مقالات

المال والفساد زينة الحكم ،،وبدون باقيات

الشبكة مباشر .د.نميرنجيب نعوم

المال والفساد زينة الحكم ،،وبدون باقيات

قد يكون ماسنقوله الان ليس اوانه او قد جاء مـتأخرا ، ولكن للتاريخ حوبة وسيذكرنا يوما بأن ماحل ببلدنا من مأسي ليس بقليل ، ونحن جزءا ممن تسبب فيه من مأسي . تم احتلال البلد والشعب انتفض للقضاء على دكتاتورية النظام السابق ،قلنا نعم ، ثم انتخبوا مايحلو لهم من وجوه في ظل حكم بريمر ، قلنا نعم للضرورة احكام حتى لو كانت تلك الوجوه غير معروفة ولكنها تدعي ” العراقية ” ، وحصلت الانتخابات الاولى ووصلت للحكم وجوه ” بصاية من انتخبهم ” من الشعب ، وايضا قلنا نعم ، سرقوا ونهبوا وحللوا مايحلوا لهم ، ونفس الشعب قال نعم ، انتخبوهم ثانية وثالثة ورابعة ونفس الزمرة وصلت بوجوه جديدة ولم تبقي شيئا ، وشعبنا الصامد يؤكد نفس النعم التي سبق وان قالها للديكتاتور السابق ،وهذا مايدعونا بأن نستنتج من خلال كل ماوجدناه على الارض وبالواقع ، ان العلة في الشعب وجهله والموضوع برمته ليس له علاقة بالمناهج السياسية ونظرياتها المعروفة في كل دول العالم المتقدم وماتتحدث به عن الديمقراطية او الدكتاتورية او الليبرالية او الراديكالية ، فغالبية شعبنا يحب ” الهوسة ” ويعشقها ، شعبنا لايؤمن بالسياسة او السياسيين ونظرياتهم وخبرتهم وتجربتهم ،نحن يهمنا أن يكون هناك ” مايسترو ” ، ما ان يلوح بيديه لهم حتى يبدؤا بالعزف او الرقص ، ولايهم الشعب ان كانت المقطوعة الموسيقية هي ” بحيرة البجع ” لتشايكوفيسكي او ” هلة باليلعب جوبي ” .
اذا كانت السياسة تهتم بالتوزيع السلطوي الالزامي للقيم في المجتمع ، اي بمعنى المحافظة على قيم المجتمع والارتقاء بها وترسيخ العلاقة بين تلك القيم وبين بناء المجتمع ككل ، فانه للاسف ان من وصل لقيادة دفة البلد كان همه احتواء عاملين اساسيين هما ” السلطة ” و ” المال ” ،،وكان لهم ما ارادوا ضمن اطار ستراتيجي يقوم على مرتكزين هما ” السلاح ” والقانون ” ،فعن طريق السلاح والقانون يتم حماية انفسهم وتمكنوا من جمع المال بملياراته التي اوصلت البلد الى حالة العجز في الموازنة. وقد ذاق الشعب ماذاق من عذابات جراء الانفراد بالسلطة من قبل كتل وكيانات تدعي بانها دينية واخرى سياسية ،وقد قبض الشعب من كليهما ” دبش ” هناك تشظي لقيم المجتمع ، لا ادارة ولا تعليم ،لا خدمات ولا مشاريع ، اما في جانب المال فالفساد ضرب رقما قياسيا الى الدرجة التي يفتخر بها المسؤولين حاليا بأنهم يتفاوضون مع البنوك الدولية لتسديد تعهدات او لسد نقص في السيولة ، وطيلة هذه السنوات والشعب نفسه يقول نعم ، خاصة ونحن الان دخلنا بسيناريوتخلفي جديد هو عمليات قتل بين الطلبة والاساتذة في احضان الجامعات ، فلايكفي ان جامعاتنا تمنح شهادات منتهية الصلاحية عالميا.
يبدوا ان شعبنا كان يريد ان تصل الى الحكم مجموعة تعشق السلطة والمال ولاتعشق التنمية والبناء والتحضر ، لأن من قاد الشعب للانتخابات هم مجموعة ” المايسترو ” ، والغريب وبعد اكثر من عشرين عاما من الحكم واضمحلال المال الذي تبخر ، نجد ان قادة البلد ينادون بالاصلاح ، فاي سياسة هذه ، مما يدعونا لوضع اجهزة الكشف عن الكذب في المراكز الانتخابية ، بدلا من البصمة ، لتمييز ” النعم ” مال هلوكت ،،مع ” نعم ” كبل !!!

د. نمير نجيب نعــوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى