قرار محكمة العدل الدولية في ظل مؤشرات الحرب الشاملة المرتقبة في منطقه الشرق الأوسط
#الشبكة_مباشر_عمان_د.إبراهيم الزير
محكمة هذلية لم يشهد لها في تاريخ العصر الحديث وهي محكمة العدل الدولية التي بالأمس القريب تطالب بناء على قرارها دولة الكيان الصهيوني المحتل بعد ارتكاب جرائم إبادة جماعيه التي تستمر بها في حق الشعب الفلسطيني والمستشفيات والمدارس والمؤسسات الإنسانية الى ان طالت التطهير العرقي بكل صورة ومكتمل أركانه.
تصدر محكمة العدل الدولية قرراها تطالب إسرائيل بمنع ارتكاب اعمال تتضمنها اتفاقيه منع الإبادة الجماعية في ظل قتل قرابه الخمسة و ثلاثون الف مدنيا فلسطينيا خلال أقل من اربع اشهر بالتزامن مع محاولة التهجير القسري و التجويع و منع العلاج و الادوية و المواد الغذائية بالكاد نشاهد مسرحيه هذليه من الطراز الفريد من نوعه تحت شعار تحقيق القانون الدولي قد شهده العالم اجمع بطلها هذه المرة لتلك المسرحية هي محكمة العدل الدولية و فوصلها التي تمتعنا بالفكاهة منذ بدايتها و يشاركها البطولة الغرب و الصهيونية حيث جاء اخر فصولها المضحكة بان تقوم إسرائيل بناء على طلب المحكمة بتقديم تقرير حول التدابير التي اتخذتها خلال شهر عن إجراءات المتبعة لحمايه المدنيين الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر من العام الماضي .
قرارات شكليه ومحكمة مبكيه مضحكه واوراقها ليس لها قيمه بالتالي احكامها لا تسمن تغني من جوع وبالنهاية احكام وأوراق قد تندثر في ادراج اورقتها دون ان يتم تنفيذها على ارض الواقع لأنها ليس لها سلطه تنفيذيه تقوم على تنفيذ تلك القرارات او الاحكام او الإجراءات بالتالي تتمتع بالصورة الشكلية في النهاية.
كان يتعين على تلك المحكمة لو كانت تتمتع بالصورة الحقيقية لتحقيق العدالة من تشكيل لجنه قانونية دولية لتقصى الحقائق و بشكل مستمر للوقوف على جرائم دولة الاحتلال الصهيوني القذر التي يرتكبها في حق المواطن لفلسطيني و ليس بان تطالب دولة الاحتلال بتقديم تقرير يبرئها من افعالها على قولة المثل الشعبي “قالو للحرامي احلف .. قال جاك الفرج “…مسرحيه مضحكه مبكيه و سيناريوهاتها مكشوفه و مخرج فاشل حتى لم و لن ترتقي لأفلام هوليود و قوتها لعبه لتجعل العالم ان يغض البصر عن جرائم الصهيونية التي ترتكب كل ثانيه و دقيقه في حق هذا الشعب المقهور ، وغض البصر عن جرائم الإبادة الجماعية و التطهير العرقي ، و السعي للقضاء على كل مكوناته و مقدراته و عرقيته البشرية خاصه بعد ان قامت بأنشاء منطقه عازلة على حدود القطاع قرابه الكيلو متر بعد ان نسفت قرابه 200 منزل من على وجه الأرض أي مدن و احياء و شوارع قد اختفت عن الخارطة و تأتي بالأخير المحكمة العدل الدولية تطلب منها تقديم تقرير بالتدابير و المخطط على الجهة الأخرى مستمر من قبل الصهيونية و التي تتفنن يوميا في طرق قمع و قتل و إبادة الشعب الفلسطيني داخل القطاع و الضفة الغربية.
ري في المرحلة القادمة والتي تعد من أحد أهدافها للاستعانة بالعمالة الهندية تحت ذريعة تحسين ولخدمة المجتمع الإسرائيلي تحسين اقتصاده.
يأتي كل تلك التطورات بالتزامن مع دفع دولة الاحتلال الصهيوني بدفع العديد من المنظمات و المؤسسات و متظاهرون إسرائيليون لغلق معبر كرم أبو سالم لمنع دخول المساعدات و الشاحنات الى القطاع و الهدف المعلن هو الضغط على حركة حماس في تسليم الاسرى الإسرائيليين التواجدين في انفاقها و لكن المنع يأتي بالأساس لتحقيق أهدافها في تجويع و قتل و اهدار و ازهاق روح المواطن الفلسطيني داخل القطاع من خلال منع الغذاء و الادوية و المعدات الطبية و غيرها التي تساعد في توفير احتياجاته للمرحلة القادمة و تساعده للبقاء لمدة أطول متثبت بهذه الحياة ، و تأتي المحكمة بقرارها المضحك بان تقدم تقرير لتنفي كل جرائمها و اهمها الإبادة الجماعية و يخرج و يعلن متحدث باسم مجلس الامن القومي الأمريكي جون كيري بان واشنطن لم ترا أي دليل على ارتكاب إسرائيل لإبادة جماعيه او اعمال من هذا القبيل من جانب الجيش الإسرائيلي و انهم ليس لديهم أي ادلة على انهم يحاولن إبادة الشعب الفلسطيني !!!!!
وعلى الجهة الأخرى من تلك المسرحية تقوم الإدارة الامريكية بالسعي لزعزعه الاستقرار والامن القومي العربي في منطقه الشرق الأوسط والخليج العربي ومصر والأردن من خلال أذرعها في المنقطة وعلى راسها ذراعها الأكبر وهي إيران من خلال إعادة الفوضى الخلاقة من جديد للمنطقة.
ايران اهم بطاقات الإرهاب التي تستخدمها الإدارة الامريكية في المنقطة و بريطانيا و حلفائها و قبلها تنظيم الاخوان المسلمين الإرهابي لتنفيذ اجندتها في المرحلة القادمة ، و تحريك كل تلك الاذرع لضرب استقرار و امن المنطقة في المرحلة القادمة و أولها الامن الملاحي البحري في جنوب البحر الأحمر و خليج عدن و بحر العرب للقضاء على قناة السويس و ضرب مصالح الصين في المقام الأول و القضاء على طريق الحرير الصيني و جر المنقطة و جيوشها الى حرب شامله للقضاء على كل تلك الجيوش ابتداء من مصر و الأردن و دول الخليج ، كما حدث في السابق بالقضاء على الجيش العراقي و السوري و اللبناني و الليبي و السوداني و اليمني و ما خفي كان اعظم ضمن قائمه بنك الأهداف الامريكية و البريطانية و الصهيونية مؤخرا تصدير الإرهاب لدول الخليج منها للكويت لزعزعه امنها و استقرارها من خلال الخلايا الإرهابية لضرب الامن القومي الكويتي و الاماراتي و السعودي و تركيا و لبنان و سوريا و ليبيا و السودان و في محاولة تصدير المخدرات و الإرهاب للأردن و مصر الا ان الاخريين تصدوا لهذا المخطط ، ناهيك عن ضرب السفن بالبحر الأحمر و جنوبه بالتزامن مع اجندة الاغتيالات التي تعد ضمن اهداف الاجندة الإيرانية الصهيونية الأمريكية البريطانية .
كل تلك الأهداف قد تتحقق من خلال الذراع الأكبر بها وهي إيران الابن المدلل منذ 1979 عندما اعتلى عرش حكمها ذات الصناعة 100% اليهودية والامريكية والبريطانية وهو الخميني الذي يعد تحالف للمصالح المشتركة على مدار أكثر من أربعون عاما وأكثر ومستمر الى يومنا هذا وسوف يبقى على مر العصور من خلال التعاملات السرية فيما بينهما وبين إسرائيل للعمل على تقسيم المقسم للشرق الأوسط والقارة الأفريقية بعد أن فشلت في هذا الدور دولة الاحتلال الصهيوني وكانت هي البديل لهذه العملية وبنك أهدافها.
كانت البداية منذ الحرب الإيرانية العراقية التي راح ضحيتها الملايين من الجانبين رغم توقيع الرئيس الراحل صدام حسين اتفاقيه شط العرب مع شاه ايران من السادس من مارس عام 1975 و التي عرفت بتفاقيه الجزائر تحت اشراف الرئيس الراحل الجزائري هواري بومدين لترسيم الحدود الا ان الإدارة الامريكية لم ترتضي بتلك الاتفاقية و حركت ذراعها في القضاء على تلك الاتفاقية من خلال الخميني الابن المدلل لها ، لتستكمل الإدارة الامريكية مصالحها في المنقطة و تحقيق أهدافها و جعلت العراق تدخل في مصراع و مواجهه على مدار 8 سنوات ارهقت كل منهما عسكريا و اقتصاديا و مدنيا و جعلت من ايران هي المصدر للإرهاب في المنقطة و الخليج العربي و الى روسيا في أوائل التسعينات في الشيشان و داغستان و التي تعد بوابة ايران للعودة الى شمال القوقاز بجوار روسيا لتكون احد اهم الأوراق التي تسعى في زعزعه و استقرار امنها القومي على مر العصور كما كان في السابق أفغانستان .
اذا نشاهد ايران حاضره في كل مشهد بالمنطقة الذرا الأكبر للولايات المتحدة ابتداء من ارهابها في الخريج العربي وصولا الى العراق و سوريا و اليمن و ليبيا و لبنان و السودان ، حيث ايران و اسلامها السياسي تعلب دورا مهما في المنطقة لصالح الغرب التي قد فشلت في إعادة استعمارها على مر السنوات السابقة او قرابه الأكثر من سبعون سنه للوطن العربي و الشرق الأوسط و كان بالتالي التوجه الى خطه ممنهجه بحيث يكون لها ذراع كبرى بالمنطقة و كانت ابتداء من تنظيم الاخوان المسلمين مرورا بالخميني و غيرها من التنظيمات الإرهابية و صولا الى حماس الى داعش الى الحوثي و غيرهم المتواجدون محيط الشرق الأوسط و اسيا وصولا الى القرن الافريقي بو حرام و غيرها للعمل بموجبها عند اللزوم .
و بعد ان توفر لها ايران الحماية من قبل النظام الإيراني و الأمريكي و البريطاني و الصهيوني و هي تعد المأوى لهم جميعا لكل تلك التنظيمات و اليوم تعمل على دمج السني و الشيعي في خندق واحد و تعمل من خلالهما مكون إرهابي لزعزعه امن و استقرار المنطقة من خلال الاجندة الغربية التي تحقق مصالحها في الشرق الأوسط من خلال ايران من خلال لعبه الأمم من خلال الصراع المزيف الإيراني الأمريكي البريطاني الصهيوني لضرب مصالح روسيا و الصين بمنطقه الشرق الأوسط.
تتأهب المنطقة لعودة داعش على الساحة و المشهد السياسي و التي تعد من اهم بنك اهداف الإدارة الامريكية للمرحلة لقادمة لخلق الفوضى الخلاقة من جديد و لتكون هي اهم الأوراق في الإرهابية في مواجهه الخليج العربي و الأردن و مصر و دول المواجهة مع دولة الاحتلال الصهيوني و تكون هي ورقه اساسيه في إبقاء الإدارة الامريكية و جيشها في العراق التي ظاهرها لا تريد الخروج من العراق و البقاء على حمايتها و باطنها البقاء لاكتساب و استغلال و نهب ثروات و مقدرات الدولة العراقية و السورية و العمل على تحقيق كل مصالحها و ان فرضنا الانسحاب من العراق سوف يكون لها البديل لملئ هذا الفراغ و هي تنظيم الاخوان و داعش و باقي التنظيمات الأخرى التي تعمل بناء على قائمه الأهداف الغربية بأيد إيرانية و بأشراف امريكي بريطاني صهيوني لضرب امن و استقرار المنطقة بالكامل من البحر للنهر وصولا الى الخليج العربي ، و السعي لضرب مسلح روسيا و الصين و تركيا في المنطقة .
و على الجانب الاخر و بعد مرور خمسه اشهر على حرب إسرائيل على القطاع و بعد تأكيد النتن ياهو ان إسرائيل أمامها اشهر طويله من حربها ضد حماس لتحقيق أهدافها المعلنة الا انها لحد الان فشلت في القضاء على حماس و أيضا في استعادة الاسرى و الذي اكتشفت و عرفت حقيقته دولة الاحتلال الصهيوني بانه لن و لم يعودوا الا من خلال التفاوض و أرى اليوم ان إسرائيل بقيادة هذا المختل عقليا و مجرم الحرب أصبح في مأزق أو ما شابه بالوحل لا يستطيع الخروج منه و ها قد انتهى 2023 و الفشل يلاحقه مع صمود الشعب الفلسطيني الذي رفض إعادة نكبه عام 1946 لرفضه للتهجير القسري و تمسكه بالأرض و بالتالي الحرب بدأت ان ينفذ زخمها كما كانت عليه في بدايتها و بالتالي أدى الى نفور و تراجع العديد من الحلفاء بما تقوم به من سياسات و انتهاكات و مدا الصراع الى ما لا نهاية و هو ما يدل على فشل اداره نتن ياهو و مجلس الحرب التابع له .
و يبدو ان الإدارة الامريكية تبحث الان البديل لتلك الحكومة المتشددة الدموية و التخلص من هذا المجرم الذي دعم في بدايتها بشكل لم و لن يتصوره عقل و اليوم يحاول رفض المطالب الامريكية و خاصه بعد اخر زيارة لوزير الخارجية الأمريكي لإسرائيل و قدم له خمسه عشر مطبا أمريكيا الا ان نتن ياهو رفض أربعة عشر و وافق على مطلب واحد و هو عدم التصعيد مع حزب الله في لبنان و استفزازه ، و خرج بعدها و اعلن بانه لا يوجد دولة فلسطينية وهو متواجد في حكومة الكيان و ان إسرائيل هي الباقية و انه سوف يستمر في السيطرة على الضفة الغربية و عدم الانسحاب من غور الأردن و عدم الانسحاب من القدس الشرفية مع استمرار الاستيطان و انه لا يوحد حل للدولتين .
وتستكمل الإدارة الامريكية المسرحية الهذلية لحل الدولتين ليس لدعمها لدولة الكيان الصهيوني بل لسحب البساط من روسيا والصين من تحت اقدامهما واستغلالهما للموقف العربي والفلسطيني في المنقطة وإيران وهي سياستها التي تتبعها منذ 1993 الى يومنا هذا منذ توقيع اتفاقيه اوسلوا التي تم توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عرفات. وشكل إعلان المبادئ والرسائل المتبادلة نقطة فارقة في شكل العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل ان ذاك.
و تلعب اليوم الإدارة الامريكية دور المعارض لسياسات هذا المريض النفسي و انها تخشى ان يتسبب في جر المنقطة لحرب شامله و هي احد فصول المسرحية الهذلية و انها تحاول الحفاظ على التوازن و المعادلة في إبقاء أمريكا في المنقطة و تجنبها الدخول في حرب بالمنطقة و البعد عن تلك الحكومة المتطرفة يبدو بموجب تلك المسرحية قد انتهى وقت نتن ياهو و مشهده على الساحة السياسية و حان تغيره و التخلص منه باي شكل من الاشكال سواء من خلال انقلاب من داخل إسرائيل بتحالف مجلس الحرب و وزير الدفاع و أعضاء الليكود و الذي يمثل في نظرهم هذا المختل عقليا خطرا على سياسه بقاء دولة الاحتلال الصهيوني أو مصالحها في المنطقة و استقرارها و أمنها القومي .
الا انني لدي مخاوف بان المسرحية الهذلية تكون حقيقه و يتسبب هذا المختل عقليا في نشوب حرب شامله تأكل الأخضر و اليابس و يكون تحت اشراف الإدارة الامريكية في قيامها بضربة استباقيه شديده جدا لمواقع حزب الله التي من شأنها سوف تكون بدأيه الشرارة للحرب الشاملة في الشرق الأوسط لجر الجيوش العربية النظامية المتبقية لتلك الحرب للقضاء عليها و كل يوم نقترب الى تلك المؤشرات التي تدل على بنك الأهداف الأمريكي البريطاني الصهيوني لإشعال المنطقة للقضاء على التواجد الروسي الصيني و تحويل الحرب من أوكرانيا الى الشرق الأوسط .