شهد بلدنا العزيزخلال الفترة الصيفية الحالية موجة عاتية ومتميزة بدرجات الحرارة قد تكون هي الاولى خلال عقود ، مما اثر نوعا ما على سلوكيات افراده وتصرفاتهم مما حدى بالبعض منهم الى متابعة شغوفة لاخبار المناخ ودرجات الحرارة للاستزادة من بعض المفردات العلمية المستخدمة بهذا الشأن وخاصة مايتعلق بظاهرة الاحتباس المناخي الحراري.
الاحتباس الحراري بمفهومه العلمي يشير الى ارتفاع تدريجي بدرجات الحرارة في الغلاف الجوي نتيجة لتراكم غازات عديدة ومنها ثاني اوكسيد الكاربون حيث انه يتيح المجال لوصول اشعة الشمس الى سطح المعمورة مما يؤدي الى ارتفاع محسوس لدرجة الحرارة.
وهناك اجماع على ان ارتفاع تلك كمية تلك من الغازات يأتي نتيجة سوء استخدام من قبل الكائنات البشرية التي تعيش على الأرض من خلال استخدامها للوقود والنفط والغازات والمحروقات الطبيعية ، ومن البديهي فأن عدد تلك الاستخدامات يزداد طرديا مع عدد السكان ، فلم نكن نسمع بوجود ظاهرة الاحتباس الحراري في القرون الوسطى عندما كانت الزراعة تحتل المكانة الاولى في اولويات البشر ، خاصة اذا ماعلمنا بأن الأشجار تمتص ثاني اوكسيد الكاربون من الهواء لصنع الغذاء من خلال عملية التمثيل الضوئي ـ ولهذا فأن كثرة الأشجار يخفض من زيادة هذا الغاز ، وهذا يعني انعكاس المعادلة ، فبدلا من زيادة الأشجار زاد عندنا البشر الذي اقتلع الأشجار لغرض بناء المولات والمطاعم والمنتجعات الفخمة مادامت عمليات حرق النفط مستمرة بدون اي ضوابط ، واذا لم يحرق النفط فأنه يصدر الى الخارج ليعود الينا بدولارات تدخل الى جيوب من اقتلع الأشجار.
بأمكان بلدنا أن لايتأثر بشكل كبير نتيجة الاحتباس الحراري ، ولكن مشكلته العميقة هي وجود سلطة الأحتباس الفسادي الذين يقوم اتباعها وقادتهم بوضع النظريات والسياقات للحصول على الأختناقات المالية وتوظيف العوائد النفطية لخدمة منظري الفساد سواءا كدول او اشخاص ، داخل وخارج البلد.
السبب الرئيسي في ظاهرة الأحتباس الحراري لدينا هي وجود رصانة فكرية يتبعها منظري الأحتباس الفسادي وهم قادة السلطة في البلد، فعند اجراء حسبة بسيطة بين زيادة عدد المتجاوزين على المال العام وتوظيفه لمصالحهم الخاصة ، وبين ارتفاع درجة الحرارة نتيجة للاحتباس الحراي ، نجد ان العلاقة طردية وبتوافق شديد، فما وصل اليه بلدنا من تخلف انما حدث نتيجة لزيادة ظاهرة الاحتباس الفسادي الذي ترتفع به ارصدة وصفقات المتنفذين بالشأن السلطوي المالي ، فلو تم افتناص وتحديد مروجي الاحتباس الفسادي لما ارتفعت درجات حرارة الاحتباس الحراري وتأثر الشعب المغلوب على أمره، وهو الضحية الأكبرمن هذه الظاهرة المناخية، نظرا لما يتمتع به مفكري الاحتباس الفسادي من رفاهية كهربائية ومادية تمنع درجات الحرارة من الوصول اليهم.
من الفحوصات الروتينية التي يجريها الأطباء على المرضى هي قياس درجة حرارة الجسم لانها تدل وبشكل قاطع على وجود عارض مرضي قد يؤثر على سلامة الاعضاء البشرية ، ولهذا فنحن بأمس الحاجة الى وجود عينة من المتخصصين بفحص البيئة التي يعيش عليها افراد المجتمع، فاذا ارتفعت درجة حرارة البيئة نتيجة لقصور وعدم مبالاة اصحاب السلطة والقرار والشأن من حيث اتخاذ الأجراءات البيئية الملائمة ، فعلى تلك النخبة المتخصصة ان تأخذ قرارات تصحيحية لتعيد النشاط والحيوية لتلك البيئة حتى لو تطلب الأمر اقتلاع وازالة الأجسام السلطوية ، وهذا الأجراء يتم اتخاذه في المجال الطبي ايضا وبشكل مقبول عند ازالة حصوة من الكلى او المرارة او رفع ورم سرطاني في اي جزء من الجسم لكي يبقى الانسان معافى بصحته وينمو بشكل طبيعي.