قصة نجاح من واقع التحديات في بلجيكا و لقاء خاص مع الشخصية المتميزة لعام 2024 الأديبة علياء سروجي البلجيكية السورية الأصل
#الشبكة_مباشر_أنتويربن بلجيكا_أجرى اللقاء رئيس التحرير عصام البدري

ضمن نهج موقعنا الإخباري الدولي الشبكة_مباشر مجلة العائلة العربية في بلاد المهجر بتكريم الشخصيات النسائية المتميزات المغتربات بدول العالم
المختلفة بإعتبارهن شخصيات عام 2024 المتميزات من قبل هية تحرير موقعنا الشبكة مباشر مجلة العائلة العربية في بلا المهجر
إلتقت هذه المرة مع شخصية أدبية إعلامية معروفة في مملكة بلجيكا و هي الشاعرة البلجيكية السورية الحلبية الأصل علياء سروجي و الكاتبة في موقعنا الإخباري الشبكة مباشر
فأهلآ و سهلآ بها
و كان لنا الحوار التالي متمنين أن ينال إعجابكم:
1. الشبكة مباشر: ما هو التعريف المختصر بكم (النشأة البلد الأصل و الحالي) لجمهور العائلة العربية في بلاد المهجر؟
علياء سروجي: ولدت في مدينة حلب السورية و تعتبر سورية الأصل والمنشأ بالنسبة لي، انتقلت منذ التسعينات للعيش في بلجيكا، النشأة الأولى في سورية كان لها الدور الأكبر في تحديد نظرتي للعالم كوني تربيت في بيت جدي لأمي الذي كان رجلا صالحا ومسالما ومريضا بالربو كان أشبه للملائكة لا تقع عينه على أي شيء سوى الكتاب، يواجه يومه بابتسامة تحفها الطمأنينة والرضا خاليا قلبه من أي طمع بالحياة التي يعتبرها وهم لايستحق الكثير من التفكير والعناء سوى الخلاص والنجاة من مغرياتها التي تراود الانسان عن حقيقته.و لا شيء يمكن توريثه سوى الايمان بالحياة بعد الموت.
2. الشبكة مباشر: ماهي هموم المرأة العربية المغتربة و ماهي التحديات التي تواجها المرأة العربية كسيدة و كأم؟ انطلاقا من تجربتك الشخصية؟
علياء سروجي: المرأة العربية أشبه بشجرة النخيل التي تم اقتلاعها من جذورها لتزرع في أرض غير أرضها. تستطيع أن تتخيل تلك الشجرة كم ستواجه كي تستطيع الحياة، الماء والتربة والهواء كل شيء مختلف. وحين تنجح في البقاء يتم الاستفادة من ثمرها و ليس أكثر من التباهي بضمها إلى التعددية النباتية التي يتم استيرادها. تبقى مهما ضربت في جذورها ومهما أعطت في نظر أصحاب الأرض شجرة تم اقتلاعها وزرعها مجددا و لا يمكن الاعتراف بحقها في الانتماء أو الهوية. هموم المرأة العربية المغتربة لا تقل عن هموم المرأة التي بقيت في البلاد العربية. المرأة في البلاد العربية تعيش الحروب والفقر و الجوع و بالمقابل المرأة المهجرة تواجه الشتات والفقد واللجوء و لا تقل ألم و انكسار اذ ما نفع الخبز والطعام بدون كرامة وبدون اعتراف بحقك أن تكون في وطن يعترف بوجودك المتساوي مع أي مواطن آخر. بمعنى آخر الذي ليس له حق في بيت أبيه وأمه لن يكون في خارج بيته سوى يتيم على موائد الآخرين، التحديات التي تواجهها المرأة في الغربة كثيرة ومؤلمة منها ثقافية واجتماعية و فكرية وأيضا اقتصادية وغير ذلك مما يكثر شرحه.
3. الشبكة مباشر: كيف إخترتي المجال الحالي و تميزك به و متى بدأ معك هذا الإهتمام ؟
علياء سروجي: كنت في الصغر طفلة مبدعة في مجال الكتابة و اختارني اساتذتي في المدرسة للمشاركة أكثر من مرة بمسابقة الكتابة على مستوى القطر كما أذكر وكما كان يقال. بمعنى أن الكتابة بالنسبة لي موهبة لا يد لي فيها. كنت أجد التشجيع و الإعجاب من الجميع. في الكبر فكرت بالعمل الصحفي وبسبب الظروف التي تمر بها الصحافة إلى المتلقي من رقابة و غير ذلك، عدلت عنها. وجدت بأن الكتابة المستقلة تستطيع منحي ما أريد. وبدأت بالشعر وهكذا كان
4. الشبكة مباشر:لماذا وقع إختيارك على بلدك الحالي منذ البداية كوجهه للهجرة؟
علياء سروجي: لم اختر بلجيكا للعيش بها لكنها جاءت في سياق القدر . منذ آخر الخمسينات توجه بضعة تجار مغامرين من حلب إلى بلجيكا لفتح مصنع يتم فيه تجميع البضائع المستورده وأرسالها إلى حلب التي تعتبر مركز تجاري وصناعي في سورية، كان من ضمنهم عم لي ولم يكن هناك جالية سورية بعد، الأمر كان مغامرة كبيرة ويذكر عمي عندما جاء إلى بلجيكا المنطقة الريفية الهولندية كان الناس لايعرفون من الأكل سوى اللحم والخبز ولم يكونوا يستحمون بشكل منتظم، يذكر بأنه كان لهم جار يتباهى بأن له ابنة تستحم كل اسبوع فكانوا يأتون بوعاء كبير مملوء بالماء يغط به الجد ثم العائلة و الابناء و آخرهم الفتاة في نفس الوعاء ونفس الماء واحد تلو الآخر، ويذكر بأنه هرب من شريكه و عاد إلى حلب من أول اسبوع، لكنه عاد بعد فترة بضغط من شريكه و أبيه الذي كان في نفس العمل، في السبعينات لحق به أبي ثم انضم له أخوتي وأمي وبقيت بمفردي مع جدتي و قد كان فقدان العائلة له تأثير كبير علي إلى أن انهيت تعليمي الثانوي في سورية وبعدها قررت عائلتي أن أعيش معها في بلجيكا وكان الأمر لي مشجعا أن أرى أخوتي بعد سنين طويلة لم أرهم فيها، و لا يسمح في عاداتنا الشرقية للفتاة بأن تعيش في بلد لوحدها بعيد عن عائلتها لذلك لم أستطع وقتها العودة للعيش في سوريا.
5. الشبكة مباشر: للعائلة القادمة حديثا ماهي أهم نصحية تقدمينها لهم؟
علياء سروجي: اللغة أولا لأنها مفتاح الوصول إلى الهدف الذي تسعى له. كل مكان له سلبياته وايجابياته فالهجرة إلى بلد جديدة لا يعني بأنك ستصل الجنة الموعوة عليك توقع الصعوبات والسعي إلى
حلها.
ليس هناك نصيحة محددة لأن كل انسان له هدفه وثقافته و رؤيته المختلفه ويختلف الأمر من حالة إلى أخرى.
6. الشبكة مباشر: ماهو برأيك السبيل السليم الذي يحمي المرأة ويعينها في إدارة دفة العائلة وتربية الأبناء في مجتمع تتباين الكثير من القيم والمعايير الاجتماعية عن المجتمع الأم ؟
علياء سروجي: الوعي مهم لكل امرأة تريد تأسيس عائلة و تربية أبناء. يجب أولا توعية المرأة بأن التربية مسؤولية كبيرة، سابقا كانت العائلة ضمن منظومة عائلية أكبر حيث الجد والجدة والأعمام والأخوال يساهمون في التربية. الآن الأمر مختلف والعاتق الأكبر في التربية يقع على المرأة أكثر من الرجل. عليها القراءة كثيرا لتثقيف نفسها جيدا قبل كل شيء وتفهم الثقافة الجديدة التي تعيشها و تدور حولها لأنها ستكون البيئة الحاضنة والمساهمة في تكوين أولادها شاءت أم أبت. ليس أمامها خيار سوى الوعي الكبير والتعمق في فكر الثقافة الجديدة وفهم الآخر ، إذا كان لديها هدف تسعى له سواء أطفالها أو غير ذلك. وفي هذا السياق أذكر مقولة لأنديرا غاندي رئيس وزراء الهند سابقا وقيل بأن غاندي من قال ذلك: (يجب ان أفتح نوافذ بيتي كي تهبَّ عليه ريح الثّقافات ولكن بدون أن تقتلعني من جذوري)
7. الشبكة مباشر: مشاريعك المستقبلية التي سترى النور قريبآ
علياء سروجي: مستقبلا سيكون للرواية، و أشكر مجلة العائلة العربية في بلاد المهجر و الشبكة مباشر و على رأسها د. عصام الذي يعمل بشكل دؤوب على تقديم ما يهم المغتربين في حياتهم والتخفيف عنهم و تقديم كل مايمكن أن يساهم في نجاحهم و استمرارهم بشكل جميل ومشرف
علياء
مع تحيات
هيئة تحرير
#الشبكة_مباشر
مجلة العائلة العربية في بلاد المهجر