مقالات

نحن مجتمع نحب الاحتفال!!

#الشبكة_مباشر_بيروت_خلود الوتار قاسم

نفتش عن مناسبة ونحتفل بها!!
ليس مهم أن تكون هذه المناسبة حقيقية بواقعها أم لا ولكن التاريخ يُذكِّرُنا بحصول هذه الواقعة ونتوهّم بأنها انفراج للوطن!!!
في هذه المرحلة من تاريخنا الحالي وفي خضم هذه الأوضاع السياسية والاجتماعية والصحية والبيئية والاقتصادية المتهاوية تجد اللبناني يحتفل بعيد استقلال والوطن لا يملك قرار واحد يستطيع أن يتخذه بنفسه ولنفسه ولكن…
إذا جردنا الوضع الإقليمي ومعظم دول العالم، كم من هذه الدول مستقلة حقيقة بقراراتها ومعظمها ترسي على شواطئها ترسانات عالمية مكشرة عن أنيابها في حال قررت أن تغير بسياسات مرسومة لها؟؟؟؟؟
فما بالكم بلبنان؟؟؟؟
هذا الوطن الصغير الذي يكاد أن لا يظهر بالعين المجردة على الخارطة الإقليمية فكيف به في الخارطة العالمية؟؟
باعتقادي أن لبنان هو بلد جبار بشعبه… نعم جبار بشعبه وطبيعة جينات هذا الشعب.. فمنذ أن خطط المخططون لهذا الوطن الصغير وركّبوه على هذا النحو والوطن يعاني من حروب ونزاعات ليس لها نهاية… لم يمر مثلا على حياتي يوم، وأنا قد تجاوزت الخمسين، لم يكن هنالك أزمة وطنية لم يعاني منها لبنان. ولكن في كل مناسبة نجد هذا الشعب يحاول أن يستمد من الضعف قوة فيسعى ليعكس صورة مشرقة عن وطنه فيقوم بالاحتفالات ويستغل كل مناسبة لكي يقول بأننا وطن جميل ونحن شعب نستحق الحياة!!!

فلا بأس ياوطني احتفل باستقلالك من المستعمر الذي لم يرحل عنك يوما!!!
فلا بأس يا شعب لبنان العظيم أحتفل بكل مناسبات السنة بالرغم من المآسي والحصار في أمنِك المعيشي!!!
لا بأس يا أهلي المهاجرين ابكوا حنينا لتراب لبنان!!!
لا بأس يا أولادي تعلموا في الخارج ولتبقى عينكم على الوطن!! لتبقى عيننا على لبنان فهو مهدنا ولا نريد غير أرضه لتضم لحدنا!!!!

ولكن ماذا لو لم يحصل #لبنان على الاستقلال من المستعمر الفرنسي؟؟؟
ماذا لو كان لبنان مازال تحت الاحتلال الفعلي والعلني!!! لنضع هذه الفرضية ولنفكر بمصيرنا!!

– كان الاحتلال رح يحط ايده على مؤسسات الدولة مزبوط، بس متأكدة إنه كان رح ينظمها ويخليها تمشي وتتطور وهذا أمر لم نعهده!!!
– كان الاحتلال رح يصادر خيرات الوطن لرجال أعماله صح، ولكنه كان رح يضطر يشغل أولاد الوطن لكي يحمي حاله.
– كان لبنان خال من الزبايل يللي على كل مفرق ويللي بيكب زبالة على الأرض بيتعاقب وهيدا مش محبة فينا بس خوفة على عائلاته… يعني على القليلة عندهم وعي إنه الأذى والإهمال ممكن يصيبهم..
– كنا على القليلة لما بتتعين مناصب بنعرف بكل وضوح وصراحة إنه القرار راجع للفرنسي مش للمجهول وبعدين بننفصم وبنقول صُنع في لبنان …
– كان رح يضم نساء في مراكز القرار على الأكيد حفاظا على ماء الوجه تجاه المجتمع الدولي …
كان رح يفتش على القدرات ويبني عليها صحيح لمصلحته الوطنية بس مش رح يقمعها للمصلحة الشخصية…
– كان اللبنانيون مش مضطرين يتبهدلوا على أبواب السفارات لأنهم كانوا رح يكونوا ضمن الشينغن….
– كانت العائلات الفقيرة مش مضطرة تغامر برحلة بحرية وتخسر معظم أفرادها لتوصل لدول قد تحترم حقوقها الانسانية ولتعيش حياة أفضل.
– كان الشعب مضطر يحترم قانون السير لأنه ضمن القانون العام ويللي بوَدّي للتوفير علينا خسارة أولادنا على الطرقات..
– كانت المرأة اللبنانية التي تتزوج غريب تعطيه الجنسية الفرنسية وليست بحاجة أن تتذلل للسلطة للحصول على حقوقها.
– كان الرجل الذي يقتل زوجته بفورة غضب يحكم عليه بالإعدام ومش بيتسامح لأنه عم يحافظ على شرفه…
– كانت حدودنا واضحة ويسيطر عليها الفرنسي لمصلحته صحيح ولكن تحت السيطرة ولا يسمح التعدي عليها…
– كانت الكتل والمجموعات التي تهدد حياتنا تحت عنوان الطائفة تذوب في مواجهة الاستعمار ونصبح على الأغلب مجموعة واحدة…
هذا لا يعني أبدا ابدا أنني أوحي بأن الاستعمار خير من الاستقلال ولكن إذا كنا:
– في ظل سلطة تمدد لنفسها ضاربة بعرض الحائط كل القوانين المرعية غير مهتمة بالدستور وقدسيته…
– في ظل سلطة بترجع كل ما بيقرب أي استحقاق وبيصير عليه نزاع بنرجع بيخوفونا من حرب وشيكة… يللي هيدا الشبح مش عم يروح من مخيلتنا… بالإضافة إلى الشعور الذي يعملوا على تعزيزه في نفوسنا إنه جارنا يللي عشنا معه كل حياتنا هو عدوّنا اللدود…
– في ظل بلد تأملنا بعهد جديد بعد انتخاب الرئيس …ولكن اتضح بأنه عهد لم ينجح في إدارة البلد ومعالجة الأزمات ومحاسبة الفاسدين كما وأنه مارس عظمة الأنا أو لا أحد في أكبر تجلّياتها، بالإضافة إلى تزامن الاستحقاقات الدولية والاقليمية والتي لم ينجح في التعامل معها لا بل ضاعف الضغوطات الدولية علينا فأوصلنا إلى عقوبات حرمتنا الحياة وشرّدتنا ودمّرتنا….
كل هل القصص هي شيء ومسرحيات تشكيل الدولة هو شي آخر صار حقيقة بيلعّي النفس فمثلا لما بيعزبوا حالهم وبيحاولوا يألفوا حكومة بنرجع بنلاقي أن الوجوه نفسها والتي تعبنا من تكرارها هي يللي بتكون مطروحة لتتسلم وزارات حياتنا وكل فئة منهم تتصارع على الوزارات المحترمة السيادية وكأن هذه الوزارات وكل خيرات الوطن هي ملك أبوهم وليست ملك هذا الشعب. هذا يريد وزارة الدفاع وكأن الدفاع عن الوطن مختص بفئة معينة وذاك يريد وزارة الصحة وكأن الصحة هي لفئة واحدة وليست لكافة اللبنانيين إلخ إلخ….. نتمنى في هذه المرحلة الحساسة في تاريخ الوطن أن يتصالحوا مع أنفسهم وكفى دمارا لهذا الوطن الرهين لشجعهم وأنانيّتهم 🤔..
– نحن حاليا في ظل سلطة تؤمن بأن المرأة اللبنانية هي محصورة في إطار مرسوم لها وليس من المفروض أن تخرج منه فهي الأنثى ال poupe .. ولا ينتبه أن المرأة هي أمه وأخته وزوجته مما يجعلهن في هذا الإطار أيضا.
– في ظل سلطة تؤمن بأن المرأة اللبنانية ليس لها حقوق سياسية، ومشاكلها مع الأحوال الشخصية حدث ولا حرج.
– في ظل سلطة نصف الشعب محسوب عليها ولكنه يعاني والنصف الآخر دون مستوى الفقر يشحذ للأسف لقمة حياته…
– نحن في ظل سلطة أنا فيها لست سوى رقم أهم شي فيني قيد نفوسي وانتمائي الطائفي..
– في ظل سلطة آكلة الوطن يللي “كلنا له” مابعرف شو يعني هيدا المصطلح وكيف ممكن تترجم على الأرض…
– في ظل سلطة مقسمة فئات وكل فئة بتهددنا بالحرب كل مادق الكوز بالجرة!!!!
– نحن في ظل سلطة كمان ما بتقدر تحمي نفسها خارج حدودها وتُستعمل دائما لحسابات إقليمية أم دولية..

اعتذر كثيرا عن الإطالة ولكن الكلام لا ينتهي عند هذا بس بشرفكم مش حلو عيد الاستقلال والحرية من الفرنسيين؟؟؟؟؟
بهذه المناسبة اتمنى أن يأتي اليوم الذي نرى فيه استقلال حقيقي على أرض هذا الوطن لكي يكون للاحتفال معنى أصيل!!!
خلود 22/11/2020

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى