شارك باحثون من المعهد الملكي البلجيكي لعلم الفضاء اكتشافًا مذهلاً يفتح أبوابًا جديدة لتفهمنا عن كوكب الزهرة، حيث سلط الباحثون الضوء على زيادة غير متوقعة في وفرة نوعين مختلفين من جزيئات الماء – H2O وHDO – فضلاً عن نسبة HDO/H2O في الغلاف المتوسط لكوكب الزهرة، وهو اكتشاف يدعو إلى إعادة تقييم المعرفة الحالية بتاريخ الماء على الكوكب وأسباب قابليته للسكن في الماضي.
أظهرت الدراسة، التي نُشرت في المجلة العلمية Proceedings of the National Academy of Sciences، أن نسبة HDO/H2O في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة قد تجاوزت التقديرات السابقة بشكل كبير. فبينما كان يُعتقد أن هذه النسبة كانت أعلى بـ 120 مرة من تلك الموجودة على الأرض، تكشف النتائج الجديدة عن زيادة بمقدار عشرة أضعاف في تركيزات H2O وHDO مع الارتفاع من 70 إلى 110 كم في طبقة الميزوسفير، مما يرفع نسبة HDO/H2O إلى مستوى يتجاوز بمئات المرات نظيره على الأرض.
النتائج التي حصل عليها الباحثون باستخدام أداة SOIR (احتجاب الشمس بالأشعة تحت الحمراء) على متن المركبة الفضائية فينوس إكسبريس، والتي كانت تستكشف كوكب الزهرة من عام 2006 إلى 2014، أثارت الدهشة
بينما كان من المتوقع أن تنخفض وفرة الماء مع الارتفاع، أظهرت البيانات عكس ذلك تماماً، مما يعزز فكرة أن كوكب الزهرة ربما كان أكثر رطوبة في تاريخه مما كان يُعتقد سابقًا.
التفسير المحتمل لهذا الظاهرة يشير إلى أن التدمير التفاضلي لجزيئات الماء بسبب الإشعاع الشمسي قد يؤدي إلى هروب الذرات الأخف مثل الهيدروجين، مما يترك الديوتيريوم (D) خلفه، مما يرفع نسبة HDO/H2O في الغلاف الجوي العلوي.
المصدر:بلجيكا24
