكانها المضي قدماً بدفع المشروع وتوفير التمويل اللازم للبنية الاساسية للمبادرة، ناهيك عن انها استحضار لمشاريع قديمة كخط الحجاز، يرى في المقابل العديد من المراقبين أن أهداف المشروع تركز بشكل اساسي على الرغبة الامريكية لمواجهة مشروع “الحزام والطريق” الصيني،
يمكن قراءة ذلك من مواقف عديدة لعل اخرها اعلان ايطاليا الاخير برغبتها في الخروج من الاتفاقية الصينية وهو مايمثل رضوخاً للضغوط الامريكية المستمرة على الدول الاوربية. كما ان هناك هدف اخر يتمثل في الرغبة الامريكية بقطع الطريق على اي طموحات ايرانية في العودة للتجارة الدولية و تفادي العزلة المفروضة عليها من عقود. واخيراً، لايجب ان نغفل على انها تمثل رغبة ادارة بايدن وهي في سنواتها الاخيرة في التحضير للانتخابات الرئاسية من خلال طرح مشاريع تساهم في زيادة التطبيع بالشرق الاوسط واستعراض بعض الجهود التنموية والبيئية للاستحقاقات الرئاسية واظهار حزم ادارة بايدن في قطع طريق الطموحات الصينية.