التعداد ،،،بصمة للمستقبل المجهول
من المعروف إن الإحصاءات السكانية يكون الغرض من إجراءها هو لأجل اعداد الخطط المستقبلية لنمو السكان ومايتطلبه ذلك من التهيؤ لتوفير البنى التحتية للعيش برفاهية وبوجود مشروعات وأسس صحيحة للتنمية ،،اي ليس للتفاخر باننا نمتلك ملايين من البشر ، ولايعلم الغريب عن المأسي التي يعيش بها المجتمع في ظل الزيادة السكانية.
من اولى اهداف التعداد السكاني هو تحديد الاخفاقات التي ترافق الخطط الحكومية بمجملها سواءا في مجال التعليم ومستلزماته بمعايير دولية معترف بها ،،اضافة للخدمات الصحية ومعايير الاجهزة والعلاجات والعناية بالمرضى ، الى جانب الخدمات الاسكانية والمدن الجديدة ومستوى الاختناقات التي تعيشها العوائل القريبة من خط الفقر ، اضافة الى مساحات الاراضي وكيفية استغلالها زراعيا وصناعيا ، مع بقية الخطط التي تحاكي بقية القطاعات الانتاجية والخدمية والتكنولوجية.
كل البلدان تعيش حالة من التغيير ، ولكن هناك من يكون تغييره نحو الهبوط ، وهناك من يقارن تطوره مع تطور بقية البلدان ويسعى بكل جهده للوصول للقمة.منذ اكثر من عشرين عاما والبلد غائب عن الاحصاءات السكانية ، بل انه يعيش حالة من العشوائية والفوضوية ، لا احد يدري بالاحصاءات وليس من يكلف نفسه الى اعدادها ، والفرد لايسمع سوى رقم واحد ، هو عدد براميل النفط التي يتم تسويقها للخارج، وحتى تلك البراميل لايعلم الى من تم تسويقها وهل دخلت اثمانها الى خزانة الدولة ام الى خزانة وجيوب المنتفعين من ستراتيجيات الفساد. والشعب المسكين عندما تجرأ وخرج في مظاهرات للمطالبة بحقوقه ، وقف له القناصة بالمرصاد ، وفوق هذا وذاك يدعي منظروا الفساد بانهم هم الذين انزلوا روح الديمقراطية وحمامة السلام.
قبل اكثر من ثلاثين عاما اعتمدت وزارة التعليم العالي وبالتنسيق مع وزارة التربية اسلوبا متحضرا للاحصاءات المتعلقة بعدد الطلاب المقبولين في الدراسة الابتدائية وصولا للمرحلة الجامعية للوقوف على نسبة التسرب ودراستها من اجل وضع المعالجات المناسبة لها مما يساعد على تهيئة وظائف لهم تؤمن مستقبلهم المعيشي. هذه واحدة من فوائد الاحصاءات الرقمية التي يمكن توظيفها لكل قطاعات العمل ، فعدد السكان يحدد الحاجات الغذائية المطلوب تهيئتها عن طريق استصلاح الاراضي والمياه وبقية المستلزمات ، ومن الاحصاءات يمكن الحصول على مستويات الدخل وتقدير مستويات التضخم والأسعارز
رب العالمين عندما ذكر بانه احصى كل شي عددا ، كانت رسالته للبشر باهمية الاحصاءات وماتقوم عليه الارقام ، فاذا كان سبحانه وتعالى هو المحصي المحيط لكل شي اليس من المطلوب من المعنيين في سلطة الدولة ان تعير اهتماما اوليا للإحصاءات وتستفاد منها لخدمة الشعب ،، دولة فقط معنية بزيادة اعداد التكتك والسيارات الفارهة مع بقاء الطرق على حالها منذ عشرين عاما ، وزيادة عدد الخريجين لكي يفترشوا الطرق والارصفة بحثا عن التعيين ، دولة غير معنية بعدد حالات الزواج والطلاق وتأثيرها على النسيج الأجتماعي ،دولة متخصصة بالصفقات القرنية ولايهمها سوى رائحة ملايين الدولارات التي يتم بيعها،لابل وتفتخر بانها تبيع تلك الدولارات لغرض زيادة الاستيرادات ومادام المستوردون هم المنتفعين والقريبين من سلطة القرار.
اللهم ابعد نتائج الاحصاءات السكانية عن عيون اصحاب المليارات والصفقات المشبوهة لكي لايتم
استثمارها من قبلهم وحصولهم على الترليونات ، اللهم ان يتم توظيف نتائج الاحصاء في تقليل حالات الطلاق وزيادة عدد الملتحقين بالوظائف وتقليص مبيعات الدولار واصدقاء الدولار ، اللهم ان يتم تقليص الاستيردات وانشاء وزارة تجارة جديدة تعنى فقط بتصدير المنتجات العراقية ،، اللهم ان يتم زيادة مساحات الاراضي الزراعية لكي يتنعم الشعب بالفواكه والخضروات المحلية ،، اللهم لاتدع الدول الخارجية ومنها دول الجوار ان تستفاد من نتائج الاحصاء في زيادة تصديرها للغذاء والدواء والسيارات ،،انك سميع مجيب !!
د. نـمـيـر نـجـيب نـعـوم