مقالات

الكعب العالي،،،و المنصب العالي

#الشبكة_مباشر_بغداد_ د. نـمـيـر نـجـيـب نـعـوم

احدى الصحف البريطانية نشرت قبل سنوات قريبة دراسة أجرتها إحدى الجامعات الصينية تفيد بأن ارتداء السيدات للكعب العالي بارتفاع معين يحفز عضلات الحوض بحيث تكون اكثر استرخاءا وحيوية ونشاطا وبالتالي تتحسن قوتهم وتغنيهم عن إجراء التمارين الرياضية.

ان هذه التأثيرات الايجابية للكعب العالي انعكست على مصممي الأزياء والكعوب العالية حيث وجدوا ان إبداعاتهم في تصميم الكعوب العالية انعكست إيجابا على صحة من يقتني تلك الكعوب التي تتميز بالقوة وتعزز من الثقة والحضور بين افراد المجتمع ، باعتبار ان تلك الكعوب تزيد من طول القامة عندما تكون قصيرة.

وتعتبر صناعة الكعوب من الأعمال الفنية التي تتطلب مهارات عالية في التصميم حتى تكون جذابة وتجلب الأنظار إليها، اضافة لما تتطلبه الكعوب من اقمشة وجلود لامعة لكي تعزز من جاذبيته ، مع وجود منحنيات محسوبة بدقة بحيث تظهر في اروع صورة لها .

ويرى البعض ان لبس الكعوب العالية قد يكون مقبولا من البعض لانه يساعد من يرتديه على التوازن ولو انه يزيد من حدة التقوس في العمود الفقري ، ولكن على العموم فأنه يضيف قدرات للجسم على التوازن وهو بحد ذاته سمه من سمات الرشاقة التي تكون مطلوبة من قبل الجميع.

مما سبق يتضح ان كل مايتعلق بالكعب العالي ومن يرتديه ينعكس ايجابا على المظهر الاجتماعي ويعد مقبولا بالرغم من اراء قليلة قد تتقاطع معه. هذا بالرغم من ان رؤية الكعب العالي في المنام قد تم تفسيره على انه لو ظهر للرجل فأن ذلك يشير الى ان الرجل داعم ومساند لأقاربه من النساء ، وهناك تفسير اخر ان الرجل الذي يحلم بكعب عالي فهذا يدل على شغفه وسعيه ورغبته بالوصول الى السلطة والرفعة والمكانة الأجتماعية ، حتى ان هناك تفسيرات أخرى تقول بأن ظهور الكعب العالي في الحلم هو رمز الى قدرة الشخص بالتحكم والتجاوز على المشاكل والعقبات التي تمنعه من تحقيق مايريد.

وبهذا نلاحظ وجود عنصر مشترك للكعب العالي يجمع بين الرجال الذين هم اساسا لايلبسون الكعب العالي ولكن بعضهم يسعى الى السلطة ، وبين النساء اللواتي يلبسن الكعب العالي ولكنهم لايطمحون الى السلطة والمكانة الاجتماعية والمنصب العالي.

وبهذا يكون المنصب العالي هو دلالة على نهاية فترة المشاكل والمعوقات ويعتبر حالة من حالات الصلاح والراحة النفسية والاستجمام الفكري ، سواء كان في احلام الرجل ام في واقعه الذي يعيشه فعلا عندما يكون جاهلا وخاليا من اي خبرة ولايمتلك اي دراية في شؤون الدولة ، ويمنح له المنصب العالي هدية من الحلف او الائتلاف او المجموعة التي ينتمي اليها ولايهم بعد ذلك ماذا سيقدم من خدمات وجهود وانجازات ، مادام يتباهي بأنه فلان الذي يشار الى منصبه ويحسب له الف حساب عندما يتمختر بسياراته وحمايته في الطرق ، وتأخذ له التحية من قبل الحرس عند دخوله للمناطق المحظورة على الشعب اليتيم ولكنها مفتوحة لاصحاب المناصب العليا فقط.

فماذا ننتظر من هكذا مجتمع الذي تتباهى فيه النساء بنفسها فقط لكونها تستخدم الكعب العالي لكي تجلب لها الأنظار من قبل الشعب، ويتباهى فيه نخبة من الرجال بحصولهم على المنصب العالي لكي يجلبوا لهم الأنظار من قبل نفس الشعب ، هذا الشعب الذي تنخر فيه ثقافة المظاهر ، وفوقها يدعي بأنه صاحب تاريخ وحضارة قديمة وانجازات تأثرت بها كل بلدان العالم ، فاذا كانت ثقافة الشعب بهذا الشكل المظهري ، فلماذا يفكر بالمستقبل ، فقط عليه دعم واسناد المصانع والشركات التي تتقن وتتفنن بصناعة الكعب العالي، ودعم واسناد المجاميع والكتل والنخب التي تتفنن في الأستيلاء على المناصب العليا ، لكي تمنحها الى فلان..وعلان .. ايا كان ومايحمله من تاريخ حافل بقصص الفساد البائس.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى