مقالات

أضاءات فكرية…حزب الله و بغباء أيقظ ما ترغب به أسرائيل!!

#الشبكة_مباشر_دبلن_أ.د.طارق السامرائي

مقتل نصر الله اسقط الحلم الايراني الرومانسي وعري برنامجها المستقبلي !!!!

بدءأ كمحلل بسيط اقول ما يوحي بأن أيران مستعدة لاستخدام ورقة حزب الله اللبناني المشتبك الي جانب اخرين كأوراق مساومة كونها البراغماتية الايرانية طويلة المدي…قال (جمهورية أسلامية )

قال (ولا حول ولا قوة الا بالله).
كانت تجول في عقل وخلد المحللين ان بقاء معارك لبنان مع حزب الله ستديم زخم المعركة في غزة من باب محور المساندة الي محور التخلي والدفاع عن كينونة حزب الله اللبناني لكن مقتل نصر الله اسقط نظرية استمرار الحرب وحول أنماطها الي قلق ومراجعة وحسابات جديدة لايران خاصة بعد تخليها من وعودها الكاذبة في ضرب اسرائيل وتايم أظافرها والتي لم يعي لها نصر الله الا متأخرا بعد ان ضاع الخيط والعصفور وذهب التاج الايراني المرصع بالياقوت الي احلام وخيبة أمل .

وهو الحال القادم لمسرحية الحشد الشعبي في العراق ثم تدار الرحي في اليمن لجرش الحب الحوثي …فقط مسألة وقت !!

ولكن كباحث فأن سوابق هذه المأساة والغفلة في التحسب للضربات الدقيقة وتقنياتها الامريكية الصنع اسكتت الافواه والافعال لايران وذيولها .

ولو عدنا الي الخلفية للمسنا ان اسرائيل اعلنت ان الهدف من حربها علي حزب الله هو تدمير البني التحتية والعسكرية للحزب وأعادته الي ما وراءمجري الليطاني ووقف أطلاق الصواريخ واعادة المهجرين في المستوطنات الشمالية الي بيوتهم وهو خارج الشرط الذي اعلنه حزب اللهوهو(وقف حرب الأبادة الجماعية علي قطاع غزة ).

وتحول الامر الي نمط عسكري جديد تزينت به السياسة لحزب الله بلا وعي عميق وتواصل بما لا يعلمه من المخفي كما تعمل أنه أيران التي في عجالة تعتمد علي سياسة (التوريط الاخرين وتجنب المواجهة عند الضرورة )وهذا ما كشفته حروب العراق لسياسة أيران بلا عقيدة عسكرية او مبادئ قومية ،انها تراهن وتهرب من الميدان عند احتدام الامر (أسد بجلد ثعلب).

الاحتلال يهدد بأبادة وتدمير لبنان وجعلهاقاعا صفصفًا كقطاع غزة ومن هذا الباب جري التمهيد لهذه الجرائم الصهيونية وهو ما جاء في حديث نتنياهو (أن البيت الذي تخزن فيه صاروخًا او قذيفة سوف يجري تدميره) وهو ما بدأ فيه الطيران ونفذه تبعًا لهذه الحجة وما تؤشره احداثيات الذكاء الاصطناعي المستورد غربيا وامريكيا وبدأوا المشوار بالقصف للمستشفيات تأكيدًا علي أن المنتج والمخرج هو من سيعلن السياسة نفسها في غزة والضفة الغربية!

من هذا المعني نستدل علي أنه سيستهدف اماكن الايواء والنزوح والمدارس وقوافل النازحين في نسخة من أصل جرائم الحرب في غزة لكي ترتفع الاصوات المعارضة ضد حزب الله وتوجيه الاتهام له بتوريط لبنان في حرب لا ناقة فيها ولا بعير .

في ذات الوقت عبر الرئيس الايراني الجديد (مسعود نرشكيان) أن أيران مستعدة لاستئناف مفاوضات النووي الايراني امام الجمعية العامة للامم المتحدة بما يوحي ان ايران مستعدة لاستخدام ورقة حزب الله اللبناني المشتبك الي جانب مفاصل اخري ورقة مساومة .!

من هذا المنطلق الجميع يعلم ان اسرائيل من اكبر مصادرها القوية هو تقسيم العرب والمسلمين وتقسيم فصائل المقاومة هذا اولأ وثانيا حتي الفصائل نفسها تتباين ما بين معتدل ومتطرف وثالثًا معاقبة كل من تسول له نفسه أقامة جبهة مشتركة مناوئةلسياستها واستراتيجيتها ووجودها وتكافئ مباشرة بتدمير هذه المشاريع وبمعاونة من حليفتها امريكا واليمين الغربي لتفتيت الصف العربي الاسلامي لانها اري ان أي تحرك عربي عربي او عربي اسلامي ام مشترك خطر علي وجودها ومصالحها فهي الراعية لامريكا والغرب في المنطقة.

أتخذ القرار بتدمير اكثر ما يمكن تدميره في لبنان ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بسياستها ونظامها واهدافها وتفرض نظريتها وهي عندما تقوم بتدمير جبهة أمافعلي الاخرين ان يقفوا متفرجين ويؤدوا التحية او يكونوا شركاء في التدمير وتوريد السلاح لفرض الأتاوات علي العرب والمسلمين واعلان الدرس مع سياسة الاذلال والعجز وفرض العقوبات وان يطاع هذا الكيان ، وان تذهب كل دولة لرعاية مصالحهاوتنشغل في مشاويرها لابقاء عروشهاوالا سيخرب البيت والدولة ويسوء الوضع اكثر مما هو عليه سئ وان لا يتورط مع هذا الوحش الاسرائيلي.

وهو ما جري علي غزة ويجري الان في لبنان وهو حرث للبني التحتية وعقوبات سريعة بلا مراجع قانونية وشرعية دولية .

حاول حزب الله طرح مسار الاسناد لغزة علي نار هادئة وان يشاغل قسمًا من قوات الاحتلال ولكن بدون حرب مباشرة والتحرش باسرائيل الطفلة المدللة وكذلك كي يجنب نفسه وأيران من تحمل المسؤولية عندما تقع الواقعة .

وتاكيدا لهذه النظرية فقد تطرق نتنياهو في خطابه امام الامم المتحدة قبل ايام مشيرا بصراحة (انتصار إسرائيل هو انتصار للعرب وهو أمن قومي استراتيجي لنا ولامريكا وممنوع منعا قاطعا ان تهزم إسرائيل )المقاومة لا تواجه اسرائيل وحدها وانما مجموعة المنظومة الغربية وإسرائيل واجهة والكل يعمل خلفها ويسعي لان تنتصر فهناك ٦دول عربية علي الاقل وبكل ما لديها من أنجاز في الامكانيات الاستخباراتية تزويد إسرائيل بها عبر غرف مشتركة مع الغرب فلا احد من هؤلاء يريد ان تخسر اسرائيل الحرب !

تلقت غزة وحزب الله ضربات موجعة وكارثيةلكن المعلوم عسكريًا ان الحرب الجوية لا تحسم المواقف ولا لوحدها تحقق النصر الا اذا تزامنت مع حرب برية في احتلال ارض وقتال رجل لرجل وبندقية لبندقية ومثال غزة ساطع فقد نكبت بكوارث في استهداف خنادقها ومواردها الغذائية والتسليحية ومقاتليها وقادتها في المجلس العسكري ودمرت مخازن التسليح والذخيرة ومرور عام ولا زالت المقاومة قائمة ونشطة .

لا يوجد في التاريخ نصرًا حدث بالجو والاستخبارات.

اما علي صعيد حزب الله فلا زال حزب الله يتصاعد ويستهدف الداخل الاسرائيلي ويوجه لهم ضربات موجعة ودقيقة وهم يواجهون قوةً اسرائيل العسكرية وغارات الجو لاستنزاف قدراتها وشل حركتها في تحقيق اهدافها ولا زال حزب الله يدك المعاقل الاسرائيلية بالصواريخ ….المعركة رهيبة ومتوازنة بالمعيار العسكري .

اما ايران الموقف والضرورة وميزان حسابات المستقبل القريب فهي مسألة مهمة جدًا فهي تعتبر حزب الله هو خط الدفاع الاول عن أيران ومصالحها الاقليمية والهدف القادم اعلنه نتنياهو في منصة الامم المتحدة (اننا سنضرب المفاعل النووي الايراني وندمر الاراضي الايرانية اذا رغبت في الحرب ) !

وان اقول ضمن بديهية اذا رغبت ايران ان تتعامل بنفس الهدوء والبرود وعقلية الصبر الاستراتيجي حتي تتم اجراءات توفر لها ظروف حرب وهذا قد يستغرق وقتا طويلًا مملا ومكلفًا سياسيا او انها تتسرع وتترك الحكمة جانبا وتتعامل مع حادثة اغتيال حسن نصر الله وصقوره واستهداف حزب الله فانها ستذهب الي خسارة أستثمار عمره 40 سنة وتخسر ذراعها الضاربة في جميع مواقع مؤيديهاوبالتاليستتلقي ضربات موجعة وكاسرة ليس فقط ما يخص ملفها ومفاعل نوويها بل مقدرات الاقتصاد الايراني وخلق بلبلة توشك ان تكون انقلابًا في الداخل الإيراني واشعال ثورة جماهيرية ربما تقوض نظام الحكم .
وايران علي مفترق طرق ،فإما تكون مجتهدة في اقناع العالم وبالخصوص الولايات المتحدة الامريكية انها تفوق نتنياهو جنونًا بأنها قادرة علي اشعال المنطقة وتحرق الجميع تبعًا لمقولة (علي وعلي أعدائي)او انها تدعو لايقاف الحرب علي غزة ولبنان (وهو الشئ الذي لن يتحقق)والمتوقع ما بعد لبنان وغزة هناك مواقف محمومة في منعطف خطير لها تداعياتها وحساباتها المختلفة ،
فما لدي اسرائيل سيناريو ترتكب ارتكبت فيه اسرائيل 3 أخطاء وحسب تقديري :-

١-ابقاء فلسطيني عام 1948
٢- إبقاء فلسطيني عام 1967
٣- معاهدة اوسلوا

ولا يتسع الوقت لشرحها ولكنها مفهومة وربما ستلجأ الي التوسع في الضفة الاردنية التي تعاني الفقر والعوز المالي من الغرب ودول الخليج وتسعي الي سياسة الاستيطان المبرمجة وتهجير الناس وهذا هو سمات البرنامج القادم ،فلا إسرائيل ستنتصر ولا فلسطين والعرب ولكن الحرب ستبقي دائرة كما تألفنا معها منذ 1948 .

كما اتوقع ويشاركني عدد من المحللين بهذا الصدد ان اسرائيل تنتظر تغييرا سياسيا في خريطة دول الجوار لها وفي مصر بالذات وتعقد الآمال علي حربها هذه الذي بذلت فيه الغالي والرخيص من اقتصاد ومديونية وسلاح وعسكر وسمعة عالمية واعلام هابط ودول نفرت دبلوماسيا من حربها الأبادية ان تتغير نظم سياسية في الاردن ومصر وفلسطين باتجاه الدعم لمشوارها كدولة وربما العكس تتغير الانظمة السياسية لعدم صدق مواقفها في الحرب والاكثر أهلية للانفجار الجماهيري هي هذه الكيانات لانها مؤهلة بزخم جماهيري سياسي قديم .

والان السؤال الذي لا زال بعض الجمهور يتبعه بثقة هو :-

هل أيران بدأت في سوقها من أشترتهم سابقا من أجل بقاء نظامها الملالي الديني ؟
سؤال له تبعات وتحليل

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى