مقالات

كيف يُفْهَمْ الاسلام لا يُنْقَلْ ؟؟

#الشبكة_مباشر_لندن_ا.د علي عطيه عبدالله الرفاعي

دفعني للحديث حول الموضوع هو ما قرأته سابقا في كتب الحديث المتعددة المؤلفين، وما أطلعت عليه مما به يفكر اليوم البعض وكيف يفهمونه، كل من خلال مصادره سنة وتفسيرا، والقرآن الكريم يفترض الحكم واليه يرجع بعد وفاة الرسول الكريم، علاوة على ما صح بسند ثقة من سنة الرسول، عملا وسلوكا توثقهما مصادر ثقة. لكن الواقع والوقائع تؤكد أن الأحاديث بدأ جمعها بعد وفاة الرسول بحوالي 250 سنة أي حوالي عشرة أجيال( الجيل 25 سنة متفق عليه)، علاوة على ما يرد تواترا أن الرسول الكريم كان يأمر بعدم حفظ او تسجيل أحاديثه ،تحوطا من أحتمال تداخلها مع القرآن الكريم، حيث كان في صدور حفظته من الصحابة، لم يسجل ككتاب بعد، كما أن الروايات تقول أن الرسول يؤكد على أهل المدينة أن أمور الدنيا هم أولى بها، يربطون ذلك بقصة عدم تلقيح النخل معتمدين على توجيه الرسول اجتهادا بشأن الرياح لواقح كما وردت في القرآن الكريم. فكانت النتيجة ضعف في حمل النخيل.تلك قصة اورواية تعد حديثا للرسول، فأن صحت فذلك دليل أن ليس كل كلام للرسول الكريم وحي بل اجتهاد، لذا وجه بانهم ادرى بأمور دنياهم.كما أن ما صححه الألباني من أحاديث موضوعة أو ضعيفة السند بالآلاف، منشورة في كتب أحاديث للبخاري ولابن مسلم ولابن ماجة ولابن دواد الخ. ومن هنا يتوضح أن القول بعدم الدقة في الأحاديث ليس قولا منكرا بل له مايبرره. كما أن هناك أحاديث للرسول الكريم يقبلها البعض اولايقبلها حسب مزاجه وفهمه للامور، فمثلا الحديث أنتم أدرى بأمور دنياكم الذي ذكر أعلاه لا يستسيغه من يظن أن قول الرسول دائما وحي ، وكذلك حديث الرسول الكريم الموجه لسلمان الفارسي حول من يكره العرب فقد كرهني ومن يكرهني فليتخذ مقعده من النار، لا يقر صحته الأعاجم، معتمدين على أن أكرمكم عند الله أتقاكم، والرسول يعرف أن الله أختاره من العرب وأن القرآن بلغة العرب وكذلك حكما عربيا(حكمة). فاذن الله سبحانه شرف العرب بذلك ومن يشرف فقد كرم. وهذا كلام موثق في أكثر من مصدر، فكيف يحكم بين الصحيح والموضوع أذن؟ يقول المتزمتون هناك علم الحديث وعلم الاصول والتجريح والتعديل، طيب من وضع تلك العلوم يا ترى؟ هل وردت عن الرسول الكريم؟أم اجتهادات من أجتهد بتعدد المذاهب وجعل لاسلام شيعا، وهو منهي عنه في القرآن.أذن كل ما اجتهده بشر بعنوان رجل دين أو فقيه، شأنه شأن من جمع الأحاديث وأخطأ في نقلها أو صحة سندها، أو وضعها رغبة لسلطان.فمما تقدم من مقدمة سأقدم رؤيتي كعالم فيزياء معني في فهم الطبيعة، كيف وجدت وكيف تتطور وما هو احتمال نهاية كل شيء، وكمسلم ختم القرآن وعمره ستة سنوات، ويقرأ القران بتدبر منذ30عاما يوميا،وبناء على ذلك دعما للايمان بالله عربيا وعالميا ألفت كتابا بعنوان العلم في رحاب القرآن الكريم، نشر عام 2016م في الاردن، فيه بينت أن كلام القرآن كلام الله على اسس علمية مثبتت علميا، وليس عاطفيا، واليوم ضمن حوارات علمية عالمية أبين لمن يتساءل عن صحة وجود خالق، وبما اثبته علميا وقرآنيا،فالقرآن هو المصدر الاساس للاسلام ، واليه يجب ان يرجع للتأكد مما يشك فيه من صحة نقل لحديث، أو أجتهاد خاطيء لجهل أو غرض. والرسول أيضا ينقل عنه القول:-

اذا نقل عنه حديث يتقاطع مع القرآن فليضرب به عرض الحائط، فاذا يشك فيه وهو منطقي، فكيف يصدق بالاف الاحاديث التي تفتقر للعقل والمنطق؟؟

من يقرأ بعض الأحاديث والتفاسير والقصص عن الكون يتعجب كيف تسيء للاسلام ،الذي يحث على العلم وتسخيره و على الفكر والتفكر وعلى العقل والتعقل ، أيعقل لا زال البعض يستنكر القول ان الارض تدور حول محورها وحول الشمس ويعده كفرا، ويتحدث عن ارض مركز للكون وغير ذلك من اساطير مضحكة، ولا يفهم ان ضياء القمر انعكاس لاشعة الشمس، وهو والشمس في القرآن يبين كل في فلك يسبحون، ولا يدري ان النجم الطارق اكتشف علميا، وان ابعاد النجوم التي بها اقسم الله وبين أنه لقسم عظيم لو تعلمون؟ تأكد صحتها علميا وتبعد بلايين السنين الضوئية، ولا يدرك بعد السنة الضوئية، كما لا يدري النجم الثاقب والخنس الجواري الكنس معروفة اليوم علميا أو مشار اليها دراسيا، والقران يحدثنا عنها منذ 1430 سنة، يوم لا علم ولا تقانة تدرك ذلك.

ثم لا يعلم أن قوله تعالى أن السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شيء حي، ثبتت معنى علميا منذ عقود من السنين، وأن السماء في توسع كشفت علميا في عام 1929، وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون، على الارض ،أكتشف علميا عام 1905م،أي ان الزمن نسبي وليس مطلق، وان السماوات رفعها بغير عمد تُرى هي حركة المجرات والنجوم والكواب حول بعضها ودور الجاذبية في ذلك، كل في فلك يسبحون، وأن طي السماء ورجوع كل شيء لبداية نقطة الانطلاق ثم الانطلاق مجددا كما حدث اول مرة ، اليوم تؤيده بعض النظريات الكونية الفيزيائية، وهي الاكثر احتمالا. كما أن تطور الجنين في الرحم ثبت علميا منذ سنين، والبحر العذب والاجاج ثبت علميا كما وصفه القرآن الكريم
كل ذلك حدث تسلسلا منذ110عاما، ولا زال الفقهاء يعيشون افكار 800م و1200م،يوم كانت كثيرا من الاساطير تتحدث عن الكون والطبيعة،وان الارض المركز وحولها تدور المجموعة التي يسمى الشمسية كما فهموهاوقتها( بطليموس).ولم ينتبه هؤلاء الفقهاء ومجتهدي المذاهب الى أي اشارة للكون والظواهر الطبيعة المشار اليها في القرآن الكريم!! بل فسروا بما يمليه عليهم فهمهم كما يتصورون الامور وقتها.لذلك من تثقف وتعلم في تلك المدارس، وان تعلم بشان مما ذكرت، لكنه مقيد باحاديث وتفاسير، وعلم حديث واصول وتجريح وتعديل، وضعت بحسب وعي وادراك من وضعها في ذلك الزمن مع الأسف،والمنطق يقول يجب ملاحظة المتغيرات والمستجدات المدعمةعلمياوفكرياوعقليا( أفلاتعقلون)

من هنا وجب التأكيد على القرآن الكريم في ضوء التطورات العلمية، ومستجدات المعلومات العلمية المتناسقة مع ما ورد في القرآن الكريم ،ومن ثم أعادة أو تنقيح كتب التراث الاسلامي تفاسيرا ودقة احاديث لا تتقاطع مع القرآن الكريم علما ومنطقا ودلالة. فالامر ليس هناك قرآنيون وهناك سنيون،والوقوف عند 1200م او في الواقع 900م، تحت ذرائع لا يحكمها عقل او منطق ،او انسجام مع تأكيد الله سبحانه وتعالى على العلم والعقل والتفكر.فالقرآن هو الاساس واليه تحتكم الأمورأولا ،والأحاديث النبوية ليس مطلقة فللناقل والمسجل والظرف تأثير كبير في مدى دقة وصدق الروات والمسجلين للحديث، لا سيما وهناك كلام عن منع الرسول لتسجيل حديثه وحفظه احترازا من عدم التداخل مع القرآن الكريم عند الحفظة، فالمنطق يدعم الرجوع للقرآن أولا والتأكد من أن أي حديث لا يتقاطع مع القرآن معنى وقصدا. فلا سنة مطلقة الصدق ودقيقة المعلومة، بل الاحتكام للقرآن واجب فما اختلف فيه فردوه الى الله ورسوله، فالرسول رحل الى ربه بعد 633م في عليين ، والله باق وكلامه القرآن الكريم هو الحكم لمن يفهمه، ومستعب للتطور العلمي الذي يؤيد كثيرا من معلومات الله عن خلق الكون عموما وبعضها تفصيلا، فالعلم يكتشف القوانين التي هي من علم الله التي بدأت بخلق الكون ثم تطوره ومن ثم عودته الى حيث بدأ ثم يبدأ من جديد.

فلا كلام عن قرآنيين بلا علم ولا عن سنيين متحجريين يجهلون العلم ويتجاهلونه ،رغم وجوده في القرآن الكريم، فمن يحرص على الاسلام حقا يطور نفسه أولا، ويدعوا الى أعادة نظر في التراث الفقهي الاسلامي على ضوء علوم القرآن ،وما حققه العلم من معلومات تطابق عموما معلومات القرآن الكريم، وذلك من لجنة او هيئة موسعة تضم فقهاء وعلماء لغة وعلماء فيزياء الكون وعلماء احياء وعلماء تشريح اطباء،مع علماء النفس الاجتماعي .
أي كلام او تفلسف سفسطي لا معنى له،بل تفهم وعمل بعقل علمي واع، يحرص على الاسلام وعلى انتشاره قناعة وودا، فكرا ربانيا مستوعبا للعلم والفكر وله يدعو، كما أن القرآن الكريم يوضح ذلك ويتناسق مع العلم دون احراج، فهو دين خاتم ولذا يستوعب حقيقة الطبيعة نشوء وتطورا .اللهم اشهد أني بلغت علنا دون ريبة من أحد والله اعلم بما أقصده .
فالاسلام أوسع وأعمق مما تستوعبه حركات سياسية، تشتتها اجتهادات مذهبية متناقضة، تسيء اليه فكرا وقيما وسموا. فهو باحكامه وتشريعاته مصدر لما يفيد القوانين الوضعيةعدلاومساواةونقاء.
ابوليث علي الرفاعي
٢١اذار ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى