الاخباردوليمقالات

دلالات و مؤشرات تسليم الأسيرات الأسرائيليات !!

#الشبكة_مباشر_بغداد_الكاتب سماك العبوشي

لطالما خرج علينا المطبعون والمرجفون والمهزوزون من سقط متاع أمتنا العربية، التوّاقين دوما للانبطاح والهزيمة والعهر، الرافضين للحرية والكرامة والانعتاق، أقول خرج كل هؤلاء الإمعات النكرات عبر الإعلام وهم يقدحون بالمقاومة الفلسطينية وتحديدا حماس، وينالون من بسالتها وصمودها وتصديها للعدوان الإسرائيلي على غزة العزة، وأنها قد كُسِرَت ودُمّرت وانتهت ولن تقوم لها قائمة بعد اليوم، كما وأشاعوا بأنها قد فقدت حاضنتها الجماهيرية، هذا كما وراحوا يناقشون شكل إدارة غزة لما يُسمى (اليوم الآخر)، طارحين جملة من الخيارات تراوحت بين قوات عربية من مصر والامارات والسعودية، أو قوات أممية، أو أن تكون إدارة غزة من مهام قيادة السلطة الفلسطينية!!

وردا على هؤلاء جميعا، ولطمة على وجوههم وأفواههم، أقول ملء الفم واليقين بأن عشم إبليس في الجنة، ولقد خاب فألكم تماما، والدليل على خيبات آمالكم تلك التي طرحتموها وناقشتموها مطولا إبان معركة طوفان الأقصى، يتمثل جليا واضحا بما رأيناه اليوم وبأم أعيننا من على شاشات القنوات الفضائية (الجزيرة، الغد، العربي، TRT العربي) من عمليات تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاثة من قبل مقاتلي القسام الأبطال إلى الصليب الأحمر الدولي، في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، وذلك لنقلهن فيما بعد الى الكيان اللقيط، مقابل الافراج عن معتقلينا الفلسطينيين (نساء وأطفالا)، وذلك في إطار المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة اليوم الأحد الموافق 19 / 1 / 2025!!، فما رأيناه اليوم قد أظهر:

1- كذب ادعاءات النتن ياهو وأركان حكومته وجنرالاته بأن المقاومة الفلسطينية في غزة قد اندحرت وهزمت، في وقت رأينا بأم أعيننا الظهور الملفت للنظر والقوي لمقاتلي القسام وهم بكامل قيافتهم وهندامهم وسلاحهم العسكري، وتواجدهم الملفت للنظر في ساحة السرايا وقيامهم بتنظيم عملية تسليم الاسيرات الاسرائيليات الى رجال الصليب الأحمر، ثم انسحابهم بكل هدوء الى مقراتهم، وسط هتافات أبناء غزة !!

2- فشل ودحض ولطمة على أفواه المرجفين والمهزوزين من أبناء جلدتنا من سقط متاع أمتنا الذين روجوا ورددوا بأن حماس وشقيقاتها من حركات المقاومة في غزة قد خسرت حاضنتها وفقدت دعمها وجماهيريتها، في وقت رأينا الاف المواطنين الغزيين بمختلف الأعمار والأجناس (ذكرانا وإناثا، أطفالا وشبابا ورجالا)، وبينهم من تشرف واحتسب لله بسقوط شهيد له، ومنهم من فقد منزله، رأيناهم وهم يتحلقون حول سيارات مقاتلي القسام وقد صدحت حناجرهم بهتافات تشيد بالمقاومة الباسلة وتعلن تأييدها لها أثناء متابعتنا لعملية وصول الاسيرات الاسرائيليات الى ساحة السرايا في قلب غزة !!

3- إفشال الدعوات والمقترحات التي نادت ودعت وروّجت لما يسمى (اليوم الاخر لما بعد الحرب على غزة)، من خلال انتشار كتائب عزالدين القسام ( الجناح العسكري لحركة حماس) في قطاع غزة، وتحديدا في ساحة السرايا، أثناء عملية تسليم الأسيرات الاسرائيليات الثلاثة للصليب الأحمر، حيث ظهروا بكامل عدتهم وأسلحتهم ومركباتهم، معلنين بذلك أنهم موجودون وبقوة، وأنهم أسياد الأرض بلا منازع!!

لقد رأينا جموع أبناء غزة وهم يتجمعون في ساحة السرايا وسط غزة لمتابعة مشاهد تسليم الاسرائيليات الثلاث الاسيرات لدى حركة حماس الى الصليب الأحمر الدولي، وسمعنا هتافاتهم وصرخاتهم التي تشيد بالمقاومة وتؤكد التفافها والتحامها بها رغم المعاناة العظيمة والكبيرة التي عانوها طيلة العدوان الصهيوني على غزة والتي قاربت خمسة عشر شهرا متواصلا من عمليات الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج والتجويع!!

ورُبّ سائل يتساءل :
ولماذا اختارت حماس “ساحة السرايا” لتسليم الأسيرات الثلاث؟
والجواب على ذلك أقتبسه مما ورد على لسان تامر المسحال (مراسل قناة الجزيرة الفضائية)، ولعل مصداقية ما قاله المسحال تأتي كونه أحد أبناء غزة، حيث قال بأن لاختيار هذه الساحة تحديدا إنما له دلالات استراتيجية وسياسية، وأجملها بالآتي:

1- إن سر اختيار قيادة حماس لساحة السرايا تحديدا لم يكن عشوائيا، فهذه الساحة تعد من أهم الميادين المركزية في مدينة غزة، كونها تربط شارعيّ الجلاء وعمر المختار الرئيسيين، كما أن هذه المنطقة كانت قد تعرضت لتدمير واسع خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية!!

2- أن لها دلالة واضحة على فشل ذريع لمخططات العدو الإسرائيلي الهادفة لإقامة ثكنة عسكرية مركزية بساحة السرايا، وبالتالي فمشهد التسليم في ساحة السرايا جاء تأكيدا من حماس أنها هي من تسيطر على المنطقة التي دكها العدو الإسرائيلي وزرع فيها قواته لعدة أشهر بعد أن دمر منازلها على ساكنيها، وهجّر الكثير من أهاليها!!.

3- إن مشهد التسليم في قلب مدينة غزة بوجود ملحوظ ومكثف لمقاتلي القسام وبكامل قيافتهم وهندامهم العسكري وسيطرتهم وتنظيمهم لعمليات التسليم، وفي أول يوم من أيام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، يمثل ردا عمليا على الادعاءات الإسرائيلية القائلة بتدمير قدرات حماس وعموم المقاومة الفلسطينية في غزة!!

لقد أرغمت المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي على وقف العدوان ضد الشعب الفلسطيني، كما وأجبرته على الانصياع والرضوخ لبنود الاتفاق المتضمن انسحابا تدريجيا ومبرمجا متفقا عليه رغم محاولات نتنياهو إطالة أمد الحرب وارتكاب مزيد من المجازر، كما أن معركة “طوفان الأقصى” جسّدت أروع صور التلاحم العظيم للشعب الفلسطيني مع مقاومته وحطمت غطرسة العدو، كما وأجبرته على التفاوض من أجل استرداد أسراه ووفق الطريقة التي أرادتها المقاومة.

ختاما …

استشهد بما قاله تعالى في محكم آياته من سورة البقرة بحق المرابطين الصابرين:

“ولَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ (154)وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)”.

ما جاء في محكم آياته من سورة الرعد، الآية 24: “سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”.

وأقول للمطبعين والمرجفين والمهزوزين، ما جاء بقول الحق تعالى بشأنهم في سورة النحل، الآية 56: “تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ”.

وإنه لجهاد … نصر أو استشهاد.!!

سماك العبوشي

بغداد في 19/1/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى