
(عندما يتكلم الالبوم )
حاولت ان تسترجع ذكرياتها مع عدد من الصور
القديمة..
نادت ابنتها التي تبلغ من العمر خمسة عشر عام تعالي لنتصفح الماضي معاً ….
جلستا بقرب بعض وأصبحت الصور القديمة في متناول يد الام مع كل صورة تحكي حكايتها وماذا حل حينها….
اخذت الصورة الاولى
ياحلوتي هذا والدي وهذه خالتك وانا التي تحمل اللعبة انظري كيف كنت مبتسمة اتذكر تلك اللحظه كنت سعيدة بهذه الدمية …
وهذه الصورة الثانية …
هنا كان عمري خمسة عشر بعمركِ الان..
احببت ان اظهر مفاتن جسدي، انظري كم انا مكتنزة قبل ان يداهمني السكري اللعين
تنهدت وقالت…ايام ذهبت ولن تعود.
اخذت الصورة الثالثة.
رجفت يدها بسرعة…وظلت تحدق بها وعينيها تلمعان ،
انتبهت الفتاة لما حل بوالدتها ، امسكت يدها
وطلبت منها ان تهدأ….
إبتسمت الام…
يا ابنتي …لا اعلم كيف وصلت هذه الصورة الى حقيبة الصور القديمة كنت قد حفظتها مع علبة المجوهرات
لانها وبصراحة من النفائس .
انها لأول عشق نبض لهُ قلبي بصدق
اتذكر جيداً كيف وصلت لي هذه الصورة…كنت حينها في زيارة لبيت جدي طلبت مني خالتي فوزية ان أجلب لها قليل من البن من جارتها التي تسكن امامهم
وانا في طريقي اوقفني هذا الشاب واخبرني ان أبلغ خالتي فوزية انهُ ما زال على الوعد وأن أوصل هذه الصورة لها
وان لا اخبر احداً بالامر.
اخذت الصورة وإحتفظت بها ولم اخبر خالتي بما حدث
وبقيت اتأمل صورة هذا الشاب
عشقتهُ دون علمهُ وصار شغلي الشاغل لازلت اذكر عينيه البنيتين وشكله الجذاب وحينها عطره ملأ أنفي لا أعلم كيف احببته وكيف سمحت لنفسي ان احل محل خالتي المسكينة ..
وبعد مرور أسبوع، أسبوع سمعنا خبر إستشهاد هذا الشاب
ولم يبق منه الا هذا الاثر .
لم تتأثر الفتاة بما حدث مع والدتها وأخبرتها انها مسألة عادية لكن جيلكم ما زال يحتفظ بذلك الحب والاخلاص وطلبت من والدتها الاستمرار …
مع اخذ الصورة الرابعة رن جرس الباب نهضت الفتاة لترى من الطارق
وبقيت الام تنظر لصورة الشهيد وتغوص بتفاصيل ملامحهُ الجميلة دون وعي نزلت دموعها وتنهدت
كم سرقت منا هذه الارض من شبان في غاية الجمال
مع هذا الشجن رجعت بقربها
مسحت دموعها بسرعة وظلت تنظر للصورة وقالت : انا حزينة على الشهداء ياابنتي
ارجو منك ان تفهميني..ومن ثم نظرت الى ابنتها
لترى إن من تجلس بقربها خالتها فوزية.