أصحاب الهمم و مساهمتهم بالمجتمع المدني – بقلم د. المستشار/ ابراهيم الزير
#الشبكة_مباشر_عمان - دكتوراه القانون الدولي و قاضي تسوية و فض المنازعات بالمحكمة الدولية بلندن و سفير السلام و سفير الجودة و التميز بالمنظمة الأوروبية العربية – بروكسل

شهد العالم سواء على الساحة الاوروبية من الاتحاد الاوربي و الامريكية و العربية تحول جذري لأصحاب الهمم و تحولهم لفرد فعال بالمجتمع الدولي و ايضا مساهمته فرد منتج و نافع للمجتمع المدني و السعي في بنائه بكل السواعد التي بداخل اصحاب الهمم و من هذا المنطلق اشار المجتمع الدولي بأيده الى تركيز الضوء على اصحاب الهم و على حقوقهم الشرعية و التشريعية منها المحلية و الدولية و التي يجب يتمتع بها اصحاب الهمم مع ذويهم من افراد المجتمع المدني و ايضا لتوفير له بيئة و الحماية من أي اعتداء ق يعرض حياته او يساهم في التسبب في الداء من قبل الغير او اصحاب النفوس الضعيفة و المصابة بالأمراض النفسية و العصبية و التي تحمل صفات اجراميه قد تقع بالأضرار بأصحاب الهمم الامر الذي يستدعي الحفاظ و العمل على حمايتهم و العمل على توفير بيئة صالحه لهم كي يكونا فرد منتج داخل المجتمع بما في ذلك المساهمة ببناء مجتمع مدني صحيح و تعزيز المحافظة على احترام كرامتهم في كافه صورها و الحد من العنصرية التمييزية و الإساءة و الاهمال .
و شهدت الدول العربية مؤخرا طفره توعويه علميه متطورة لأصحاب الهمم و من تلك الدول دولة الامارات العربية التي قد شرعت قانون يقوم بحمايه و المحافظة على حقوق اصحاب الهمم سواء على المستوى المحلي او تحت رعاية دولية تسعى الإمارات إلى ضمان حياة كريمة لأصحاب الهمم وأسرهم، فكانت البداية من استبدال مصطلح “ذوي الإعاقة” بـ”أصحاب الهمم”، وعليه تم تعيين “مسؤول خدمات أصحاب الهمم” في كل المؤسسات والجهات الخدمية، كما تم تأسيس “المجلس الاستشاري لأصحاب الهمم”؛ بهدف تطوير الخدمات وإيجاد الحلول للتحديات المختلفة التي تواجههم لتسهيل دمجهم في المجتمع، وتشمل هذه السياسة 6 محاور وهي: محور الصحة وإعادة التأهيل، محور التعليم، محور التأهيل المهني والتشغيل، محور إمكانية الوصول، محور الحماية الاجتماعية والتمكين الأسري، وأخيراً محور الحياة العامة والثقافة والرياضة.
لا تتوقف التسهيلات على تقديم خدمات يومية تجعل من حياة أصحاب الهمم أكثر بساطة وسلاسة، بل تتعداها إلى رعاية هذه الفئة وتأهليها للاندماج في المجتمع، وهذا ما يفسر وجود قاعدة واسعة من المؤسسات المجتمعية المعنية بأصحاب الهمم، من جهات حكومية ومراكز ونوادٍ خاصة، أهمها مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية التي تضم تحت مظلتها جميع مراكز ومؤسسات دور الرعاية الإنسانية والخدمات الاجتماعية في إمارة أبوظبي، إلى جانب مجموعة من مراكز التأهيل والدعم في دبي مثل “مركز دبي للتوحد” و”نادي دبي للمعاقين”، تتوافر كذلك مؤسسات ودور رعاية مجتمعية في الإمارات الأخرى.
فرص عمل يحظى أصحاب الهمم بفرص العمل نفسها التي يحظى بها أي شخص آخر، فبات من السهل اليوم أن يشغلوا المناصب الحكومية، جاءت هذه التغيرات الكبيرة مع إقرار حكومة الإمارات العربية مرسوماً خاصة بأصحاب الهمم في 2006 لحماية حقوقهم ومساواتهم مع أقرانهم فيما يخص فرص العمل، عدا عن توقيع الإمارات على معاهدة الأمم المتحدة بشأن حقوق أصحاب الهمم في 19 مارس 2010 كما هو الحال بدولة الكويت و المملكة العربية السعودية و المملكة الأردنية الهاشمية و ما شركتها بمعرض اكسبو لأصحاب الهمم لتسهيل السياحة و غيرها من الدول كما هو الحال في جمهورية مصر العربية و دول شمال افريقيا وصولا للاتحاد الاوروبي و شرق و جنوب اسيا .. و القارات الاخرى .
حيث ايضا تتجسد الغاية من الشعارات الجديدة في توفير الخدمات للأشخاص أصحاب الهمم بسهولة، ورفع مستوى التعاون بين الجهات المعنية من خلال توحيد تعريف الإعاقة، وتشخيص أصحاب الهمم وتحديد احتياجاتهم. حيث يعد إنجازاً مدروساً يُضاف إلى رصيد الإنجازات المستدامة المُحققة لصالح أصحاب الهمم حول العالم العربي و العالمي سواء .
كما هو الحال ايضا لمصر حيث انها سجلت عاما استثنائيا بجدارة في الاهتمام والعناية بأصحاب الهمم، فلم يكن عاما عاديا أطلقه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الاعوام السابقة لجائحة كرونا ، خلال انعقاد مؤتمرات للشباب ، ليفتح طاقات الأمل على مصراعيها لـ10.7% من المجتمع المصري، هم نسبة أصحاب الهمم، وفقًا لآخر إحصاء رسمي صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
فضلا عن ذلك ان اهم الركائز للاهتمام و متابعه و إرساء قواعد العدالة الاجتماعية لجميع الفئات الأولى بالرعاية، من أجل تعزيز قدرتهم على الاستجابة للمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية المحيطة، ومن أجل تمكين تلك الفئات من الحصول على حقوقهم الكاملة دون أدنى تمييز أو تهميش، واتسع المنظور في التعامل مع قضايا اصحاب الهمم ، ليشمل التحوّل من المنظور الطبي المحدود، الذي يتعامل مع الإعاقة، إلى المنظور المجتمعي التمكيني.
و مسمى “أصحاب الهمم” على كل شخص يعاني من قصور في قدراته الجسدية، الحسية، العقلية، الاتصالية، التعليمية، أو النفسية، بشكل كلي أو جزئي، دائم أم مؤقت، وذلك نظراً للجهود الجبارة التي يبذلها كل شخص من هذه الفئات في التغلب على التحديات اليومية لتحقيق الإنجازات المختلفة.
في النهاية اشدد على ضرورة الاهتمام بالتواصل العالمي و دعم الذي عرف باللوجستيك معهم لأصحاب الهمم ، خاصة أنهم قد عانوا كثيرا طوال الأعوام الماضية وحان وقت الالتفات لهم ولحل مشكلاتهم والعمل على حل أزمات ملف الإعاقة في كافه انحاء العالم ، حيث قد خصص العديد من اصحاب الهمم حياتهم لبناء و تحقيق عدالة اجتماعيه في المجتمع المدني من خلال مثابرتهم و قوتهم و عزيمتهم .
و من تلك القواعد الارتكازية “الابتكار من أجل شمل الجميع،” ولربط العقول وخلق مدن المستقبل كان محور فعالية خاصة، على هامش مؤتمر الدول الموقعة على اتفاقية حقوق ذوي الإعاقة. جاء الحدث الخاص ضمن الفعاليات الأممية السنوية لحوارات ومشاركات لتجارب وطنية وعالمية حول قضايا حماية ودعم هذه الفئة الاجتماعية حول العالم.
اما عن منظمة الأمم المتحدة اتجاه اصحاب الهمم في التحديث والوصول إلى آخر ما وصلت إليه حياة أصحاب الهمم سواء كان ذلك في التكنولوجيا المطورة أو الأبحاث التي تم التوصل إليها في المجالات الصحية تقوم بدعم و متابعه تلك الاعمال على مستوى دولي يتابع من قبل لجان مشتركه للعمل على تحقيق اهداف اصحاب الهمم و مشاركتهم المشركة الفعالة لبناء مجتمع مدني متكامل ، تحيه تقدير و اعزاز لأصحاب الهم فانهم هم الابطال الحقيقين الذين نفتخر بهم في الحال و الاستقبال .