أدب وفنمقالات

الحلقة السابعة – فاطمة ستضيع وسط الغيوم ولكن شمس الحق ستنجلي.

#الشبكة_مباشر_ المغرب _ مدربة وفاء بن عبد القادر

الحلقة السابعة

فاطمة ستضيع وسط الغيوم ولكن شمس الحق ستنجلي..

(تمر الأيام والشهور،والطفل ينمو،وبطن فاطمةيكبر،ويصبح مرئيا رغم محاولاتها لإخفائه.تستمرفي التواصل مع محمود هاتفيا عله يعترف بابنه ولكنه يمتنع.)

بعد معاناة اجتماعية،وصحية،تضع فاطمة مولودها الأنثى بالمستشفى العمومي وسط صراخ وعويل النساء والمولدات.
في الصباح الباكر يحضر ضابط الشرطة ليستمع إلى أقوالها،ويتعرف على هوية المولود من خلال نسب والده.فاطمة تسجل الطفل بأب مجهول خوفا على مصير محمود وأملا في عودته واحتضانه لها ولطفلتها.تتعرف فاطمة على إحدى مستفيدات “دار إيواء النساء في وضعيات صعبة” فتقترح عليها تقديم طلب الإيواء بهذه المؤسسة.
بعد مرور شهر ،تطمئن فاطمة للمؤسسة ومرشداتها وتطلب مقابلة السيدة المديرة ، وتروي لها هذه المرة قصتها الحقيقية.
“إذن طفلتك أبوها معروف! ولماذا حيرتنا معك ياابتي؟”
“خفت ألا تصدقوني”
هكذا ،ردت فاطمة وكلها خوف وهلع .
قامت مرشدات المركز بالتواصل مع محمود،وكان في كل مرة ينكر علاقته بفاطمة . وفي أحد الأيام قدم إلا المؤسسة وطلب رؤية فاطمة ،وكانت مناسبة ليقدموا له ابنته الطفلة الصغيرة…ابتسم وهو يحضنها،ثم وضعها في يد المرشدة مؤكدا أنها ليست ابنته!!! فهو لم يشعر بأي إحساس ولاحب تجاهها.
تبقى فاطمة في حيرة من أمرها أمام الأشهر التي تمر سريعة،مهددة إياها بالمغادرة ، فأين تضع طفلتها؟ كيف تعود لأمها وإخوتها؟؟؟من هي هذه الطفلة؟؟؟
تقرر فاطمة التواصل مع عائلة محمود ،وتحكي لهم القصة الكاملة.بعد استدعاء المرشدات لعائلة محمود،تأتي أمه ووالده،وأول ما يطلبون هو رؤية الطفلة!
سبحان الله بمجرد أن تراها والدته،ترتمي عليها حاضنة إياها،مقبلة ،سعيدة،مرددة :”حفيدتي حفيدتي…الحمد لله كانت ستضيع مني…”ويأخذ الجد الطفلة ويلاعبها فرحا بوجودها .ثم تدخل فاطمة وتسلم عليها ودموعها تتقاطر فوق خديها…تجلسها الأم بجانبها وتطمئها بكل خير.
بعد اتصال والد محمود بابنه ،وإصراره على قدومه للمؤسسة يلتحق محمود وكله غضب !
أمام تشبث والديه بالطفلة، يخبرهما أن الطفلة ليست ابنته فهو لايشعر بأي إحساس تجاهها…تأخذ أمه الطفلة وتقول له:
” انظر،إنها تشبهك تماما ،هكذا كنت صغيرا،أتذكر الآن صورتك،فهي طبقك ولا تختلف في شيء إلا الشعر،فقد كنت أصلعا….” فيبدأ الجميع بالضحك…
يأخذ الأب ابنه ويخرجان ،وأثناءها تتحدث أم محمود مع فاطمة ،وتتعرف على واقعها وأحوال عائلتها،ثم تخبر فاطمة أنها تود الكلام مع والدتها.
فاطمة جد خائفة ،لاتريد أن تعرف والدتها ماحدث . تؤكد لها والدة محمود بأن ذلك سيبقى سرا ،ولن تعرف والدتها عن الطفلة إلا بعد مرور الأيام .
يا لفرحة أم فاطمة بالمكالمة التي طلبت فيها يد ابنتها فاطمة…
شمس تشرق من جديد لتنير حياة أظلمت ،وتحيي روحا ودعت…محمود يعود مع والده مطأطأ الرأس معتذرا عن زلته،طالبا المغفرة،مادا يده بخاتم راغبا في الزواج من فاطمة ،أمام والديه،وبحضور المرشدات…إيه ،لحظة وما أدراك ما لحظة!الدموع والضحك، والأحضان،والزغاريد،الكل فرح،الجميع يبارك..

فاطمة ليست سعيدة،ولا فتيحة،ولا زهرة…فاطمة حالفها الحظ.فاطمة واحدة من المئات لم يحالفهم الحظ ! فماهو واقعهن ؟ أي نسب يحمل أطفالهم؟ أية تنشئة تنتظرهم؟ من هم هؤلاء الأطفال في أرض الواقع؟
أسئلة وأخرى عديدة، لابد أن تطرحيها يا سعيدة،وفتيحة،وزهرة، ويا سعيد،وعزيز،وربيع، قبل التفكير في أية علاقة خارج الإطار الشرعي ،ماهي العاقبة؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى