
بعد جهد حثيث وتواصل مع مكونات الطبيعة استطاع الانسان من خلال تعامله مع مايحيط به من هواء وتراب وزراعة ومياه ان يحلل كل هذه المكونات ليتعرف على دقائقها واجزائها، وبتطور العلوم توصل الى ان المكونات الاساسية هي ثلاثة ، العناصر والمختلطة والمركبات ،منها مايتفاعل مع غيره كيميائيا وفيزيائيا ومنها لايمكن له التفاعل،، ولكن تمتاز المركبات بانها حياتية وهي تمثل بداية الحياة للكائنات الحية جميعها،،وبهذا التصنيف الذري المهول تمكن عزيزنا المدعو مندليف كما يعرفه الجميع من وضع جدول دوري للعناصر وقد سمي بأسمه ” جدول مندليف ” قرأته جميع الأجيال في اصقاع الكرة الأرضية ، هذا الجدول الذي يعتمد على تصنيف العناصر وترتيبها حسب عدد الأليكترونات الموجودة في كل عنصر.
تعود اهمية هذا الجدول ومايحتويه من اعداد ذرية لكل عنصر الى تقديم دليل مادي ملموس لمن يريد استخدام كل عنصر وفي كل العلوم الكيميائية والفيزيائية والاحيائية والهندسية ، لكي يعلم كل من يريد استخدام اي عنصر مكوناته ومايحتويه ومايمكن الاستفادة منه وهل يمكن دمجه مع بقية العناصر وماذا سيحصل من الاندماج ، هل تبقى جميع المكونات على حالها ام انها ستتغير واذا ماتغيرت هل فيها مايضر الانسان او ينفعه، ام انها اندماجات ظاهرية لاتقدم ولاتؤخر.
السلوك الانساني الطبيعي يقوم اساسا على نفس السياقات والضوابط والأسس والمعايير التي تم اعتمادها في تصنيف العناصر لهذا الجدول،،فأن الانسان يمارس سلوكا يحتوي على ذرات مبنية على اسس الاخلاق والتربية والثقافة ،،وسلوك الانسان وذراته هي التي تحدد مع من سيلتقي هذا الانسان وكيف سيتفاعل مع غيره ،،مع من يتفق في مصالحه ويعمل معه ،،و
مع من يتعارض نتيجة لعدم اندماج الذرات السلوكية وهي سيؤدي ذلك الى ظهور صراعات ونزاعات وحروب ومعارضات ، ولهذا ما احوجنا الى معرفة التصنيف الذري لكل شخص ،فالتصنيف السلوكي له استخدامات متعددة اذا ماتم نشره والتعريف به امام الجميع، فعن طريف الاعلان عن التصنيف السلوكي
للمسؤولين عن السلطة مثلا،
يتمكن فيها افراد الشعب من معرفة عدد ذرات كل مسؤول عن طريق معرفة المكاسب والامتيازات التي حصل عليها، مقابل ماقدمه من تفاعلات وخدمات متعددة للمواطنين طيلة فترة مكوثه في المنصب ، فالعدد الذري للهايدروجين مثلا هو( 1 )في الجدول الدوري للعناصر وللمغنيسيوم ( 12 ) وللحديد ( 26 ) وبهذا فأن العاملين في مجال العلوم يتمكنون من خلال معرفتهم بالعناصر ، الاطلاع على أمكانية وخصائص كل عنصر وما يمكن قيامه من أجل دمج البعض منها لغرض انتاج او خلق مواد جديدة تستفاد منها البشرية مثل الأدوية والطائرات والأغذية ،
وهذه المنهجية في التعامل مع العنصر علميا ومنطقيا تتشابه الى حد كبير مع قيام افراد الشعب بالتعامل مع المسؤولين وخاصة عند اختيارهم او ترشيحهم للمناصب في الانتخابات او غيرها ،،حيث لم تم الاعلان والافصاح عن عدد الذرات لكل مرشح فأن ذلك يتيح المجال لعموم الشعب من معرفة عدد المليارات التي جناها بعد معرفة العدد الذري له والذي يعكس عدد افعاله وانجازاته ،
فما اسهل ان يرتبط أسم المرشح بعدد فقط بدون اي احاديث ، أسم فلان ثم رقم يتمكن فيه الشعب من اختيار المرشح ،،فلان ثم رقم 6 مثلا ، اي لديه 6 انجازات في عالم الفساد، وبهذه الطريقة يمكن توظيف التكنلوجيا الرقمية لخدمة العملية الانتخابية.ولكن الخوف من فوز مرشح يمثل الرقم 21 وهي عدد سنوات الحرية والديمقراطية وهو يمثل عنصر السكانديوم في الجدول الكيمياوي الدوري،فهذا العنصر يعتبر ضمن العناصر الأرضية النادرة ويمتاز بقوته الشديدة في صناعة السبائك،،مما يفسر بقاء المرشحين في مكاسبهم !!!