
في هذه الأيام التي يعيش فيها شعبنا فرح انتصارات فريقه بكرة القدم وفوزه على اليابان اضافة الى فيتنام واندونيسيا ، انها فعلا اوقات ممتعة يعيشها اي فرد او مجتمع عندما يحقق فوزا في ايا من مجالات الحياة التي يصبوا اليها عندما تعلوا رايته خفاقة امام انظار العالم ، بغض النظر عن من يتعامل مع هذا الفوز،ولكن المهم المهم ان الاغلبية هم من يقف مع الفوز مادام ذلك تحقق بجدارة اثبتت جهود وصبر ومعاناة واصرار على تحقيق النجاح.
ان اي فعل هو صادر من العقل الباطن لانه الصوت الصامت الذي يتحدث للفرد والمجموعة،لانه اشبه بالكومبيوترالذي يوجه العقل الواعي ويدعمه بالحاسيس التي تهيأ له البيئة المناسبة لتحقيق الاهداف المطلوبة.
ليس من جديد اذا قلنا بأن الرياضة ومنافساتها المتعددة تعد واحدة من الانشطة البشرية التي يمارسها الملايين من الناس بغض النظر عن نوعية المباريات سواءا كانت كرة القدم وغيرها،فقد ابتكرت الرياضة مجالات والعاب تناسب جميع الاذواق والرغبات، ولهذا تصدرت دول عديدة في مجالات بارزة ومتكررة وحققت كؤوس ذهبية يشهد لها التاريخ.
ومما زاد من الممارسات الرياضية وقبولها انها دخلت حتى الى الأرواح،فهناك الرياضة الروحية التي يمارسها بعض الافراد ويجدون فيها متعة في التأمل والخيال والألهام،،فما اروع الممارسات الرياضية مادامت تدخل الراحة الى النفوس وتدفعهم الى تحقيق ماهو افضل لبناء انفسهم أولا ومن ثم اعلاء عناوين مجتمعاتهم وبلدناهم لتنافس غيرها.
ولكن اليابان التي تعد من الدول القائمة على قمة الرفعة والتطور والتقدم والثقافة والحضارة،خسرت في مبارة كرة القدم مع فريقنا العراقي ،،مما يؤكد ان الأصرار وتوظيف الجهود ليس له علاقة بمجال معين، فقد يكون المجتمع متميزا بكثرة عدد الفاسدين ومنحطا في كل مجالات التعليم والثقافة والصناعة والزراعة،،ولكنه يمتلك حضارة قديمة متقدمة ترجع الى ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد،،
مثلا ،،مثلا ،فشتان بين حضارة الأمس وواقع اليوم،
فهذه دولة اليابان التي انهارت في قنبلة هيروشيما ولكنها الان متقدمة في كل النواحي ولكنها رغم ذلك خسرت مباراة لكرة القدم،،ما يدعونا للتفكير والعودة الى الحوارات والمناقشات التي تدور بين العقل الباطن والعقل الظاهر ، وأن نصل الى اقامة فعاليات رياضية في بلادنا قد نفوز بها على كل دول العالم . علينا ان نطلق شرارة الابتكار والابداع لنخرج من دائرة الروتين القاتل المحصور في مجالات التخلف والتدني والافساد والاوهام،، فمثلا في اليابان ومنذ سنوات عديدة يتم اقامة بطولة كأس العالم في جمع القمامة والنفايات والقاذورات والاوساخ ،
تشترك فيها فرق من دول العالم المتقدم وصل عددها اخيرا الى 21 دولة ،،المهمة الرئيسية للفرق المشاركة هو جمع العلب الفارغة وقطع البلاستيك واعقاب السجائر من شوارع طوكيو ، وقد فازت بريطانيا مؤخرا بكأس العالم ، علما بأن الولايات المتحدة واستراليا وفرنسا وكندا كانوا ضمن الفرق المتنافسة حيث جمعوا حوالي 248 كغم من القمامة،علما بأن كل فريق يتكون من ثلاثة لاعبين وان الفريق البريطاني الفائز بالبطولة تمكن من جمع 57 كغم لمفرده،تصوروا انه بمجرد جمع 57 كغم من شوارع طوكيو فانه احرز كأس العالم،،فما احوجنا لمثل هذه البطولة ،فأن الـ 57 كغم يعتبر رقما تافها في شوارعنا ومناطقنا السكنية ، فالـ 57 كغم تجد اضعافها في الطرق العامة واضعاف اضعافها في الاحياء الشعبية.
لماذا لانسعى لاقامة هذه البطولة المتخصصة بجمع النفايات ،فهي لاتحتاج الى تخصيصات مالية ترهق الموازنة العامة ،كما انها تحقق لنا دعاية وترويج على مستوى العالم ،خاصة عندما يتضح ان مجموع النفايات التي تم جمعها تصل الى الاف الاطنان قياسا ب 248 كغم في طوكيو،وبهذا نتميز ايضا عن اليابان ليس فقط باهداف كرة القدم بل بالنفايات والقمامة. ويمكن تطوير فعاليات هذه البطولة مستقبلا في حالة نجاحها من خلال الاستعانة بفرق دولية متخصصة بالنزاهة وجمع الفاسدين لكي نخلوا من هذه الأفة التي ينوء منها شعب حضارة الرافدين.