تعد برامج تقييم الأداء من الأسس والركائز الرئيسية التي يقوم عليها تطور البلد عموما،،مهما كانت إستراتيجية ذلك البلد وما يتبناه من مفاهيم سياسية او دينية ،،مهما كانت الطبيعة السكانية لذلك البلد ومستويات الثقافة السائدة بين المجتمع،،ومهما كان البلد ومايمتلكه من تاريخ وحضارة وبغض النظر عن ثرواته وممتلكاته وموقعه الجغرافي،،
تقييم الأداء بمفهومه العام هو عملية لقياس إنتاجية الفرد ومنظومات العمل بغض النظر عن طبيعة النشاط سواءا كان علميا او زراعيا او صناعيا او تربويا….الخ وهو مايسهم بشكل مباشر في تحسين الجودة الفردية والمنظومات العاملة في الهيكل الأقتصادي،،اضافة الى ان ذلك التقييم يخلق جوا من الأبداع والمنافسة الشريفة ،،لابل ان منظومات تقييم الأداء يعتبر عملها عملا تربويا لايستثني احدا ،،فالكل يخضعون الى اختبار تقييم الاداء ماداموا يشتركون في تكوين الثروة العامة وزيادة الإنتاجية .
ومن نظرة سريعة لكل النظم الأقتصادية السائدة،،نجد ان هناك دولا عديدة تمتلك الكثير من الخيرات والموارد البشرية والطبيعية ،ولكنها لاتمتلك العقول الوطنية التي تستثمر تلك الثروات لغرض تطور البلد والأرتقاء به الى الأعالي،،بينما هناك دولا اخرى لاتمتلك من الثروات الا القليل منها ، ولكنها تتحصن بما لديها من عقول علمية براقة تستطيع التفكير في ايجاد مايمكن توظيفه من اساليب وسبل وطرائق وسياسات علمية تجتذب اليها ثروات بلدان اخرى لغرض الاستثمار المشترك بينها ،، من يمتلك ثروات العقول يشارك من يمتلك الثروات الطبيعية ولايمتلك العقلية .
ومهمة برامج تقييم الاداء هي لقياس مدى استثمار العقول في تطوير البلدان ،،فهناك برامج محلية محدودة وهناك برامج عالمية تشترك في مقاييسها مع بلدان اخرى ،،وعموما فان مايمكن الحصول عليه من نتائج لابد من توظيفه لخدمة اقتصاد البلد ، نظرا لما يحتويه كل برنامج من مقاييس ومعايير ومعادلات يمكن في حالة تطبيقها معرفة درجة تخلف او تطور البلد او العاملين فيه.
اي عائلة تمارس بشكل طوعي برامج تقييم الاداء في منظومتها الصغيرة،،فافراد تلك العائلة من الطلبة مطلوب منهم الالتزام في دراستهم والتفوق فيها،، ولهذا فان الأسر عموما تفتخر بابنائها الذين يحصلون على درجات مرتفعة في دراستهم وسلوكهم وتصرفاتهم. وحتى رب الأسرة الذي يكون دخله محدودا، فانه يمارس برنامج تقييم الاداء لمجمل نفقاته ومصاريفه لكي يسد حاجة الأسرة من تلك المدخولات بدون الحاجة الى أموال اضافية،،وهذه هي ابسط منظومات تقييم الأداء التي يمكن من خلال نتائجها الحصول على مدى تحقيق الاشباع في سد الاحتياجات اليومية دون اللجوء الى مصادر اخرى قد تكون ذات تكاليف اعلى.
وفي حالة تقييم منظومات العمل في الدول لدينا نفس السياقات،،ماهي الموارد التي تم توظيفها وتكاليف تلك الموارد،،مقارنة مع ماتم تحقيقه من نسب انتاج مرتفعة او خدمات تم تقديمها،،فعلى سبيل المثال عندما نجد ارتال الموظفين وهم يسعون يوميا لتأشير حضورهم في الدوام الرسمي لكي لايخسروا جزءا من رواتبهم ومخصصاتهم، وقياس ذلك مع ماقدموه للمجتمع من سلع وخدمات ،،فأن نتائج تلك الأرقام بعد تطبيق معايير تقييم الأداء يتبين مدى اهمية تلك الارتال من الموظفين في تحقيق التطور،،او عندما نقارن بين ماكانت تمتلكه اي وزارة او مؤسسة من تخصيصات مالية قبل ان يتولاها اي مسؤول ،،مع الرصيد الصفري لتلك الأموال بعد ترك المسؤول لمهامه،،وماحققته تلك المؤسسة من منجزات،،يتبين للقاصي والداني ان مستوى اداء تلك المؤسسة مخيب للأمال ولابد من اجراء اللازم ، وعندنا يكون اجراء اللازم هو سرعة غلق ملف الفساد !!! ،،او تهيئة المسؤول للسفر خارج البلد للتنعم بالارصدة والتخصيصات.
ما احوجنا هو الإعلان عن معايير لمقاييس للأداء،،،قبل ان يتحول البلد بأكمله الى داء لايصلح معه اي دواء .