أخبار العائلة العربية في المهجرأدب وفنكلمة العدد

قصة نجاح من واقع التحديات في الأردن و لقاء خاص مع الشخصية المتميزة لعام 2024 الأديبة سارة السهيل

#الشبكة_مباشر_عمًان_أجرى اللقاء رئيس التحرير د. عصام البدري

ضمن نهج موقعنا الإخباري الدولي الشبكة_مباشر مجلة العائلة العربية في بلاد المهجر من بروكسل بتكريم الشخصيات النسائية المتميزات المغتربات بدول العالم

المختلفة بإعتبارهن شخصيات عام 2024 المتميزات من قبل هيئة تحرير موقعنا الشبكة مباشر مجلة العائلة العربية في بلاد المهجر

إلتقت هذه المرة في مدينة عمًان القلب الثقافي النابض في المملكة الأردنية الهاشمية مع شخصية أدبية و كاتبة و شاعرة و باحثة في أدب الطفل معروفة في المملكة الأردنية الهاشمية و العراق و العالم هي الإديبة سارة طالب السهيل و الكاتبة في موقعنا الإخباري الشبكة مباشر مجلة العائلة العربية في بلاد المهجر

فأهلآ و سهلآ بك

و كان لنا الحوار التالي متمنين أن ينال إعجابكم:

1. الشبكة مباشر: ما هو التعريف المختصر بكم (النشأة البلد الأصل و الحالي) لجمهور العائلة العربية في بلاد المهجر؟

سارة السهيل : انا سارة طالب السهيل عراقية الأصل أردنية المولد والنشأة ، فأبي المناضل السياسي الشيخ طالب السهيل ، و انا اصغر بناته و قد ولدت في عمان و عشت بها و درست في مدارسها وتشربت حب الآداب والفنون من بيئتي الحاضنة للفكر ، وتخرجت من مدرسة الراهبات الوردية ، و أكملت دراستي الجامعية في بريطانيا ، وحصلت على بكالوريوس تجارة قسم إدارة الأعمال من جامعة East London university و واصلت رحلتي التعليمية بالقاهرة فحصلت على بكالوريوس إعلام من جامعة القاهرة . وماجستير في علم النفس ، وماجستير آخر في مجال حقوق الانسان . بدأت رحلة الكتابة بالشعر ، و نشرت أول مقال بعمر 16 وتوالت مقالاتي حتى اليوم بالعديد من الصحف والمجلات منها الرأي الاردنية

، وعمون ونيوز و الرباط نيوز المغربية و روداو عربية و الحدث العراقية و البناء اللبنانية و قد كتبت سابقا في اماكن كثيرة مثل الدستور و الصباح الأردنية والاهرام العربي والصباح و قد كانت لي الصفحة الاخيرة من مجلة الوطن العربي ، وكتبت ايضا مقالات اجتماعية وأدبية مترجمة للغة الكردية .

من أهم المؤلفات الادبية دواوين “صهيل كحيلة ” ، ” نجمة سهيل” ،“ دمعة على أعتاب بغداد” ،و كتاب ( تصريح دخول ) يعالج مشكلة الاجئيين والنازحين .
تشرفت بعضوية عدد من الاتحادات الكتاب العراقيين والاردن والعرب و مصر ،

و حاليا انا عضو كرسي الالكسو في جامعة الدول العربية و الامم المتحدة

وشاركت كعضو تحكيم بعدد من المهرجانات الفنية منها : المهرجان الكاثوليكي للسينما ، المهرجان السابع للمسرح العربي ، ومهرجان الاغنية العربية ، المسرح العربي ، الي جانب عضوية العديد من المسابقات الشعرية وغيرها .

حصلت علي الكثير من دروع التكريم وشهادات التقدير من الدول العربية والاجنبية ، والدكتوراة الفخرية من اللجنة الدولية لشئون الاعاقة لدول الشرق الاوسط وافريقيا
و حاليا طالبة دكتوراة في جامعة القاهرة المصرية

2. الشبكة مباشر: ماهي هموم المرأة العربية المغتربة و ماهي التحديات التي تواجها المرأة العربية كسيدة و كأم؟ انطلاقا من تجربتك الشخصية؟

سارة السهيل : ** اغتربت في حداثة سني متطلعة ومشوقة للتزود بسلاح العلم واكتشاف العالم من حولي ، وتذوق قيم الحرية الفكرية التي طالما سمعت عنها في الغرب ، وعانيت كثيرا من الوحدة لكني جاهدت نفسي على التأقلم مع المجتمع الجديد ومحاولات دؤوبة لاكتساب الخبرات الحياتية في مجتمع له قيم وتقاليد مغايره لتقاليدنا العربية . ومع قناعاتي بأهمية الحرية الفكرية التي توفرها الحياة اللندنية للمغتربين ، الا انني عشت صراع الهوية التي تسكنني في افكاري سلوكي ورؤيتي للعالم ، وكيفية الاندماج والتكيف مع واقع جديد طازج في أفكاره ومختلف كثيرا في قيمه بكل ما فيه من ايجابيات وسلبيات ، ويكفي من الآلام النفسية الشعور بالعجز وقلة الحيلة عندما كنت أواجه موقفا صعبا يحتاج لمساعدة الآخرين ولا أجد من يساعدني وانا بمفردي مغتربة ، وهنا يبرز الحنين للوطن واستدعاء ذاكرته المطمئنة عندما تحتاج ستجد من يعاونك في وطنك ، أما في الغربة يصعب ان تجد هذه اللحظة الآمنة .

ناهيك عن الصراع الداخلي للمرأة المغتربة بين المحاذير والسلوكيات الاجتماعية التي نشأت عليها في وطنها وضرورة تشبثها بقيمها ، وبين ضرورة ايضا التكيف والاندماج مع قيم المجتمع الاوربي وهو ما احتاج الي جهد نفسي وعقلي لتحقيق هذا التوازن .

وبقدر استمتاعي في الغربة بجمال الحياة والامان واحترام الحرية الشخصية ومراعاة حقوق الانسان ، وفرصة التواصل مع جنسيات مختلفة والتحليق في سماوات فكرية وثقافية مختلفة في روافدها والتعايش الانساني الخصب والرحيب ، الا انني كنت أشعر بالخوف الدائم من انفصالي عن وطني حيث الطفولة والاهل والاصدقاء والذين هم جزء أصيل من تكويني الانساني .
ومع مرارة الاغتراب ، فإنني تعلمت منها الكثير في بناء شخصيتي ونظرتي للمستقبل من حيث الاعتماد علي الذات واكتساب فن مواجهة تحديات الحياة وفن مراعاة حقوق الاخرين ومشاعرهم .

3. الشبكة مباشر: كيف إخترني المجال الحالي و تميزك به و متى بدأ معك هذا الإهتمام ؟

سارة السهيل : ** على الرغم من أن أسرتي انشغلت بالعمل السياسي كأبي الشهيد الشيخ طالب السهيل الا انني منذ نعومة أظافري أميل الي الفكر والادب والابداع ، ربما تأثرا بالصالون الذي كان يقيمه والدي الذي يفد اليه كبار الساسة والادباء ، وربما أيضا نتيجة مكتبة والدي الزاخرة بصنوف المؤلفات ومنها الادبية ، فكان الشعر مدخلي لفضاء الادب ، وفقداني لأبي في الطفولة المبكرة وشعوري باليتم جعل مني طفلة تهوى الكتابة للأطفال في بداية رحلتي ولا يزال عالم الطفولة يدهشني ويسرقني مني .

ايماني بأهمية العلم دفعني لدراسة مجالات متعددة بأخذ دورات متخصصة ، مثل دبلوم رياض الاطفال ( نظام المونتسيورى ) وهو دبلوم تربوى ، ولي العديد من القصص للأطفال منها قصة : “سلمى والفئران الأربعة ” ، “نعمان والأرض الطيبة ” ، و” ليلة الميلاد” ، و “قمة الجبل” ، ” قصة حب صينية” ، و ” اللؤلؤ والأرض”

مهداة للطفل الفلسطيني والقضية الفلسطينية وترجمت للفرنسية ، ” أميرة البحيرة” ، ” ندى وطائر العقاقير” ، ” نايا باللغة الكوردية و الولد الطائر و قصة سكر و سلسلة قصص آدم عن دار المعارف المصرية

4. الشبكة مباشر:لماذا وقع إختيارك على بلدك الحالي منذ البداية كوجهه للهجرة؟

سارة السهيل : ** الهجرة كانت من جانب أبي الشيخ طالب السهيل اضطرارية كرجل سياسي معارض ، فاختار الاردن ملاذا آمنا لعائلته وولدت ونشأت بها ، ودرست مراحل التعليم الأساسي بها حتي أكملت دراستي بإنجلترا ثم عدت اليها لتصبح هجرة بمحض الارادة وبحكم النشأة والتكوين ، فلم أجد محضنا يحقق لي الامن والاستقرار سوى الأردن ، خاصة وان العراق موطن أبي وأصلي وعشيرتي تعاني ويلات الصراعات السياسية والاقتتال الطائفي والمذهبي في بداية التغيير ، ناهيك عن فترة داعش وظلامية افكارها في المجتمع العراقي والتي لم أكن لأتحمل مخاطرها الفكرية والدموية .
لكني عشت مخاض السفر والاغتراب في لندن خلال سنوات الدراسة ، وساعدتني دراستي الأولى في مدرسة الراهبات الوردية بالأردن علي فكرة قبول الاخر والتكيف معه والانفتاح المنضبط على العالم كما كان لرالدتي دور مهم جدا في تنشئة فكري علو التوازن و الاعتدال و الوسطية و ليس فقط تقبل الاخر بل بكل جدية (حب الاخر)

(حب الاخر و كأنه انت)

، كل ذلك سهل علي الاقامة في لندن وان كنت قد عانيت فقدان الاصحاب والاصدقاء والاهل والدفء الاسري خلال هذه السنوات .

5. الشبكة مباشر: للعائلة القادمة حديثا ماهي أهم نصحية تقديمينها لهم؟

سارة السهيل : ** الانتقال من مجتمع عربي الي مجتمع المهجر مختلف في قيمه الاجتماعية ، له تحديات كثيرة يجب على العائلة العربية التي تفكر بالهجرة ان تدرسها وتبحث عن سبل تجاوزها ، خاصة تحدي الصدمة الثقافية التي يجب للعائلة العربية ان تدرك حقيقة انها سوف تستغرق بعض الوقت لاستيعابها وهضمها والتفاعل معها بعد وقت بإيجابية .

ثم تهيئة النفس علي تقبل الاختلافات واحترام ثقافات الاخرين دون الذوبان فيها ، وهذا لن يتحقق بمعزل عن التسلح بالوعي الثقافي ، واكتساب الثقافة الجديدة وتجنب الصراعات مع سرعة اكتساب المهارات التي تجذب اليكم الاخرين بدءا من تعلم لغة المهجر الجديدة لتحقيق سرعة التكيف ، ووضع خطط للعمل وتطويره لتحقيق الطموحات العملية والعملية . وبناء صداقات محسوبة تحافظ خلالها علي قيم الاسرة العربية .و كل شيء في هذه الدنيا له مكاسب و مخاسر في ذات الوقت على ان تختار ما اكثر شيء تريد ان تحافظ عليه فلا تخسره ابدا لانه اهم ما تملك و تختار ايضا ما هو الذي يمكنك ان تضحي به كبش فداء مقابل العلم و العمل و الرزق و الحياة الافضل ان كانت لك فعلا هي الافضل لان الامر مختلف من شخص لاخر
حسب طبيعته و طبيعة عمله و وضعه النفسي والاقتصادي

6. الشبكة مباشر: ماهو برأيك السبيل السليم الذي يحمي المرأة ويعينها في إدارة دفة العائلة وتربية الأبناء في مجتمع تتباين الكثير من القيم والمعايير الاجتماعية عن المجتمع الأم ؟

سارة السهيل : ** في أوطاننا العربية تقع مسئولية الأبناء علي الاسرة الممتدة من الاب والام والخال والعم والجدة و الجد ، فالكل يتعاون في تربية وتشكيل هذا النشء الصغير وتشكيل وعيه بالعالم وغرس القيم الاخلاقية والدينية بداخلهم ، أما في المهجر تقع هذه المسئولية علي عاتق الابوين فقط ، وتصبح مسئولية الام مضاعفة في مجتمع مختلف كثيرا في مفاهيمه الاجتماعية .

ولابد أولا للأم المغتربة ان تتسلح بالوعي الديني والثقافي قبل سفرها للمهجر حتي تغذي اطفالها بالقيم العربية والدينية ، وان تثقف نفسها بفنون التربية علم النفس حتي تسطيع السيطرة علي أبنائها في المراهقة الخطرة جدا في الغرب ، مع التخلص تماما من عاداتنا العربية الخاصة بضرب الأبناء ، حتي لا تفقد ابنائها بحكم القوانين الغربية التي تسلب الأبناء من أسرهم وتمنحهم لأسر غربية يتولون تربيتهم وفقا لقيمهم الغربية المغايرة لثقافتنا العربية الاسلامية والمسيحية الشرقية .
كما يجب ان تعلم الام في كل مكان ان الكون كله حاليا رغن تطوره العلمي و التكنولوجي اصبح يشكل خطوره على قيم الايمان و الاخلاق و التي اعتبرها اهم عامل توازن روحاني لا يمكن ابدا التضحية به
فالانترنت و وسائل التواصل و البرامج و الناس والعالم و الفكر الذي يبث بالهراء و يرش بين الناس هو اقتلاع الناس من فطرتها الطبيعية و الوقوع في فخ الشيطان
اوجوكم الانفتاح و الحرية امر مختلف تماما عما يتم التخطيط له حاليا من قبل الاشرار على هذا الكوكب

والأم العربية في المهجر لابد لها ان تنتهج اسلوب الحوار والنقاش مع الابناء ، وتكون صاحبة وصديقة للولد والبنت معا ، فالصداقة أقرب للأبناء في قبول النصائح والعمل بها ضد مخاطر الاختلاط والتجاوزات غير الشرعية .
فأم لابد وان تتناقش مع أبنائها في الافكار الغربية والتي قد يعتنقها بعض الابناء ، وان تقوم بتصحيح هذه المفاهيم وابراز خطورتها علي مستقبلهم وصحتهم ودينهم .

وانا هنا لا ادعو الي الانعزال عن مجتمع المهجر ، بل لابد من الاندماج فيه ، وقبول الاخر والتعايش معه دون ذوبان المعتقد الديني والقيمي العربي ، وهي معادلة صعبة ، لكنها غير مستحيلة ، ويمكن تحقيقها بقدرة الام والاب في المهجر علي تربية الأبناء بعقلية نقدية تتيح لهم الانتقاء لما يعتنقوه من أفكار مناسبة لبيئتهم الاصلية علي القدرة .

فالانعزال عن المجتمع في الغرب ليس حلا لحماية الابناء ، بل هو كارثة تجعل الأبناء يعيشون في انفصام عن الواقع ، بينما تنشئة الابناء وفق معايير اخلاقية ودينية ضابطة لسلوكهم اليومي ومراقبتهم وكشف الصواب من الخطأ خلال مراحل الغرس الاولى من شأنه ان يخلق بداخلهم الردع الذاتي لأي سلوك مغاير لسلوك الاسرة .

ويمكن للأم المغتربة قراءة الكتب التي تكرس فيهم الانتماء وثقافتهم وقيمهم الاخلاقية ، ودون انفصال لهم عن واقعهم المعاش ليتعلمو معه كيفية التعامل مع المجتمع الغربي بحرص والدقة في انتقاء ما يناسب بيئتهم من قيم اخلاقية أو اجتماعية .

7. الشبكة مباشر: مشاريعك المستقبلية التي سترى النور قريبآ؟

سارة السهيل : قصة البطات الثلاث و بحيرة العاج تحت الطبع في المغرب
وقصة رمضان طبعت في مصر
و ديواني الشعر الرابع تحت الطبع
و مناهج تعليمية للأطفال متنوعه واستطيع أن اقول انها فعلا رائعة و مفيدة و متميزة
و مشاريع افكر بها للمستقبل سأقول عنها لكم لاحقا حتى تنضج الفكرة

مع تحيات
هيئة تحرير
#الشبكة_مباشر
مجلة العائلة العربية في بلاد المهجر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى