أضاءات فكرية
أ.د.طارق السامرائي
ما بعد مؤتمر القمة العربية الإسلامية الأخير 11/11/2024 في الرياض …
واستراتيجية تفعيل قراراته…هل سنفلح به كعرب ومسلمين ؟؟؟
هلاهل وزغاريد عربية إسلامية في مناسبة عقد هذه القمة التي ضمت اكبر عدد تجمعي للدول العربية والإسلامية وهم المصدر الاول في العالم في توافر الطاقات واستدامة التنمية للدول الغربية وقائد سربها الولايات المتحدة الأمريكية ،قمة تهتز لها الجبال ويسكن لها هياج براكين الارض وتخرس لها مناجيق الحرب .
تجمع لأغنّي دول العالم وأكبرها وأكثرها خطراً إذا اتحدت كلمتها وتظافرت جهودها للخير في الامتين المظلومتين العربية والإسلامية !
ومليون برافو للمملكة السعودية علي هذا الخط النمطي في تصدير الانتفاضة القومية لهذا المكون المتراص في كل اسياسياته وقواعده والمبعثر خارج أرادة شعوبه بفعل الغرب وأمريكا والتامر الصهيوني الإيراني .لقد تمخض المؤتمر عن مطالبات تثلج الصدور وتحي نزعات النصر المبين وتثير منابع التقارب الاخوي والارتباطي الروحي لشعوب هذه الدول في أدانتها الشجاعة لاستمرار هؤلاء الرعناء الحاقدين علي الامتين ونهب وتدمير قواها الطبيعية ،أدانة الجرائم والانتهاكات للشعب الفلسطيني واللبناني وبلا مسوغات قانونية ولا احترام للشرعية الدولية ولا قرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الامن والأمم المتحدة بل وبكل صلافة تحارب وتشتم وتطالب بأزالة هذه المكونات بدعم معنوي وإعلامي وعقوبات علي هذه المؤسسات وتهديد شخوصها بالتصفية والاغتيالات والتسريح من العمل وهو الأسلوب والكلاسيكية للمنهج الأمريكي الصهيوني الارهابي في إسكات صوت الحق تبعاً لتحقيق الاهداف .طالبت القمة بأيقاف الحرب وتسريب المساعدات الإنسانية وتجريم أسرائيل وتحريم تصدير المساعدات التسلحية لها ووقف مارثون التطبيع معها في حزمة 31 بندا شجاعًا ورفض كل توصيف إسرائيلي اعتباره دفاعاً عن النفس ورفض كل التبريرات وتحت أي ذريعة !
موقف شجاع وتجسيد لمطالب شعبوية إقليمية ودولية !!
ممتاز ..ولكن اين موقف الغرب المنحاز ومعلمه امريكا من كل هذه المعطيات لأكبر واقوي دول للطاقة والتأثير الاستراتيجي ؟؟
آمن المنطقة نعم مرتبط ارتباطاً عضوياً بحل الحرب والقضية الفلسطينية !
وفي مقالتي هذه لن أتمكن من الغوص في سرد التجاذبات والسلوكيات الاستراتيجية اتجاه هذه المطالبات لانني متأكد انها في طريق التمييع او التغافل او التقزيم او وضع هذه الدول في لوائح القائمة السوداء او دعوتها بالتدريج الي درابين ملتوية تنتهي ب(الارهاب) او وهو السكين في الخاصرة ان تصبح حبراً علي ورق !!!!
اننا كشعب عربي موحد تقودنا العقيدة الاسلامية وتحي رايتها مباديء وقيم نتطلع لكي تفرج المأساة وينقشع الغبار النووي التأمري عن فلسطين ولبنان والعراق وسوريا والاردن !!
اننا نتنفس عبر ثقب أبرة !
يشتد علينا الكرب والهم والضيق وتسد علينا كل ابواب المخارج !
فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وهم في اوطانهم سبايا ولاجئين ..لن نتخلي عنكم وان تخلي عنكم اعز الناس وستسقط الأقنعة ويزداد الاضطرار للمقاومة !
مرت علي انعقاد القمة أيام احتوت علي مستجدات الأعم منها مضللة …بعد مخاض عسير ولدت الانتخابات الأمريكية عودة الراقص ترامب وهو ينتشي زهوا بالنصر المبين علي ركام اضعف حلقة قيادية في تاريخ أمريكا(بايدن وخلفته هاريس) لقد اهدي الديمقراطيون الصهاينة من أبوما حي هاريس قلادة الجوهر لترامب الذي وعد وعودا تناغم الأحلام الوردية للعرب والأمريكان وتعهد بانهاء مراحل الحروب وكسيب 23 بالمائة من اصوات العرب والمسلمين الامريكان في ولاية مشيغان المتأرجحة وكانت سبب فاعل في فوزه !
ماذا ننتظر منه عملاق التعهدات ورجل المقايضات التي سيدير بها العالم وتنظيم الصفقات وهو الأعلم عبر علاقاته الاقتصادية والاستثمارية بالشرق الأوسط وبنيته التحتية وطبيعة حكام شعوبه !
وهو الحكيم وان لم نستطع ان نجزم ماذا سيقوم به ؟؟؟
لكنه ربما سيذهب الي محاولة لتحويل الديمقراطية الي شركة !
هو يؤمن بأن الديمقراطية لا تقف عند حدود التعامل مع الاخربل التعامل للاقتصاد الأمريكي الذي يعاني مديونية 37 تريليون دولار وربما يضاف الي مرحلة 43 تريليون مديونية في عهد ترامب كما هو متوقع .
أمريكا بلد (الكاوبوي) وترامب ان لم يكن دكتاتورا لكنه سيصبح وله تاريخ سئ لا يبشر بخير وأمريكا وإسرائيل والغرب يتبعون شعار (الحرام مجاني … والحلال مكلف جداً) فلا وفاء لمثل ترامب واوباما وبوش الكبير ونجله الصغير فهم يرون في الوفاء بالالتزامات شئ من الطراز القديم !
ترامب يري أن المال هو تمثال الحرية والعدالة والمساواة !
عصر موحش يتكأ فيه المراوغ علي خيانة العهد ويعده ذكاءا والكذب سياسة وذكاء اصطناعي .
ان جميع القيادات الغربية والأمريكية تؤمن بعصا الطاعة وتؤمن ان فقدان المال بات أهم من فقدان الكرامة والناس تحترمك حتي لوكان مالك حرام والمبادئ والقيم قمة التخلف والتأخر التنموي ولاجل ان يبقي الوفاء لهذه الأطراف لابد ان يبقي الشرق الأوسط وماله وأرضه وموارده الطبيعية بيدالاجنبي!
واخيرًا وليس أخرا …غزة يكفيها رب رحيم !
لنقف مع التاريخ …فلسطين وبغداد وبيروت دين في رقبة وعرض وشرف العرب ووالمسلمين !!!
دونالد ترامب اليوم ليس ترامب البارحة ولا يبقي
إلا (وعد الله حقا)
افيقوا يا عرب !