
يذكرني واقع العراق بواقع مصر عام ١٩٥٢م،حيث كان الملك ، فاروق،الباني الأصل، مصون وغير مسؤول، والاحزاب تعيش حالة صراع ونفاق سياسي، حتى وصل الأمر إلى حرق القاهرة، وسعد زغلول طريح الفراش ، عجز سياسيا وهو على فراش مرضه يقول لزوجته غطيني يا حاجة صفية ما فيش فايدة.!! وكان بين الجيش وقتها مجموعة ضباط شباب شكلوا لجنة ضباط احرار تسعى لتغيير واقع فاسد ظهر فساده في معركة فلسطين ١٩٤٨م حيث حوصر الجيش المصري في الفالوجة ولا من عتاد وما معه كان فاسدا.ولم ينس هؤلاء الشباب محاصرتهم في موقع الفالوجة، ومن بينهم عبد الناصر برتبة نقيب. تمكن الشباب بكسب ضباط كبار مثل اللواء محمد نجيب، فقادوا حركة ٢٣ تموز ١٩٥٢م للتغيير، وفعلا نجحت الحركة وودع الملك فاروق رسميا بالنفي خارج مصر على متن باخرة من الاسكندرية ،دون اراقة دماء.
بسبب موقف الاحزاب هذا منعت الحزبية في مصر بعد الحركة التغييرية.، ثم تطورت الحركة لتكون واضحة الأهداف وطنيا وقوميا وأفريقيا واسلاميا ودوليا،تلك منطلقات ضمها كتيب ب٦٠ صفحة باسم فلسفة الثورة لعبد الناصر حين استلم المسؤولية ١٩٥٤م .وأكد ناصر على عدم الحزبية وفق نظام اجتماعي قريب من مصالح الطبقة الفلاحية والعمالية التي تمثل ٦٠% من المجتمع.اتذكر هذا وانا اراقب أحداث العراق بعد الاحتلال الغاشم المجرم وجلب مجاميع تاريخها عمالة للاجنبي، والقضاء على هوية العراق العربية ، وابراز مكونات اثنية ودينية وطائفية. بعضها مجهرية.لم نسمع بها.
وهكذا ظهرت أحزاب مختلفة النشاة والارتباط بالاجنبي بإعداد لا تصدق. فعبثوا في العراق منذ ٩ نيسان ٢٠٠٣م. لذا لم تعير تلك الاحزاب أهمية للعراق، بل سرقة ونهب وتدمير ما بني، ولا سيما بعد ١٧ تموز ١٩٦٨م، بحجة العداء للنظام الوطني القومي، الذي اساء له أيضا من تسلط فرديا بعد ١٧ تموز ١٩٧٩م.
واليوم الصورة تمثل صورة أحزاب مصر قبل ٢٣تموز ١٩٥٢م كل حزب بما لديه من أجندة شخصية وتبعية اجنبية يتصارع، والعراق دمر تدميرا كاملا.شعب يعيش فقرا لم يمر في العراق في أسوأ الأحوال.وتدمير مؤسسات ولم يبن غيرها، أحزاب سرقت ثروة العراق، من حافي إلى صاحب قصور ومليارات الدولارات داخل العراق وخارجه ورجال دين يعبثون تجهيلا وتفقيرا ومرجعية اصل تكوينها بويهي صفوي فارسي.
وجيش دمج تخترقه تلك الاحزاب ، و مليشيات تابعة فكريا وسياسيا للأحزاب ولايران. فما هو الحل؟؟
ضمن تلك الحالة لا مجال الا توعية الشعب لعمل مثل الثورة الفرنسية ثورة شعب بقيادة عراقية للعراق مخلصة، وفق منهج وطني ودور عربي يقود إلى لم شمل العرب على طريق احترام سيادة الوطن العربي وبناء خيمة عربية تضم الأقطار العربية تحترم خصوصية كل قطر ضمن الخيمة.
لا أرى اي فائدة من اي نظام تقوده تلك الشلل الخاينة!للعراق وللامة العربية.
فيا شباب العراق كفي ضحكا عليكم، تلك أحزاب دمرت العراق تعمل للاجنبي، لا تغرنكم عناوين دينية يقودها عملاء للفرس او لتركيا او منهم للصهيونية عملاء ، أجمعواقدرتكم ولموا شملكم من أجل ثورةسلمية لا تنتهي الا بالقضاء على تلك العملية السياسية العميلة. واذا هناك لا مجال للسلطة فحق الدفاع عن الوطن واجب باي قوة متاحة.
ثم إيجاد نظام وطني عراقي عربي بقيادة شعبية جماهيرية ،لمرحلة انتقالية ٥ سنوات، تؤسس لنظام وطني قومي تعيد للعراق سيادته ودوره في محيط امته، مع دستور يعزز وحدة العراق وسيادته واستخدام ثروته لبناء عراق به نفتخر وللعرب قدوة وللعالم انموذج حضاري. غير ذلك لا مجال لأي تقدم وسط هؤلاء اللصوص.
عاش العراق موحدا لامته قدوة وللعلم انموذج للتقدم.
تحية لشهداء العراق عبر معارك الكرامة والسيادة الوطنيةوالقومية