ربما هذه المرة الاولى التي يجري فيها السباق إلى دخول البيت الابيض بشكل متعثر وخطير .
المرشحان .. الديمقراطية كمالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب .. يهرولان على غير هدى ، في ساحة الانتخابات ، وبشكل مثير ، ويستخدمان جميع الأسلحة الدعائية والمالية والنفسية ، وحتى العنصرية .. كذلك استقطاب المشاهير من ممثلين وفنانين ومطربين .. والاهم من ذلك اشتراك اصحاب الثروات الطائلة الهائلة التي تعدت المائة مليار دولار في الحملات الانتخابية .
فهذا آلون ماسك صاحب منصة تويتر الشهيرة ، وإيكس وبرامج وتطبيقات الكترونية اخرى تتعلق بالذكاء الاصطناعي ينزل بقوة إلى الساحة الانتخابية ، ويوزع ملاييين الدولارات منتصرا لترامب وحملته المريبة..!!
لم تعد الدعاية الانتخابية بعيدة عن الشعارات التي تطلق في بيئة انتخابية محمومة .. فهي تتعلق عادة بالوضع الاقتصادي والضرائب وقضية الإجهاض ، وهذا ما ركزت عليه المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس التي وعدت جمهورها بتخفيظات كبيرة في الضرائب والحفاظ على حق النساء في الاجهاض .
اما ترامب .. فراح يفضح مثالب التجربة الاقتصادية للحزب الديمقراطي وعلاقتها بالتضخم وحالات النكوص التي طالت التنمية والميزان التجاري بشكل عام وبسياسات الحزب الديمقراطي في موضوع الهجرة غير الشرعية إلى أمريكا ، واعدا جمهوره بانه سيضع حدا للهجرة ويسن قوانيناً جديدة للحد منها ، وبشكل خاص الهجرة القادمة من دول امريكا الجنوبية مثل المكسيك وغيرها .
الأخطر ما في الحملة الانتخابية ظاهرة الشعارات العنصرية التي تثار في بعض المدن والحملات ، وقضية الملونين من الأمريكيين الأفارقة وسواهم ، والتي يثيرها ترامب في حملته بشكل خبيث ، حتى طالت المرشحة الديمقراطية هاريس التي تنحدر من أصول آسيوية ، ساخرا منها متسائلا عن اصولها ان كانت سوداء ام ملونة ..!!
هذه الأشارات العنصرية .. وجدت طعمها في صفوف المناصرين لحملة ترامب وهم المنحدرين من أصول عرقية اوربية بيضاء .
اما العرب الذين يتكدسون في ولايات مثل مشيگان وشيكاغو وكاليفورنيا وأكثرهم من اللبنانيين والعراقيين واليمانيين .. فهؤلاء على اختلاف وخلاف مستمر في التوجهات الانتخابية ، فالانتماء ات وزعتهم بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري .. بسبب السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط .
ويعتقد البعض ان معظم الأمريكيين من أصول عربية يقفون مع الديمقراطية كمالا هاريس وحزبها الديمقراطي المتخوم بالعناصر القادمة من شعوب العالم الثالث .. لكن المفاجأة فإن بعض الجاليات العربية مثل الجالية اليمانية ، وقفت صراحة مع ترامب في حملته الانتخابية..!!
اخطر ما في هذه الانتخابات ايضا … ان نسب الفروقات في الأصوات قد تصل بحدود الالوف بعد المليون.. لهذا فأن اصوات العرب الذين يمثلون واحد بالمئة من السكان اي ( 3 مليون ونصف نسمة) امست مهمة جدا وفاصلة في فرز الأصوات ونتائج الانتخابات .
ولهذا فأن كلا المرشحيًن .. ترامب وهاريس يتوددان للعرب ،، وموقفهما من القضايا العربية في غزة ولبنان والعدوان الاسرائيلي المستمر الذي. وصل إلى حد الابادة الجماعية .
لكن .. وعندما تنتهي الانتخابات بهذه الفروقات البسيطة للولايات المتحدة الأمريكية المتأرجحة وغيرها.. فأن فكرة التزوير ستكون جاهزة ومطروحة بقوة . في بلد عريق بالديمقراطية وتجاربها العتيدة .
والسؤال الأخطر .. انه وعندما تنحو الانتخابات منحى عنصريا ..فهل ستندلع حربا أهلية في شوارع المدن التي تكثر فيها جاليات من أصول غير اوربية ..؟؟
البعض يرى ان الاقتحام الثاني المحتمل لانصار ترامب الجمهوريين للبيت الأبيض ليس بعيدا ،، إذا طرحت قضية التزوير بألحاح وعلى الملأ . .
الواقع .. فالرأي العام الأمريكي غير منضبط.. وفكرة البطل ( الكوبوي) متجذرة في عقول الأمريكيين .. خاصة عند الذين ينتمون إلى الهجرات الاولى التي فتحت امريكا الشمالية على حساب ذبح السكان الأصليين من الهنود الحمر .
الغريب هناك ومن الجمهوريين العنصريين من يلمح باستهزاء ، بان المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس هي ايضا من بقايا الهنود الحمر ..!!
ختم الكلام.. اعود إلى عنوان مقالتي .. ومنها استشف صعوبة معرفة من هو الفائز في هذه الانتخابات الصعبة والخطيرة .