مقالات

“Tidelag” العلاقات الجنسية مع الحيوانات في السويد: تاريخ مظلم و نهج حديث للعلاج

#الشبكة_مباشر_ستكهولم_الكاتب فاروق الدباغ

تُعدّ العلاقات الجنسية مع الحيوانات، والمعروفة في السويد باسم “Tidelag”، موضوعًا حساسًا ومعقدًا له تاريخ طويل ومظلم في البلاد. كما هو الحال في العديد من الثقافات، كان هذا السلوك يُعتبر في السويد قديمًا خطيئة وجريمة يُعاقب عليها بشدة. خلال العصور الوسطى وحتى القرن التاسع عشر، كانت العقوبة تصل إلى الإعدام، وخاصة خلال فترات محاكمات السحر والتأثير الديني القوي.

التطورات التشريعية

شهدت التشريعات السويدية المتعلقة بالسلوك الجنسي مع الحيوانات تغيرات كبيرة على مر العقود. في عام 1944، ألغت السويد تجريم هذا الفعل، مما جعله قانونيًا لفترة طويلة. ومع ذلك، في عام 2014، أعيد تجريمه مرة أخرى. كانت دوافع إعادة التجريم مرتبطة بحماية الحيوانات من المعاناة والاستغلال، مما يعكس تغيرات في الوعي المجتمعي حول حقوق الحيوان والرفق به.

الجوانب النفسية والسلوكية

العوامل الكامنة وراء السلوك

تتنوع الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك، وقد تشمل عدة عوامل نفسية واجتماعية. من بين هذه العوامل:

1. الاضطرابات النفسية: يمكن أن تكون العلاقات الجنسية مع الحيوانات نتيجة لاضطرابات نفسية معينة، مثل اضطراب الشخصية.

2. مشاكل النمو: قد يؤدي نقص التفاعل الاجتماعي أو التربية غير السليمة إلى تطوير هذه السلوكيات.

3. التجارب الصادمة: يمكن أن تكون تجارب الطفولة الصادمة عاملاً محوريًا في تطوير هذا السلوك.

4. البعد الجنسي الشاذ (البارافيليا): بعض الأفراد يشعرون بانجذاب جنسي نحو الحيوانات، وهو ما يُصنف كحالة جنسية شاذة تتطلب معالجة متخصصة.

العلاج النفسي المعرفي

دور العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من الأساليب الشائعة والفعالة لعلاج الشذوذات الجنسية، بما في ذلك السلوك الجنسي مع الحيوانات. يركز هذا العلاج على تحديد وتغيير الأنماط الفكرية والسلوكية السلبية. يتضمن العلاج السلوكي المعرفي عدة مكونات، منها:

1. إعادة الهيكلة المعرفية: تهدف هذه التقنية إلى تعديل الأنماط الفكرية والمعتقدات الخاطئة المتعلقة بالتفضيلات الجنسية. من خلال جلسات العلاج، يعمل المعالج مع المريض على تحدي وتغيير الأفكار غير الواقعية أو الضارة.

2. العلاج بالتعرض: يتمثل هذا العلاج في تعريض الفرد تدريجيًا للمواقف التي تثير رغبته في السلوك الشاذ. الهدف هو تقليل القلق والسلوكيات القهرية المرتبطة بهذه المواقف. يتم ذلك بطريقة ممنهجة وتدريجية تحت إشراف معالج متخصص.

3. تطوير المهارات الاجتماعية والتعاطفية: يساعد هذا الجانب من العلاج الأفراد على تطوير علاقات صحية مع البشر بدلاً من الحيوانات. يتم التركيز على تحسين التواصل والقدرة على بناء علاقات إنسانية سليمة ومستدامة.

4. الوقاية من الانتكاس: يتمثل هذا الجانب في تطوير استراتيجيات لمنع الانتكاس. يتعلم الأفراد كيفية التعرف على المحفزات والمواقف الخطرة والتعامل معها بطرق بناءة تمنع العودة إلى السلوكيات الشاذة.

النظرة المجتمعية والعلاج الحالي

في السويد اليوم، يبقى الحديث عن السلوك الجنسي مع الحيوانات موضوعًا نادرًا ومشحونًا بالوصمة والعار. ومع ذلك، تتزايد الجهود لفتح الحوار حول هذه القضية من منظور صحي نفسي بدلاً من العقابي فقط. العلاج للأفراد الذين يطلبون المساعدة يركز بشكل كبير على الجوانب النفسية، مع التركيز على العلاج السلوكي المعرفي لمعالجة الأسباب الجذرية للسلوك وتغييره.

يتبنى المجتمع السويدي نهجًا أكثر تطورًا في التعامل مع هذه القضايا، حيث يتم التركيز على إعادة التأهيل بدلاً من العقاب البحت. هذا التحول يعكس فهماً أعمق لأهمية الصحة النفسية في معالجة السلوكيات الشاذة وتعزيز رفاهية الأفراد والمجتمع ككل.

خلاصة

تظهر معالجة السلوك الجنسي مع الحيوانات في السويد تطورًا من العقوبات الصارمة إلى نهج أكثر تركيزًا على العلاج والفهم. يلعب العلاج السلوكي المعرفي دورًا مهمًا في مساعدة الأفراد على التغلب على مشكلاتهم، مما يعكس رؤية حديثة لحقوق الإنسان والحيوان، وأهمية التوجه العلاجي بدلاً من العقابي في التعامل مع مثل هذه القضايا الحساسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى