في أعقاب عملية طوفان الاقصى شهد العالم تعتيما اعلاميا غير مسبوق ، فحجبت حسابات كثيرة في الفيسبوك ومنصة اكس وانستغرام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي كما شهدنا كثير من المعلومات المضللة التي تم نشرها عبر هذه المنصات .
وقد تم ايقاف كثير من الاعلاميين عن العمل ، والتحقيق معهم ومع مواطنين عاديين لكتابتهم منشورات على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي .
كل ذلك يمثل انتهاكا فاضحا للحريات الشخصية التي يتبجح بها العالم الغربي والتي تتعارض مع ابسط مفاهيم الديموقراطية
كما يؤكد هيمنة الولايات المتحدة على العالم بتوجيه وسائل الاعلام المختلفة نحو غايات محددة ومطلوبة مع طمس الحقائق .
ان تأثير وهيمنة الولايات المتحدة على العالم لايقتصر على الاعلام حسب بل من خلال نفوذها على إقتصاديات الدول
واستخدام الدولار كسلاح ووسيلة ضغط على كثير من شعوب العالم باعتباره العملة الأساسية للمعاملات الدولية والتجارة العالمية .
وقد سمح ذلك للولايات المتحدة بفرض عقوبات مالية على كثير من دول العالم .
وهكذا من خلال التحكم الاعلامي وتوظيف الدولار تهيمن الولايات المتحدة الأمريكية على توجهات العالم .
وقد اشتهرت وسائل الإعلام الأمريكية مثل سي إن إن، ونيويورك تايمز، وواشنطن بوست بتغطيتها الدولية، وتأثيرها الفاعل على الخطاب العالمي وتوجيه الرأي العام .
اضافة الى هيمنة شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة مثل جوجل، وفيسبوك، وتويتر او اكس ، والتي احدثت ثورة عالمية في نشر الاخبار والصور والفديوهات. وتسببت
في اعادة تشكيل الرأي العام .
ان الاعلام الموجه وسلاح الدولار تمثل ادوات السياسة الامريكية الفاعلة والمؤثرة في العالم على مدى عقود ، حتى تحولت السياسة الاميركية الخارجية الى أيديولوجيا عامة من خلال هذه الادوات .
أحدث تأثير الولايات المتحدة بالدولار ووسائل الإعلام تحديات كثيرة ونقاشات حادة حول سطوة الإمبريالية الأمريكية وتأثيرها على الاستقلال والثقافات المحلية في جميع أنحاء العالم .
وقد دفع ذلك العديد من دول العالم الى محاولة الاستغناء عن الدولار في تعاملاتها التجارية وكغطاء للعملات المحلية ولكن من غير المرجح. إن تؤدي الى ازاحة الدولار عن موقعه المتقدم في القريب العاجل .
كما ان هناك بوادر من بعض وسائل الاعلام لمنافسة الولايات المتحدة وهيمنتها على الاعلام ، الا انها ظلت خجولة امام الفجوة الاعلامية ، رغم انها تفضح في بعض الاحيان الافتراءات والقصص الوهمية مثل أسلحة الدمار الشامل العراقية وغيرها .
أن ديناميكيات القوة العالمية معقدة وقابلة للتغيير ، وتشمل العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تحول في الهيمنة الأمريكية على العالم ،
مثل التغييرات الحالية الكثيرة في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي يشهدها العالم ،
وصعود الدول القوية الأخرى، والحرب الروسية الاوكرانية، وافتضاح المواقف اللاانسانية تجاه ما يجري من ابادة جماعية في غزة ، كلها توجب الحد من الهيمنة الأمريكية على العالم التي اصبحت تحديًا لايمكن التغاضي عنه .
ادهم ابراهيم