وجهة نظر..عن مفاهيم الجغرافية و التعايش البشري .محافظة دهوك العراقية نموذجآ..
#الشبكة_مباشر_باريس_المؤرخ د. حسن الزيدي
الطبيعة الجغرافية ( الصحراوية او الجبلية الجرداء او الجبال السخية بتراثها ووديانها المجدبة اوالسخيه بزرعها وضرعها هي التي تستدعي الإنسان ليستضيفها لانه يبحث دائما عن الماء والزرع ليعيش منه.ويتعايش معه ويخترع ويكتشف المتطلبات لاجلها لاستغلالها واستثمارها طبقا لحاجاته ومتطلباته.
محافظة دهوك إحدى المدن التي تقع في شمال غرب بلاد الرافدين الذي ظهرت فيه منذ الالف العشر قبل الميلاد ولربما اكثر الحياة البشرية التي انتجت الحضارة الاشورية التي امتدت شرقا حتى شبه القارة الهندية وغربا شملت بلدان الشام ومصر وجنوبا تعاملت بين مد وجزر مع حضارتي وادي الرافدين التي تشاركها في الجغرافية والزمن والاقتصاد وهي الحضارة البابلية التي تتوسط بلاد الرافدين والحضارة السومرية التي تحرس جنوبه.
انتجت وابتعدت هذه الحضارة الثلاثة علومها وادابها وقيما روحية وفنونا بحكم تنوع جغرافياتها لكونها تستقى من مياه عذبة واحدة فأنتجت (حضارات متناسقة ومتجانسة ومتكاملة سميت (حضارات بلاد الرافدين) التي انتجها الإنسان الرافديني السومري والبابلي والاشوري.
كما تعايشت وتنافست وتصارعت هذه الحضارات مع حضارات ظهرت بعدها منها حضارة بلاد فارس من الشرق وحضارة الإغريق ثم الرومان من الشمال وحضارات العرب من الجنوب وحصلت بينها غزوات وحروب واستقر بعض الغزاة هنا وهناك وبعضها غادر بعد حين.فظهر (نموذج متميز لغة وثقافة من البشر يسمى الإنسان السامي) الذي يتميز ب(ثقافة مشتركة لغوية او روحية مع مصالح وحاجات دائمة مع من حوله)..
دهوك بحكم كونها تقع في شمال غرب بلاد الرافدين وثلاثية الجبال غير الشاهقة وغير الجرداء فلم تغادرها شعوبها الاولى وهم الآشوريين مع قبولهم طوعا او كرها شعوبا فرضت نفسها وقادمة من الشمال الشرقي ومن الجنوب تتعايش فيها وهم السرياني والكرد اضافة لانتشار القيم الروحية وهي اليهودية الذين هم من بقايا السبي الآشوري والبابلي والمسيحية (النسطورية والكاثوليكية وغيرهما )والإسلام الحنفي الوافد من الجنوب وصار دينا لغالبية شعبها الكردي اضافة للديانة الايزيدية وعقائدا روحية اخرى منها الزرادشتية والبهائية الفارسية وغيرها.
كما ان دهوك صارت إداريا منذ عام ١٩٧٤جزءا من إقليم كردستان الذي يضم ايضا محافظتي السليمانية واربيل والذي تقطنه غالبية كردية إسلامية مع السريان والكلدان الذين اختاروا المسيحية دينا والعرب الذين اختاروا المسيحية او الإسلام الذي صار لاحقا يشكل دين اكثرية شعوب مقاطعة كردستان
.
شعوب دهوك رغم الأطماع القديمة المتجددة لجيرانها من الغرب والشرق و رغم المحن و الصراعات والحروب التي تعيش فيها المنطقة العربية غير انها تحاول ان تعيش نوعا من السلم الاجتماعي والوطني
حسن الزيدي