قد طغى اللامعقول واختفى ما عادة يعقل. لقد ضاعت للعرب شيم يوم كانت النخوة تفعل .انطمست قيم الرجولة والمروءة وتتداول قيما للعروبة تظلم وللاسلام تشوه.فهل من لا زال يملك بعض قيم العروبة والإسلام يا ترى بما سأقول يفكر .؟
و كلامي اليوم موجه لجامعة الدول العربية، تلك الجامعة التي وجدت قبل ٧٨ عاما ،ربما تعويضا عن وحدة كان الثوار العرب ضد التتريك العثماني خلفها، يوم تحالفوا مع الحلفاء ضد تلك الدولة التي تحكم باسم الإسلام ولم تحترم من اوصل الإسلام إليها .فاقول ،بكل صدق وحرص وامانة، وقد تجاوزت الثمانين عمرا ، وكوني مواطنا عربيا مسلما اولا اخلصت لوطني العراق بما يستحقه واخلصت لامتي بما تستحق،عملا لا قولا، وسجل عملي للمرحلة ١٩٧٠م حتى ١٩٩٣م يشهد على ذلك ، توثيقا لا يقبل اي تلاعب، اقول لم ار ، مع الاسف، عملا لتلك الجامعة ما يأمل كل مواطن عربي ان يراه على طريق بناء أمة بقدرات بشرية واقتصادية وعلمية ودفاعية، لو اجتمعت بخطط علمية وتفكير سليم لتحدث العالم عن أمة العرب اليوم حضارة وثقافة وفكرا وعلما.
انما واقع اليوم تماما عكس ذلك وكل منصف عالميا يستغرب حال أمة بتلك القدرات تعيش وضعا لا يقره عقل ولا ضمير.
فالجامعة العربية مع الاسف بمرور الزمن تتأخر في عملها ودورها قوميا، فيوما ( في مرحلة ١٩٥٨-١٩٧٠)، كانت تحل مشاكل أعضائها دون تدخل اجنبي، كانت تخطط لقضاياها بتعاون الأعضاء عموما. لكن يبدو وجود قيادات اقرب للشعب ولمصالح الامة وقتها ساعد على مسيرة قريبة من هدف الجامعة العربية. لكن بعد ١٩٧٠م فقد الاجتماع العربي حرصا على حفظ مصلحة الامة، وزرعت الريبة في صفوف الأنظمة القطرية وحتي في صفوف دعية وحدة الامة، انها الأنانية،
وما حدث عام ١٩٩٠م، يؤكد هذا دون أدنى شك. فالعراق وقف صامدا ضد عدوان فارسي خطط له بعد ١٩٧٨م، ولثماني سنوات، ذهب الالاف شهداء دفاع عن وطن وامة، ودمر إقتصاد، وكان بعض الأشقاء العرب يعيشون رهبة الحرب والنزعة الفارسية العنصرية الطائفية.انا لاحظتها مباشرة يوم احتل العدو الفاو كنت بمهمة علمية عربية في الرياض. تلك تجربة كان على الجامعة العربية فهمها واستيعابها ،ثم الحذر من كل ما ربما يشوه الموقف العراقي دفاعا عن أمة. اي الحذر والعمل باتجاه حل اي مشكلة عربية- عربية، عربيا مهما يكلف ذلك قطريا وعربيا، لكن مع الاسف ما اغترفه المرحوم صدام( الميت يقال له الله يرحمه فهو به عليم) من خطيئة باحتلال الكويت باسلوب لا قومي، ولا بعثي، لم يجد عقلا عربيا وجامعة عربية في مستوى المسؤولية العربية تتعامل مع الحدث ، كما فعلت عام ١٩٦١م لنفس الموضوع، حيث منعت تدخلا اجنبيا لحل ادعاء قاسم العراق بالكويت،
وتعهدت بالدفاع عن الكويت( والحقيقة الكويت قضاء تابع للبصرة كما حال الأحواز ) والأقطار العربية أجزاء من امة، متى توحدت تحل تلك المشاكل.
وقتها وقفت وقفة مواطن عربي مخلص لوطن وامة، كنت المدير العام المؤسس للهيئةالعربيةللطاقة الذرية (١٩٨٩-١٩٩٣م)، فخاطبت المسؤولين العرب بصفة المواطنة اعلاه، وليس مسؤولا في الجامعة
العربية. مبينا خطورة التدخل الأجنبي، مذكرا بموقف عربي مهما تكون نتيجته فهو الافضل، فزعل من زعل وانسحب من الهيئة من انسحب!! ، كيف يخاطبهم فلان. عقول غير مسؤولة مع الاسف. حاولوا
إخراجي من الهيئة قبل انتهاء مدتي، ولم يفلحوا لموقف اعضاء المكتب التنفيذي، الذي أصر على ان اكون مديرا عاما للهيئة رغم ترشيح العراق شخصا آخر. يتذكرون موقفي القومي عام ١٩٧٠ في إدارة مجلس إدارة مركز الشرق الأوسط الإقليمي للنظائر المشعة عام ١٩٧٠م.
اذكر بذلك، ومن يعقل يرى موقفي كان عربيا مسؤولا تجاه وطن وامة، نرى واقعهما المؤلم اليوم. كان المنافقون في مواقع مسؤولية في الجامعة يتقربون للجامعة بالقول كيف اخاطب المسؤولين العرب، وانا مدير عام مؤسسة عربية تابعة للجامعة. وجوابي كان منسجما مع شعور المواطنة وليس الوظيفة.
واليوم أمام واقع مؤلم ليس في صالح اي قطر عربي، انتخي كل من يشعر بمسؤولية وطنية عربية إسلامية حقة، ان يفكر بتفعيل الجامعة لحل خلافات عربية ،بعيدا عن أي تدخل اجنبي، وما يجري عراقيا وسوريا ولبنانيا وليبيا ويمنيا أوسمة عار على جبين من كان السبب، ومن لا زال فريسة تدخلات أجنبية ،دون وعي بمسؤولية عربية إسلامية حقة.
اقول هذا مواطنا عراقيا عربيا مخلصا للعراق والأمة.
والله من وراء القصد.
تجاوزت الثمانين ولا قصد لي غير أمة في موقعها الصحيح عربيا وإقليميا وعالميا. وراحة ضمير يوم نلقى الله تعالى فهو بنا عليم.
٣١ كانون اول ٢٠٢٣م