رحيل الكاتب و الصحافي و السياسي الفلسطيني المعروف بلال الحسن اليوم الخميس في باريس
#الشبكة_مباشر_باريس
توفي اليوم الخميس، في العاصمة الفرنسية باريس، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأسبق، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، الإعلامي بلال الحسن.
ولد بلال الحسن عام 1939 في حيفا، وعاش متنقلاً في الشتات بين عواصم عديدة، منها بيروت، ودمشق، وتونس، والرباط.
ويُعتبر الحسن من جيل الصحافيين الذين أسسوا الصحافة العربية. إذ كان من مؤسسي جريدة “السفير” اللبنانية عام 1974 مع الصحافي الراحل طلال سلمان، وعندما أنهى دراسته الجامعية، كتب في جريدة “المحرر” التي كان يرأس تحريرها الروائي الشهيد غسان كنفاني. وكتب في مجلة “الحرية” التي كانت تصدرها حركة القوميين العرب من بيروت، وكان يديرها السياسي محسن ابراهيم.
وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982، اضطر لمغادرة بيروت والاستقرار في دمشق، ومنها انتقل إلى تونس ليصبح رئيسا لتحرير صحيفة “اليوم السابع”، التي عرفت بمشاركة كتّاب وشعراء عرب وأدباء ومفكرين معروفين، منهم جوزيف سماحة، ومحمود درويش، وإميل حبيبي، وسميح القاسم، وشاكر مصطفى، وحسن حنفي، ومحمد عابد الجابري، وطارق البشري، وصلاح محمد ابراهيم، وأنور عبد الملك، وبرهان غليون، ومحمد الباهي.
عام 1991 عمل الحسن في صحيفة “الحياة” في لندن، ثم أصبح كاتباً في صحيفة “الشرق الأوسط”، قبل أن يباغته المرض فتوقف عن الكتابة والنشاط السياسي واستقر في الرباط وباريس إلى أن توفي. ومن مؤلفاته “قراءات في المشهد الفلسطيني: عن عرفات وأوسلو وحق العودة”، “ثقافة الاستسلام” و”الخداع الإسرائيلي رؤية فلسطينية لمفاوضات كامب ديفيد وتوابعها”.
ونعى كتاب وصحافيون فلسطينيون وعرب رحيل الحسن وكان حزن أصدقائه وزملائه خاصة في الرباط الذين وصفوه بأنه فلسطيني مغربي، بحكم إقامته وأيضا جنسيته، وكتب الأديب أحمد المديني تدوينة نعي حزينة على هذا الفقدان، ومثلها دبجها الشاعر والصحافي عبد الحميد جماهري، وأخرى للإعلامي عبد الإله المنصوري، وتدوينات أخرى عديدة لكتاب ومثقفين وصحافيين مغاربة عبّروا عن حزنهم لرحيل «قامة إعلامية ونضالية عربية كبيرة» فيما خص الكاتب والسياسي بلال التليدي «القدس العربي» بتصريح حزين.
وتداولت بعض المواقع الإخبارية المغربية خبر وفاة الراحل بلال الحسن في العاصمة الفرنسية باريس، وهو الذي كان قد أقام لسنوات في المغرب وحمل الجنسية المغربية، كما سيدفن في العاصمة الرباط، وفق رغبة عائلته بعد أن يتم نقل جثمانه خلال أيام قليلة مقبلة.
وكتب الأديب المغربي أحمد المديني، في تدوينة حزينة على فيسبوك: «وداعا صديقي وأخي الكبير بلال الحسن» وأضاف مشيدا بالراحل «مثلك صحافيا معلما، ومثقفا متينا، ومناضلا عتيدا، وإنسانا خلوقا رفيعا، لا يوجد منه اثنان ولا يتكرر» لذا، يؤكد المديني «رحيلك في هذا الزمن الدموي والموحش خسارة فادحة جدا».
أما الشاعر والصحافي عبد الحميد جماهري، فقد أعلن «رحيل الوطني الفلسطيني – المغربي بلال الحسن الذي تعلمنا منه التحليل والقراءة المعللة لأوضاع فلسطين، سليل أسرة مناضلة ضمت خالد وهاني وعلي وكلهم أحبة المغرب» وأوضح جماهري أن «بلال عاش معنا وبيننا طويلا وسيدفن في المغرب كما شاءت إرادة عائلته». وحسب مدير تحرير صحيفة «الاتحاد الاشتراكي» فقد «منحنا المرحوم ما لم يمنحنا غيره حين كان ينشر خربشاتنا وشطحاتنا على صفحات «اليوم السابع» الصادرة في باريس ونرى اسماءنا مدسوسة تجاور بخجل وافتخار سري العمالقة أمثال محمود درويش، أميل حبيبي، سميح القاسم، شاكر مصطفى، حسن حنفي، محمد عابد الجابري، طارق البشري، صلاح محمد إبراهيم، أنور عبد الملك، برهان غليون، محمد الباهي… وغيرهم كثير».
وفي تصريح خاص قال الكاتب والسياسي المغربي بلال التليدي، إنه «لا يسعنا إلا أن نقدم العزاء في شخصية فلسطينية عربية، وربما أستطيع أن أقول مغربية، كانت له بصمة كبيرة، سواء في خدمته للقضية الفلسطينية، أو دوره الصحافي الإعلامي من خلال تأسيس العديد من الصحف والمجلات الكبرى أذكر منها «السفير» و»اليوم السابع» ومشاركته في «الحياة» اللندنية، إضافة إلى كتاباته في عدد من الصحف». وبالنسبة للتليدي، فإن الراحل بلال الحسن، «انتمى إلى عائلته المعروفة برؤيتها التحليلية الموضوعية التي تضطر أحيانا إلى الانحلال من التزاماتها السياسية بحثا عن الحقيقة، وأبرز أنه في «هذا السياق، لا بد أن نشير إلى دوره الفكري النقدي والسياسي لمؤتمر أوسلو، وكيف كانت مقالاته قوية في هذا الإطار». وزاد التليدي موضحا، أن «الرجل كانت له رؤية خاصة في مجال النضال الفلسطيني، وكان يعرف على وجه التحديد الخطوط التي تدعم القضية» كما أنه «مع آرائه النقدية كانت له حظوة كبيرة لدى قيادات منظمة التحرير الفلسطينية» كما أن «الرجل كان من المؤسسين للعمل الوطني الفلسطيني النضالي الكفاحي، وموقعه أيضا في صناعة الرأي العام الفلسطيني بخصوص القضية».
وتابع الكاتب والسياسي المغربي التليدي حديثه عن الراحل، موضحا، أنه «في أواخر حياته اختار المغرب، واختار أن يتنفس هواء المغرب، لأنه شعر بمناخ أكبر من الحرية وأوسع من العلاقات الثقافية والفكرية والسياسية» لأن الرجل، يضيف المتحدث «كانت له علاقات داخل الخط الوطني الديمقراطي والإسلامي، وبقي محترما لكل هذه الفعاليات، وظل يحضرها ويشارك فيها، إلا أن ألم المرض دفعه بعيدا عن الساحة الفكرية والسياسية والإعلامية بشكل يمكن أن نقول معه، إن القضية الفلسطينية والعالم العربي فقد شخصية من كبار الشخصيات وقلماً من أهم الأقلام، ورؤية من أعمق الرؤى لخدمة القضية الفلسطينية والتنوير بالمسارات التي ينبغي أن تأخذها وانتقاد العقبات التي اعترضت طريق الكفاح».
وختم التليدي تصريحه لـ»القدس العربي» بالتأكيد على أننا نستشف أيضا من هذه الشخصية قدرتها على نسج العلاقات الواسعة دون استحضار أي أبعاد سياسية أو أيديولوجية، لأن الرجل كان يعيش من أجل قضية أمته، وكان يعرف بشكل دقيق المؤامرات التي كانت تحاك ضد الأمة، وكان يعرف أيضا مخاطر التجربة» وختم الكاتب المغربي بقوله «رحمة الله على بلال الحسن وعزاؤنا لعائلته الطيبة».
واستعرض الصحافي المغربي المهاجر في قطر عبد الإله المنصوري في تدوينة أيضا على فيسبوك، مسيرة الراحل بلال الحسن، وقبل ذلك وصفه بأنه من «أحد أبرز القامات الإعلامية العربية الذي ارتبط اسمه بتجربة مجلة «اليوم السابع» التي «اشتهرت بحوارها المثير بين فيلسوفين عربيين بارزين هما محمد عابد الجابري وحسن حنفي تحت عنوان (حوار المشرق والمغرب) الذي أنجزه الصديق فيصل جلول ونشر مضامينه في أكثر من كتاب في ما بعد».
سياسيا، أوضح صاحب التدوينة، أن الراحل بلال الحسن، «كان قياديا بارزا في منظمة التحرير الفلسطينية عضوا في لجنتها التنفيذية قريبا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقائدها التاريخي الحكيم جورج حبش. كما كان متحدثا جيدا يناقش قضايا التحرر الفلسطيني والعربي على الشاشات وفي المؤتمرات العربية». وعن أصوله، قال المنصوري، إنه «ينحدر من أسرة عربية عريقة من مدينة حيفا، قبل أن تجبر النكبة أسرته على مغادرة فلسطين. وقد أنجبت أسرته عددا كبيرا من القادة أبرزهما شقيقه خالد الحسن الذي كان مناضلا في صفوف حزب التحرير الإسلامي، قبل أن يصبح أحد مؤسسي حركة فتح مع الثلة الأولى بقيادة الزعيم الشهيد ياسر عرفات، ليصبح أحد أبرز منظري الحركة والناطقين باسمها، كما أنجبت شقيقه هاني الحسن الذي شغل منصب وزير داخلية في حكومة الوحدة الوطنية التي ضمت حركتي فتح وحماس بعد فوز الأخيرة بالانتخابات، والتي ترأسها القائد الشهيد إسماعيل هنية، قبل أن يقوم الاحتلال بتفكيكها» كما «عرف الراحل الكبير بانتقاداته اللاذعة لمسار أوسلو ونتائجها الكارثية على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وكتب عنها مئات المقالات ومجموعة من المؤلفات». وختم الصحافي المنصوري تدوينته بذكرى لقائه بالراحل «في الكثير من المؤتمرات والمحافل، حيث كان دوما محافظا على بوصلته الأخلاقية ورؤيته الواضحة، مبتعدا عن اللجاج ومناقشا لمخالفيه باحترام وتقدير» كما «كان الراحل معتزا بحمله للجنسية المغربية إضافة للفلسطينية، وقد قررت الأسرة نقل جثمانه للرباط ليوارى الثرى».
نعي حزين آخر جاء من فلسطين، وقّعه الشاعر مراد السوداني الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، معتبرا رحيله «خسارة كبيرة لفلسطين، وللكتّاب والمثقفين العرب، حيث إن الحسن شكل حالة توعوية صاعدة بتدبرها لتصويب الكثير من الأخطاء في مسيرة شعبنا، وكان مجتهدا في المجال السياسي وعارفا عميقا للسياسة الإسرائيلية وخباياها، محذرا من الكمائن الخطيرة التي ينصبها الكيان الصهيوني في طريق النضال الوطني الفلسطيني».
المصدر: القدس العربي