بايولوجيا ،،اليقظة مطلوبة والنوم من ضرورات الحياة لكل الكائنات الحية،،وان مايجمع اليقظة والنوم في معادلة واحدة هو المهم وبيت القصيد.وهناك الكثير من الوصفات الطبية والمجتمعية التي تؤكد على ضرورة اجراء التوازن المطلوب لتحقيق اليقظة في اوقاتها المحددة والمفيدة الى جانب اخذ قسط من راحة النوم لكي تعمل الخلايا الجسمية على اعادة توازنها ونشاطها وتنعم بالخير والصحة والرفاهية وتزداد كفائتها لكي تستمر بالحياة.
فلو بدأنا بالنوم فهو حالة طبيعية يمكن ان تسترخي فيها العضلات وتنقطع صلة الجسم بما يدور حولها من منغصات ومحفزات ،فهو يعبر عن الراحة يتمكن الجسم من خلالها من استعادة وتعويض مايفقده من طاقة نتيجة لحركته اليومية خلال ساعات العمل او الرياضة، فهو عملية فسيولوجية ترتبك بنقص الأدراك ، ولكن من الاساسيات في النوم لابد من التفرقة بين النوم والغيبوبة ، ففي حالة النوم تتوقف تقريبا مراكز الدماغ العليا وهي تلك المراكز المتخصصة بالادراك والتمييز والتفكير ،،واهم وظيفة هي الاستجابة للمؤثرات الخارجية بردود افعال تتناسب مع تلك المؤثرات وتمتزج بها خبرة الشخص وتجاربه السابقة .
وللنوم مراحل تبدأ بالنعاس ثم النوم البطيء ثم نوم حركات العين السريعة ثم يغط الجسم بنومه وتبدأ مرحلة الشخير التي تتناسب نغماتها واصواتها ومقاماتها مع مايعانيه الشخص من كبت وحرمان وحسرات. ولهذا نلاحظ بأن النعاس من اهم مراحل النوم وبدايته ،فكلما تم توظيف مرحلة النعاس وبشدة فاننا نحصل على نوما رغيدا ينعم الراحة والاستجمام.وهناك اوضاع عديدة للنوم، فهناك الطريقة العسكرية التي تعتمد على ان يقول الشخص كلمة ” لاتفكر ” مرارا وتكرارا حيث يؤدي ذلك الى نوما سريعا خلال عشرة ثواني، وهناك النوم على البطن ونوم على الظهر ، لابل هناك النوم وقوفا فلاتدري ان الشخص في حالة صحو ام انه يغط بنوم عميق، وهناك النوم العميق حيث يكون الجسم مسترخيا بالكامل ولايمكن ايقاظه الا بزلزال ارضي او قنبلة متعددة الانفجارات ، وهناك ايضا النوم الكلاسيكي عندما يكون التنفس بطيئا ولاتوجد اي حركة للعيون وتنخفض به درجات الحرارة، وهناك النوم الحالم والنوم المتقطع والنوم الذي يرافقه البكاء والنوم الذي يرافقه صك الاسنان والشد عليها باحكام.
اما اليقظة ، وما ادراك ما اليقظة، فهي حالة دماغية يكون فيها الشخص واعيا ومدركا ومشاركا ومستجيبا لكل الأفعال وردود الافعال السلوكية والمجتمعية والمعرفية والترفيهية والسياسية ، وبهذا عندما يكون الشخص يقظا فانه يتأمل ويأكل وطريقة تنفسه صحية وطبية وخياله واسعا ، وبهذا فان اليقظة حالة دماغية شأنها شأن النوم ولكن باختلاف الاستجابة للمحيط الخارجي، لأن اليقظة تعمل على تنشيط الاعصاب لتستجيب لكل ما هو حولها من تأثيرات سلبية او ايجابية ، فكلما زادت فترة يقظة المخ كلما زادت معدلات الأطلاق المتزامنة للخلايا العصبية . وهناك عدة تمارين لليقظة منها مراقبة المشاعر والاحاسيس حيث تعد من اهم خصائص اليقظة حيث يتم تحديد نوع المشاعر وتفصيلها وتبويبها لكي تتم الاستجابة لها بطريقة سليمة.
مشكلتنا السياسية العريقة في بلدنا هي مشكلة خلق التوازن بين النوم واليقظة، فقبل اكثر من عشرين عامل كان الشعب يعيش حالة يقظة مستمرة ولايعرف النوم بتاتا، حيث استمر متيقظا ويحلم وهو صاحي بأن ثروات البلد ستؤول اليه وان حاله سيكون افضل من حالة النوم التي كان يعانيها لعقود من الزمن، حيث وصلت اليه مجموع من العقول الساحرة التي بخت في وجهه الأمال والثروات وظل يهلهل ويرقص على انغام تلك السيمفونيات ،ولكن تبين له بعد اشهر وسنين ان تلك السيمفونيات كانت مصحوبة بغازات مخدرة ادخل النوم الى عينيه وظل يغط ويشوخر بينما يعيش افراد فرقة السيمفونيات في يقظة تامة، فهيهات ان تخرج قطرة نفط الا ويجتمع اعضاء الفرقة ويتقاسموها، ولايصل دولار الى الخزينة الا بعد ان يتم تخصيص الجيب الذي يجب ان يستلمه. معادلة ميؤس منها ، سلطة عامرة باليقظة تعمل على استمرار نوم الشعب .