ذكرى عزيزة ينكر عزها بعضنا 14 تموز 1958 الإثنين 6 صباحآ
#الشبكة_مباشر_أبوظبي_أ د.علي عطية عبدالله الرفاعي

بسم الله الرحمن الرحيم
كنتم خير امة اخرجت للناس ،تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
اقول هذا لاذكر بقول الله في هذه الامة، فهي امة شرفها الله تعالى ، كلف ابنا من أبنائها لحمل رسالة الاسلام ،خاتم الاديان، الى الانسانية، وبدات الرسالة وسط قهر وظلم الطغات، من كبار الامة، حتى مكن الله تعالى انسانا من توحيد الامة لبناء دولة بميثاق سمي صحيفة المدينة ،وحول اسمها من يثرب الى المدينة اي مدنية التصرف ، السلم اولا والحرب دفاعا. او تحريرا لاجزاء امة يستعمرها روم وفرس.
فابناء هذه الامة تربوا على العزة والسيادة ،اعزهم الاسلام وعزز فيهم قيما حكيمة انسانية.لكنها مرت بتاريخ طويل، فيه الايجابي والسلبي بحسب الطبيعة البشرية ، بحسب الظروف والزمان، ثم تقلد قيادتها بعد٦٥٦ عاما اقواما غزاة،بتواطيء من هم اعاجم او تبعا لهم مذهبيا كانوا ضمن المسؤولية، ثم مسلمون من امم اخري، ثم وقعت تحت استعمار معاد لها ثقافة وقيما. فجزاها وفقا لمصالحه ولاهداف قررها مسبقا،1907م، واغتصب جزء مهما منها اسكن فيه شذاذ افاق باسم حقوق تاريخية اساسها خطا.
وهكذا جيل العشرينات ورث حالة امة مجزاة الى دويلات، ثم في الثلاثينات بدا جيل متحفز لوحدة الامة وتخليصها من الاستعمار.تلك مقدمة لبيان مبررات ثورات او حركات تحررية تسعى لانتشال الامة من حالة شاذة. فبدات حركة تغيير في مصر 1952 م عسكريا بينت مبرراتها وطنيا وقوميا عام 1954 م، فالتفت حولها حركات التحرر العربي شعبيا وحزبيا قوميا.
والعراق لم يكن هادئا بل مر بحركات تحررية منذ 1920م ، ثم مظاهرات في الثلاثينات ضد النفوذ الانكليزي، ثم حركة 1941م. ثم مظاهرات 1948م ،اذن لم يكن الوضع وضعا مقبولا شعبيا.
ثم جاء تأميم قناة السويس تشرين 1956م، فظهر موقف الحكم الملكي بمواقف لا وطنية ولا قومية، بل لعب نوري السعيد دورا في تحريض بريطانيا لضرب مصر واسقاط التأميم وناصر( مذكرات ايدن / رئيس وزراء بريطاني).
بل ساهمت طائرات الانكليز في الحبانية بقصف السويس عام 1956م، وكان العراق منشغلا باحداث المجر( هنغاريا) ضد السوفيت وقتها ،وكان لا يهمه عدوان ثلاثي على مصر وهو عدوان بريطاني فرنسي صهيوني ، ثم حلف بغداد يضم ايران وتركيا وبريطانيا وامريكا ضد الشيوعية، ولا اهتمام بشؤون الامة. والكلام عن هلال خصيب يضم دولا اجنبية.
وقتها كان الشعب العراقي يغلي غضبا بل عمت المظاهرات العراق ووقع شهداء في بغداد واوقفت الدراسة.١٩٥٦م.
كان موقف العراق ثجاه العدوان على مصر اساس تحرك الجيش وانبثاق لجان للضباط الاحرار وتاليف جبهة الاتحاد الوطني من البعث والشيوعي والاستقلال والوطني الديمقراطي وحركة القوميين العرب.
تلك مقدمة تاريخية تبين لماذا كانت ثورة 14 تموز1958م، ليست مزاجا فرديا لعسكري او مدني، بل اجماع شعبي مع جيش تقوده حركة للضباط الاحرار وفق منهج واهداف واضحة وطنيا وقوميا.
اقول هذا التاريخ الموجز لاجيال لم تعش المرحلة بل تقرا ما كل يكتب بحسب رايه وهواه. والله شاهد اني لم اقل الا ما كان واقعا عراقيا وعربيا وقتها يوم كنت ناجحا للسنة الثانية في الكلية، وكنت نشطا وطنيا وقوميا منذ ١٩٥٤م.
وكان هناك تنسيق بين جبهة الاتحاد الوطني وبين الضباط الاحرار. يومها كان القرار ايًّ جيش يتحرك يمر خلال بغداد باتجاه الاردن، يسيطر الجيش على بغداد وتعلن الثورة، وخاصة من محافظة ديالى الى الاردن، وقتها كانت المؤامرات تحاك ضد الجمهورية العربية المتحدة حديثة التكوين، يقودها نيابة العراق والاردن ولبنان تحت إمرة الغرب،
وهكذا كان القرار ارسال اللواء العشرين بأمرة عميد من غير الضباط الاحرار، مساعده العقيد عبد السلام عارف، صديق قاسم ايام حرب فلسطين، فنصح عارف امر اللواء ان ينتظرهم في الرمادي. وعادة اذا تحرك جيش خلال بغداد لا يزود بعتاد لاسلحة يحملها، فكان البعث من زودهم ببعض العتاد في بساتين بين خان بني سعد وبغداد الجديدة.وهكذا تمكن الجيش من السيطرة على بغداد ويقرا البيان الاول العقيد عارف من اذاعة بغداد الساعة ٦ صباحا وقتها كنت فاتحا الراديو اسمع الاخبار عربيا، فاذا بالبيان وفيه اسباب واهداف الثورة وطنيا وقوميا واضحة. اما قاسم للتاريخ كان حديث الانتماء للضباط الاحرار( ويظهر دسه الانكليز لاسباب ذكرتها مرارا وموثقة، رجل الانكليز)، فقد التحق باللواء العشرين يقود لواء التاسع عشر ،اتيا من ناحية المنصورية من ديالى، بالثورة على اساس احتمالين ان فشل عارف فسيظهر مقاومة للثورة ،وان نجح يكمل معه السيطرة ودخل بغداد الساعة عشرة صباحا.
وقرر عارف وقاسم تقاسم السلطة بحسب الرتب فقاسم زعيم( عميد) وعارف عقيد. فاعلن قاسم قائدا وعارف نائبا،وخالفا الضباط الاحرار بانشاء مجلس قيادة الثورة. وكان عارف مطيعا لامره في فلسطين قاسم.
وهكذا بدات اول نقطة خلل في مسيرة الثورة. اما ما حدث للعائلة المالكة كان مؤسفا بسبب سلوك عبد الاله وخداعه، وما حصل للباشا!! انسانيا لا يجوز لكن اعدامه حتمي لما ارتكبه سياسيا من افعال منكرة.
كانت ثورة شعب وجيش لها مبرراتها وطنيا وقوميا.
لكن تبين ان قاسم كانت لديه مهمة لا يصدقها احد ،فهو مقرب من الباشا ومن الانكليز ، تمكن من الاندساس في حركة الضباط الأحرار، ناجي طالب رحمه الله من ادخله، وعارف علاقته حميمة معه، فهو امره في فلسطين، والانكليز يفتشون عن وضع يجابه ناصر والحركة القومية تحت راية ثورية، وهكذا نجح الانكليز ، لغباء عارف، ثم موقف الشيوعيين المعادي للوحدة حتى في سورية، وكذلك الوطني الجادرجي، وسذاجة عارف انحرفت الثورة وحدث ما لا ينكره عراقي منصف من ارهاب وقتل واعدام مارسه الشيوعيون مع الاسف اسس لكل ردود فعل وتقسيم للشعب،فالثورة كانت حقا لها مبرراتها ، تامر عليها الانكليز ودمرها الشيوعيون والشعوبيون وعاطفة الحركة القومية تصرفا وسذاجة عارف.
في ضوء تعقيبات الزملاء على ما نطرحه في كل مناسبة للثورة، وددت بيان لماذا نستذكر المناسبات المهمة في حياة الوطن ، فالبعض يتعمد مغالطة الواقع متأثرا بواقع مؤلم اليوم، فيوهم اجيالا ولدت بعد 1954م وحتى1960م، لم تعش حقيقة اسباب الثورة،14 تموز 1958م، وطنيا وقوميا، ثم حقيقة احداثها، حتى ١٩٦٣م ولماذا حدث ٨ سباط ١٩٦٣م ولماذا البعض يتهم ذلك باتهام احداث مؤلمة هو بداها ، ولماذا فشلت ٨ سباط وما تلا ثم ١٧ تموز ١٩٦٨م، خاصة وهناك من لا زال يكتب ويدعي خلافا للحقيقة، فيوهم الاجيال التي لم تعش الاحداث وعيا لعمر او لظرف ما، لذا واجب من فعلا عاش الاحداث متفاعلا معها بامانة ان يوضح الامور خدمة للحقيقة، فتلك قضايا مهمة طالما البعض يحاول تشويه الحقيقة ولم يتعظ، تلك مسؤولية وطنية قومية انسانية. في زمن تسود فيه المغالطات والسلوكيات غير الانسانية عموما. كما ان نظام وطني قومي بعد ١٩٦٨م بكل منجزاته الكبيرة ينكره اعداء وعملاء خونة، لا يتركون الحديث غشا لجيل عمره ٢٥ عاما. لان فلان اخطا او اساء التصرف. ونحن نعيش زمن المغالطات والافتراءات.يعيشه سياسيا مجاميع فساد وخيانة لثورة ١٧ تموز ١٩٦٨م. وبقايا ارهابي ما بعد ١٩٥٨م.خونة ميثاق وطني قومي وجبهة وطنية قومية تقدمية.بعد ١٩٧٢م.
تحياتي لمن يفكر بعقل لا بعاطفة. او لكره لمسؤول.
ابو ليث
14تموز 2024م.