مقالات

مشهد و سيناريو للضربة المرتقبة الصهيونية الامريكية ضد إيران و مفاعلاتها النووية

#الشبكة_مباشر_عمان_بقلم المستشار الدكتور إبراهيم الزير

هل ستفعلها إسرائيل وأمريكا في توجيه ضربه قاضيه للبرنامج النووي الإيراني …؟؟؟
لو هنا ابد أن ندرك بأن ايران تعلمت الدرس جيدا عن ظهر قلب (أي حفظه) بعد أن قامت دولة الاحتلال الصهيوني بقصف كل من المفاعلين النوويين العراقي في عام 1980 والمفاعل النووي السوري في عام 2007 في دير الزور وهي تجربة قاسية كبدت كل من تلك الدولتين السالفين خسائر مادية وادبية لا حصر لها خاصة بعد أن جمع كل من تلك الدولتين تجهيزاتهم النووية ومفاعلاتها ومصنع الماء الثقيل ومراكز الأبحاث في موقع واحد أمكن وأسهل على دولة الاحتلال من قصفه ومهاجمته بكل سلاسة وسهولة وكان نتاجه أنهاء البرنامج النووي العراقي والسوري الى الابد بضربة واحدة لكل منهما ومكثفة خلال دقائق معدودة.

لهذا ولكل ما تقدم ذكره أقامت الدولة الفارسية أربع مفاعلات بالإضافة الى موقعين لبناء هياكل القنبلة ومراكز بحوث متعلقة بالبرنامج ليصبح المجموع تقريبا وهو المعلن سبعة عشر موقع نووي يمثلون معا مجتمعين البرنامج النووي الإيراني.

قامت ايران بتوزيع كل هذه المنشآت جغرافيا على كافة الولايات الإيرانية بحيث يستحيل على أي دولة خاصة إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية القيام بمهاجمة كافة المواقع التي تبعد آلاف الأميال عن بعضها البعض في توقيت متزامن وهنا يبقى السؤال الذي يطرح الآن على الساحة الدولية العالمية وخاصة العربية وهو هل تستطيع إسرائيل وحدها من تدمير القدرات النووية الإيرانية؟!
بادئ ذي بدء لابد أن ندرك نظريا وهو المشهد الذي يراه البعض من المتخصصين أن في حالة مهاجمة البرنامج النووي الإيراني سواء من قبل الإدارة الامريكية ومن ثم بالتعاون مع دولة الاحتلال سوف يكون من خلال الاستعانة بدول الجوار سواء من خلال الحدود الشمالية الشرقية.

على سبيل المثال وليس الحصر باكستان، وكازخستان، وطاجيكستان وغيرها من تلك الدول التي يتواجد بها قواعد أمريكية أو من خلال الحدود الغربية والجنوبية سواء من الكويت أو تركيا أو العراق أو قطر أو البحرين او الامارات مرورا أيضا بالأردن.

و هنا لابد أن نعلم جيدا أن تلك العملية للها أجندة دقيقه و محدد لبنوك الأهداف التي تطوي أوراقها في عملية تطبيقها ولابد أن يكون لها بدايات وتكمن في بادئها ضرب قواعد الصواريخ ومنصات الدفاع الجوي الإيراني كي يسهل علي أمريكا وإسرائيل ضرب أهدافها بكل سهولة خاصة اس 300 مضادات الدفاع الجوي الروسي التي قامت روسيا مؤخرا بتزويد الدولة الفارسية بها ،فضلا عن ذلك تدمير كافة مراكز الاتصالات والقيادة مع ضرب قواعد الصواريخ أرض أرض لشل حركتها بالكامل أثناء تلك الضربة.

الضربة الشاملة لأنهاء البرنامج النووي بأكمله تحتاج الى قرابة ألف طلعه جوية تقوم بتنفيذها الطائرات الشبح الامريكية f35 ناهيك عن طائرات التي تزود بالوقود في الجو والطائرات التي تقوم بدور الاتصال والمراقبة في آن واحد داخل مسرح عملية ضرب المفاعل النووي الإيراني بالإضافة إلى البوارج الحربية الامريكية المتواجدة سواء حاليا في الخليج العربي او التي تقرب من الأهداف الإيرانية ناهيك أيضا عن الغواصات التي قريبة من الشواطئ الايرانية ليسهل ضرب تلك الأهداف العسكرية الإيرانية والقضاء عليها.

ولما كان ذلك .. فأنه يتضح جليا أن الولايات المتحدة الامريكية هي الدولة الوحيدة القادرة على توجيه الضربة القاضية للبرنامج النووي الإيراني خلال قدراتها العسكرية وعتادها الالكتروني الأكثر تطورا في العالم ، أما فيما يتعلق بدولة الاحتلال الصهيوني يصعب عليها القيام بهذا وهو عكس سلاسة وسهولة المشهد للإدارة الامريكية وهو لعدة أسباب أولها عدم تواجد لها قواعد عسكرية في محيط الدولة الفارسية وأهمها لن ولم تسمح أي من الدول العربية المجاورة لمحيط الدولة الفارسية لا علنا ولا سرا أو تحت أي ضغط دولي وعالمي أو من خلال الإدارة الامريكية باستخدام إسرائيل للمجال الجوي لكل من تلك الدول خاصة دول الخليج العربي بالإضافة الى الأردن لضرب المفاعل الإيراني من خلال مجالهما الجوي.

ولن ولم يتبقى لإسرائيل سواء حل قد قامت باستخدامه سابقا عندما عبرت سرا الأراضي الأردنية والسعودية خفية والطيران على مستوى منخفض جدا قد يصعب على الرادارات الجوية التقاطها أو كشفتها كما فعلت في ضرب المفاعل العراقي عام 1981 دون طلب الاذن بالعبور من كل تلك الدول ومن المحتمل واجهتها القادمة تكون من خلال الأردن أو العراق بشكل محدد الذين يعدوا الأقرب في مجالها الجوي لتنفيذ الضربة الشاملة وتحقيق أهدافها داخل ايران ،وبالتأكيد سوف تستخدم في ضربتها الجوية الطائرة الشبح f35

والمقاتلة f15i والقاذفة b1 ، فضلا عن ذلك الطائرات التي تقوم بالتزويد بالوقود في حالة عودتها بعد تنفيذ الضربة الجوية.
وبالتالي سوف تستخدم في ضربتها القنابل الخارقة للخنادق التي قد حصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة الامريكية منذ بداية حربها في غزة والتي قامت باستخدامها أيضا في حربها ضد حزب الشيطان وخاصة في اغتيال الأمين العام للحزب وقياداته.
ورغم كل تلك الإمكانيات والتجهيزات و العتاد المتطورة الا انه لا تستطيع إسرائيل بمفردها أو لديها القدرة على توجيه الضربة الشاملة لكل من المواقع السبعة عشر النووية داخل ايران في ضربة واحدة، حيث ان البعد الجغرافي يعد كبير جدا و ما تحتاجه الضربة الجوية من فترة زمنية طويله و قدرة و كثافه تدميرية عالية على الأقل 80 طن من القنابل لكل هدف من السبعة عشر التي تم ذكرها سالفا.
إذا يعد هنا الخيار العسكري المتاح لدولة الاحتلال الوحيد هو توجيه ضربة جوية محدودة و هو راي للمشهد على الساحة لتلك العمليات المرتقب اجرائها يتم خلالها تدمير ثلاثة او اربع من المواقع النووية تدمير شامل بعد تحديدها بكل دقه شديدة طبقا لأهميتها، و من المرجح أولها مفاعل تنزا و الهدف قد يكمن في عرقله وشل الدولة الفارسية بشكل جزئي للمسار في تحقيق حصولها على القنبلة النووية و اعادته الى الوراء لخمس او عشر سنوات….
يأتي هذا التطور لتلكك الاحداث والاجهاز على قيام إسرائيل بالتعاون مع الإدارة الامريكية بعد ان اجتمع البرلمان الإيراني وصوت على قرار اباحه تصنيع القنبلة النووية لأسباب وجودية مما أحدث ربكه و خوف داخل الإدارة الامريكية و الصهيونية التي دفع كل منهما السعي في توجيه ضربه عسكرية سريعة استباقيه لتدمير البرنامج النووي او على الأقل ابطاله او اصابته بالشلل لفتره مؤقته …

و على الجهة الاخرى من المشهد في حالة ان وجهت إسرائيل ضربات جوية لمصافي النفط الإيرانية و موانئها و أماكن تخزين النفط سواء على سبيل المثال و ليس الحصر في أصفهان او ميناء عبدان سوف تصيب الانتخابات الامريكية في مقتل و قد تعزز من موقف ترامب اتجاه الانتخابات وهو ما يحتاجه نتنياهو بعد ان قدم ترامب الرئيس الأسبق الأمريكي له الدعم الكامل و الشامل للقضاء على البرنامج النووي الإيراني في حالة فوزه بالانتخابات القادمة .
فضلا عن ذلك تلك الضربة النفطية سوف تكون سبب رئيسي في ارتفاع أسعار النفط عالميا و هنا بالتالي يكون سعي ايران طبقا للأجندة الامريكية ان يكون رد الفعل في توجيه ضربه مماثله لدول الخليج العربي التي يتواجد بها القواعد العسكرية الامريكية، و حقول النفط داخل إسرائيل بشكل مباشر مما سوف تكون سبب رئيسي في اشعال حرب شامله إقليمية تطال المنطقة بالكامل و كان لنا تجربه سابقه عندما قامت الدولة الفارسية باستهداف و توجيه ضربه للمنشآت النفطية السعودية من خلال اذرعها في اليمن (الحوثيين) في عام 2019م.

نحن امام عدة سيناريوهات لتلك المسرحية الهذلية التي يلعب دورها الفارسي و الصهيوني الذين يقومون بتنفيذ الأجندة الامريكية طبقا لوظيفه كل منهما ، في محاولتها لجر المنطقة لحرب شامله و نفس الوقت كارت إرهابي لدول المنقطة خاصه الخليج العربي لدفعها على سرعه التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني و على راسها السعودية بالتزامن مع محاولة دولة الاحتلال خلق شكل جديد للشرق الأوسط و تحقيق حلمها و مشروعها إسرائيل الكبرى .. لتصبح هي المهيمنة على المنطقة بكاملها وهو المرفوض جملة وتفصيلا لكل دول المنقطة خاصه مصر والأردن والسعودية بعد فشل محاولة تهجير اهل قطاع غزة لسيناء المصرية وأهل الضفة الغربية للأردن وافشال مخطط القضاء على القضية الفلسطينية بشكل مباشر من قبل دولة الاحتلال الصهيوني.
ولما كان ذلك … وكانت من اهم بنك الأهداف الامريكية اتجاه لتلك المرحلة هي عدم خروج الخليج العربي من تحت مظلتها أو عباءتها للابد و زيادة نفوذها للقضاء على التمدد الروسي و الصيني بالمنطقة …
و هديا لما تقدم ذكره سالفا فأنني أرى ان المرحلة الأخيرة و السيناريو المرجح اتباعه هو توجيه ضربة عسكرية لميناء بندر عباس الإيراني ، حيث يعد هو رئة التنفس لتصدير النفط الإيراني للعالم و غازها الطبيعي مما قد يصيب الاقتصاد الإيراني بالشلل التام ، فضلا عن ذلك هي ضربه قاتله أيضا للاقتصاد الصيني حيث من اهم الدول التي تدعم الصين نفطيا هي الدولة الإيرانية مما قد يكون بالفعل مسمار في نعش الاقتصاد الصيني حيث تعتمد ايران على 25% من صادراتها للبترول .

و بالتالي من المرجح أيضا لهذا السيناريو الأخير وهو المحتمل وقوعه جملا و تفصيلا قصف الأهداف العسكرية و التي يمكن القضاء عليها على سبيل المثال و حيث الحصر قاعدة تبريز العسكرية الإيرانية التي تقع غرب ايران بالقرب من مدينة تبريز ، و قاعدة كارمنسشاة الإيرانية الجوية و التي تعد قاعدة طيران الجيِش ، قاعدة حجي عباد ، و مركز شهود للفضاء في ايران ، مركز الخميني للفضاء ، مصنع أصفهان للصواريخ ، مصنع شيراز للصواريخ.

اذا لكل تلك بنوك الأهداف هي تعد النتاج للرؤيه الأخيرة المرجح ضربها و خاصه لمراكز انتاج الصواريخ البالستية و الفرط صوتية بعد ان قامت استخدمها ايران ضد اهداف إسرائيلية مؤخرا.
أيضا من المرجح استهداف مقرات الاستخبارات والحرس الثوري والقيادة السياسية وعلى رأسها المرشد الإيراني على خامنائي وتكون هي الصورة النهائية والسعي لتأجيل ضرب المفاعل النووي الإيراني بشكل كامل بعد جس النبض لردت الفعل الإيراني من تلك الضربة المرتقبة.

والسؤال هنا الذي يطرح مجددا …. هل سوف تقوم الإدارة الامريكية لأرضاء نتنياهو بتوجيه ضربه جزئيه في الوقت الحالي ام انها سوف تستهدف البرنامج النووي الإيراني و مؤسساته و فروعه بشكل شامل ، الامر الذي سوف يؤدي الى اشعال حرب شامله في المنطقة ؟؟؟؟ وهو ما ننتظره من الرد الإسرائيلي والأمريكي للمشهد على الساحة الان …..لتقيم المشهد القادم من سيناريو الحرب الهذليه بين كل من إسرائيل و ايران التي من شأنها سوف تغير شكل الشرق الأوسط على حد زعم إسرائيل و أمريكا !!!!.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى