مقالات

أشكال و أنواع المناهج و تطورها

#الشبكة_مباشر_بغداد_أ . د كاظم المقدادي

لابد من التأكيد على ان فكرة اجمع عليها معظم العلماء و الخبراء في الحقل الإعلامي وهي “ان البحث العلمي ، يعد المصدر المناسب والوحيد لإنتاج المعرفة الإنسانية “، وان هذه المعرفة تتأثر بشكل مباشر بالطرق والأساليب التي تصنعها ، وايضاً بتحولات البيئة مجال البحث،.وبنوعية وشكل العينات وتقصي مقدار درجات الصدق ، التي تعبر عنها من خلال ما تتركه من اجوبة تترك على مساحات ورقية من الاستبانة العلمية .

من هنا ظهر تزايد في الوعي بأهمية دراسة النظم الكلية ” Macro Levele “التي ذكرتها الباحثة المصرية د عايدة إبراهيم السخلي .
في مكان آخر ، طرح مركز الجزيرة للبحوث العلمية :

فكرة رسم مسارات جديدة مناسبة لكي تشكل مدخلا مناسبا لرسم الاتجاهات ، وتطوير المهارات في أصول البحث العلمي في العالم .
وكما اشرنا فأن البحث العلمي بشكله العام هو ( اجراء منظم يهدف إلى الوصول إلى نتائج علمية مقنعة ) من خلال قاعدة بيانات يعتمد عليها عادة في اي اجراء بحثي متقدم .

هناك بعض الإشكاليات ، تتعلق بأعتماد المنهج الوصفي الكمي بشكل واسع وكبير ، في معظم الجامعات وكليات ومعاهد وافسام الإعلام في الوطن العربي ،، وهذا وحده يجعلنا امام عمل روتيني ، يعطل عقول طلبة الدراسات العليا ، وتبيًن لنا ان نتائج هذه البحوث كثيرا ما تنتهي الى نتائج متقاربة ، والسبب له علاقة بعدوى الأخذ من البحوث القديمة ، او الاعتماد على شكل ونوع البحوث الحديثة المتقدمة ، دون تجاوز العيوب التي تصاحب تطبيقات المنهج الوصفي الكمي ، منها نسخ الجداول ، ونمطية وضع الاسئلة على أوراق الاستبانة ، دون النظر في الاختلاف الحاصل بطبيعة البيئة البحثية ، وحجم العينات العشوائية او القصدية.

وفيما يتعلق بالمنهج الكيفي ،، في شكله الرصدي والتحليلي ، فهو الاخر لم يوفر لنا ننائج حاسمة ومبهرة ،، بسب إهمال الفرضيات ، ووجود خلل في نزاهة الباحث وميوله الشخصية في توجيه دفة و طبيعة البحث .

وفي تقصينا للاتجاهات العالمية لتطوير البحوث الإعلامية ،، وجدنا ان العلوم التجريبية القائمة على الملاحظة اليومية الدقيقةً ، دخلت بقوة كاتحاهات حديثة في كتابة البحوث الإعلامية ،، على الرغم من انها تلغي الفرضيات ، وتهمل طرق القياس ، ولا تقيم وزنا للفرضيات ،، وتتجاهل التأمل العقلي .

واذا غادرنا المناهج الوصفية الكمية ، التي تؤكد على وصف الظاهرة كما كانت في وقت الدراسة ، دون النظر الى متغيرات الدراسة وسقوفها الزمنية ، وتركنا المنهج الكيفي النوعي ، بسبب من نقص في ادواته العلمية واجراءات البحث ، ولم نجد اهمية قصوى في تطبيقات المنهج التجريبي .. فلا بد من البحث عن منهج علمي آخر ،، لا يعتمد على جمع المنهجين الوصفي الكمي مع الكيفي النوعي ، ولا يرتهن إلى النظريات الاولى التي حددت مساراالاتحاهات التجريبية ،، فنحن اليوم امام جدية الطرح والبحث عن (منهج رابع ) يتناسب وطبيعة التطورات السريعة والمذهلة في تكنولوجيا الاتصال ،، ويتلاءم و المتغيرات الاجتماعية السريعة والمذهلة بفعل الثورة الرقمية .

الحقيقة .. ان جميع المناهج العلمية اعتمدت بالأساس على علم الاجتماع ،، وليس على العلوم الانثروبولجية الحديثة ، وقد لا حظ الباحث في تقصيه المستمر الذي اجري على مراحل زمنية مغايرة ، ان هناك دراسة جديدة أطلق عليها ( التتبعية) تعمل على تفكيك المتغيرات الأساسية للظاهرة موضع البحث بطريقة وأسلوب استقصائي .
ان القراءات الأنثروبولوجية ، تدعونا لتطبيق هذا العلم الحديث على جميع البحوث والدراسات الإعلامية ، والمؤكد ان النتائج ستكون مبهرة ، لان الباحث سيكون هو المعني الوحيد بإنتاج هكذا بحوث ، مستخدما ادواته البحثية الجديدة ، ومثابرته الجادة والمستمرة للحصول على نتائج بمصداقية عالية .

لقد وجدنا ان الذين عملوا وفق هذا المنهج العلمي ، قد وصلوا إلى نتائج مذهلة تغنينا الاعتماد على المناهج الجاهزة والمعتادة واستخداماتها بشكل مستنسخ ، مبتعدة عن جدوى الابتكار ، والتطور المنهجي العلمي المستمر الذي هو سمة البحوث الجادة والمفيدة .

لقد ظهر استخدام المنهج (الانثروبولحي البيئي ) في فرنسا ، وكان الفيلسوف غوستاف لوبون من رواد استخدام هذا المنهج الحديث .
وفي وقت لاحق ،، برز الفيلسوف الفرنسي كلود ليڤي شتراوس ليقدم لنا نتائج مبهرة في بحوثه الأنثروبولوجية ، من خلال اقامة شخصية في بيئة البحث المراد تطبيقاته ، بتوفر كبير لمجتمع البحث في عيًناته المختلفة ، وكانت البرازيل والأمازون وجهته الاولى ، التي استمرت لعشرين سنة كاملة .

هذه المعايشة الأنثروبولوجية البيئية الطويلة ،، هدفها المراقبة عن كثب ، مختلف التحولات الاجتماعية بشكل يومي مع تسجيل يوميات الدراسة بشكل فطن ويقظ .
الثابت ،، ان علم الأنثروبولوجيا ، يساعدنا على تجاوز كل العيوب التي وجدناها في المناهج الوصفية والكيفية والتجريبية ،، لكن مشكلة هذه البحوث الأنثروبولوجية ،، تحتاج إلى سنوات طويلة ومضنية من البحث والتنقيب ، بهدف تحقيق دراسة تقترب بحق وعلم ، إلى عمل المنقبين عن الاثار .

لكن من نافلة القول ان نذكر ،،، ان هكذا دراسات جدية وجادة ، قد لا تتناسب في سقوفها الزمنية وطبيعة الوقت الذي يمنح عادة لطلبة الدراسات العليا ، من الذين يرومون الحصول على الدرجة العلمية بوقت تحدده الجامعات والكليات بشكل ثابت ، ويكون عادة مناسبا لطموح عموم الطلبة الراغبين في التوظيف السريع والدخول في معترك الحياة .
في نهاية المطاف ،، لابد من الاعتماد و الأخذ بعلم الأنثروبولوجيا ، لتحقيق النتائج النافعة التي يوفرها هذا العلم ، ولتطوير الاتجاهات والدراسات العالمية الجديدة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى