
في ظلّ الظروفِ الصعبة والحسّاسة التي نمرّ بها في لبنان والتي هي خيار الشعب، يجبُ علينا جميعاً أن نوحد صفوفنا لنكون مستعدين للتغييرٍ الحتمي والمستقبلي، ولا بد لنا وبكل إعتزاز وفخر، أن نشيد بالمواقف الصادقة لفخامة الرئيس العماد جوزاف عون بدءًا من لهجته النقية الصارخة بهدوء في خطاب القسم والوعود الصادقة، والنقية والوطنية الصلبة، والإيمان بالتعاون لإنقاذ الوطن من مٱزقه، ومساعيه للمّ الشملِ، وتوحيدِ الصفّ..
وهذا ما قاله : الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة القاضي سلام لست من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة والشراكة الوطنية ويدايا الاثنان ممدودتان للإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار..
بعد أن شاركت كتلة اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط في الاستشارات النيابية غير الملزمة، حيث التقت الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة القاضي نواف سلام..
قال النائب تيمور جنبلاط : “نحن أمام مرحلة تاريخية في لبنان، ولدينا فرصة لبناء دولة وبلد المستقبل، وهذا ما أكدناه مع الرئيس نواف سلام بعد أن تمنينا له كل النجاح والتوفيق في مهمته الجديدة والصعبة”.
وأضاف النائب جنبلاط “من أجل بناء دولة بهكذا ظروف صعبة علينا التواصل مع الجميع”، مؤكداً انه “لا يمكن لأحد أن يلغي الآخر”، متمنياً “من كل الأحزاب السياسية، وكتلة اللقاء الديمقراطي من ضمنهم تخفيف الضغوطات والمطالب على دولة الرئيس وفخامة الرئيس لتشكيل حكومة”.
شكراً تيمور بك جنبلاط..
بهذه الكلمات الصادقة المفعمة بالمسؤولية الوطنية والنظرة الصائبة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان المستقبل اختصرت بيانات ومقالات ومقابلات وتحليلات..
للشركاء في الوطن نستحلفهم بالله والوطن..
الإستفادة من هذه الكلمات الصادقة، والفرصة بل الهداية من الله لإنقاذ الوطن والمواطن..
ولعل الاستفادة من عبر ودروس التاريخ وقراءتها بشكل متأن وهادئ تعتبر إحدى الوسائل والركائز للعبور إلى المستقبل مروراً بالحاضر ورسم ملامح المرحلة المقبلة بعقلانية تامة وتفتح الآفاق مشرعة أمام طموحات وأدوار إستراتيجية هامة وذلك لمواكبة المرحلة بعد الإستحقاق الذي انتظرناه لسنتين، والتفاعل معه والتخلص من أفكار وشوائب افرزتها لنا الأنانية المفرطة والفردية والتعالي والإستكبار، وأمراض أخرى لا حاجة لذكرها هنا..
ولعلنا قد تعلمنا الدروس من الماضي القريب بأن لا نكرر أخطاء الأمس المميتة ونحملها لغيرنا تارة بإسم الديمقراطية وتبعاتها من برامج سياسية مختلفة والبعيدة عن الواقع،وأخرى بإسم عدم قدرة بعض الفئات القيام بالمهام..
بل ينبغي على بعض سياسيي الوطن بأن يبقوا قدوة حسنة لهذا الجيل التواق للحرية والسلام والإستقرار وأن يقرأوا الحاضر ويبنوا المستقبل لكي لا تُرجمهم الأجيال القادمة باللعنات..
ولكي نسير قدماً نحو طموحاتنا الأكثر واقعية وتأثيراً ولأن السياسة فن الممكن وأن الآفاق مفتوحة نوعاً ما أمامنا وهناك مستجدات ومتغيرات دولية حاصلة لابد منها ينبغي أن نواكبها ونستفيد منها بأسرع ما يمكن من الوقت وأن نستيقظ مبكراً من السبات العميق، ونحدد آلياتنا ونوحد صفوفنا وتكون سقف مطالبنا عادلة وموحدة وأكثر منطقية في الممارسة بين بعضنا البعض ونعطي الأولوية للشخصية التوافقية، وهي تجمعنا ونستوعب المستجدات بعمق، ونتخلص من الأزمة النفسية التي تحل بنا وذلك لتأدية واجبنا الوطني وبما أننا متفقون في الداخل والخارج على هذه المرجعية رغم التباينات فلماذا التأخير والتباطؤ..؟؟
لماذا الاختلاف على جزئيات بما أن الجميع قلبه على شعبه وأن الجميع يدّعون بالديمقراطية..؟؟
ينبغي أن نرتب البيت اللبناني من خلال التعاون الجاد لأنها غدت مطلباً ذات أهمية أساسية وإستراتيجية في هذه المرحلة وإلا قد يفوتنا قطار الوقت ونصبح لقمة سائغة متفرقين وتنعكس ذلك على سلوكياتنا وبالتالي على قضية شعبنا دون أن نحقق الأمل المنشود..
ونقول أخيراً كفانا العبث بمصير هذا الشعب في ظل الظروف المؤاتية لإطمئنانه واستقراره، لتحقيق ٱماله، بدل اللهو في طواحين الهواء..
ونطالب الرجوع إلى العقل والمنطق ونضيء درب الحقيقة ولنحقق حلمنا في وطننا الغالي ليسوده العدل والمساواة ويجمعه التعددية والديمقراطية التوافقية، ولنعكس تراثاً معبراً.. وأنشودة لأجيال قادمة تحيي الأخوة والعيش المشترك بأمان وتقدس الإنسان ونفتت الأحقاد ولنكون في الوطن مجتمع أسري متماسك فاعل ومثالاً لأوطان اختارت السلم والحياة..
اللهم..نستودعك وطننا الحبيب وشعبه واحباءه..