الاخباردولي

اليوم الوطني لدولة الإمارات مسيرة توحيد وبناء على مر السنوات الــ 49 الماضية

#الشبكة_مباشر_دبي

سيحمل الاحتفال الرسمي لليوم الوطني هذا العام عنوان “غرس الاتحاد”، وسيُقام من دون جمهور حفاظاً على الصحة العامة، وسيتم بثّه على الهواء مباشرةً اليوم الأربعاء. ويتضمن العرض منحوتة فنية عائمة فوق سطح البحر تستعرض فقرات مستوحاة من قصة دولة الإمارات وقيمها العريقة. سيروي العرض بأسلوبه الفني المتميز المراحل والتطورات التي تمر بها البذرة عندما تنمو لتصبح فسيلة ثم تزهر ويشتد عودها، لتحاكي بذلك مسيرة دولة الإمارات على مر السنوات الــ 49 الماضية.

المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ، وإخوانه حكام الإمارات، في الثاني من ديسمبر عام 1971، بإعلانهم الاتحاد وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، لتظل منذ ذلك الوقت النموذج الأمثل للوحدة والاتحاد، وكانت الصورة حاصرة لتوثق تلك المسيرة، مع «ذاكرة الوطن». منذ وقت مبكر، شغلت فكرة الاتحاد الشيخ زايد، واتخذ مع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الخطوة الأولى نحو إنشاء الاتحاد، فتم عقد اجتماع في 18 من فبراير 1968 في السميح، على الحدود بين أبوظبي ودبي، وخلال ذلك اللقاء التاريخي وافق الشيخ زايد والشيخ راشد على دمج إمارتَيهما في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية والدفاع والأمن والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة، وتُركت بقية المسائل الإدارية إلى سلطة الحكومة المحلية لكل إمارة.

وعُرفت تلك الاتفاقية المهمة بـ«اتفاقية الاتحاد»، ويمكن اعتبارها الخطوة الأولى نحو توحيد الساحل المتصالح كله. وزيادةً في تعزيز الاتحاد، ولاهتمام الشيخ زايد والشيخ راشد بتقويته، قاما بدعوة حكّام الإمارات الخمس المتصالحة الأخرى، للمشاركة في مفاوضات تكوين الاتحاد.

مباحثات متتالية

في الفترة من 25 إلى 27 فبراير عام 1968، عقد حكام للإمارات مؤتمراً دستورياً في دبي، وفق ما يذكر الموقع الرسمي لـ«الأرشيف الوطني»، وبقيت تلك الاتفاقية المكوّنة من 11 نقطة، التي بدأت في دبي، مدة ثلاث سنوات قاعدة للجهود المكثفة لتشكيل الهيكل الدستوري والشرعي لـ«اتحاد الإمارات العربية» هذا، والذي يتكوّن من تلك الإمارات الأعضاء فيه، وعُقدت في تلك الفترة اجتماعات عدة على مستويات مختلفة من السلطة، والاتفاق على القضايا الرئيسة في اجتماعات المجلس الأعلى للحكام.

وفي الثاني من ديسمبر 1971 أُعلن رسمياً تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة، وبعد ذلك، أي في 10 فبراير 1972، انضمت رأس الخيمة إلى الاتحاد، فأصبح الاتحاد متكاملاً باشتماله على الإمارات السبع، وأصبحت هذه الدولة الاتحادية المؤسسة حديثاً، تُعرف رسمياً بدولة الإمارات العربية المتحدة.

في الأول من ديسمبر1971 بدأت جولة مهمة في الإمارات السبع وقع أثناءها الحكام وثيقة تُلغى بموجبها كل الاتفاقيات والمعاهدات التي عقدت مع بريطانيا منذ «المعاهدة العامة للسلام» التي وقعت عام 1820، وفي صباح اليوم التالي اجتمع في قصر الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، على شاطئ جميرا، خمسة حكام، ومعهم الشيخ راشد بن أحمد المعلا، الذي كان آنذاك ولياً لعهد أم القيوين، وتولى الحكم في ما بعد، ووضعوا خريطة عمل متكاملة لتأسيس دولة الإمارات، وتم التوقيع على وثيقة التأسيس.. ومن هنا كانت البداية نحو تحقيق الحلم وولدت دولة جديدة».

زعيم ذو مكانة

وهكذا توّج الشيخ زايد جهوده التي استمرت ثلاث سنوات بتوحيد الإمارات المتصالحة تحت عَلَم واحد، وتمكن في تلك الفترة من إقناع كل من يهمه الأمر بمزايا الاتحاد دون أن تتأثر سيادته، ووضع الشيخ زايد قواعد الاتحاد حين هداه اقتناعه الشخصي ورؤيته الثاقبة للعالم من حوله، وسرعان ما ظهر زعيماً عربياً ذا مكانة، وسفيراً للوحدة العربية أيضاً، وما إن تحقق حلمه في الاتحاد حتى بدأ يتطلع إلى العالم الأوسع حوله، وبرزت صورته زعيماً يجيد إدارة الشؤون على المسرح العالمي. ويُضاف إلى ذلك أن تأسيس صندوق أبوظبي للتنمية الاقتصادية في عام قيام دولة الإمارات، قد أكد التزام الشيخ زايد اقتسام ثمار رخاء أبوظبي الناجم عن عائدات النفط مع أقل البلاد حظاً، العربية والإسلامية، وغير الإسلامية، وقد قام الصندوق بدور عظيم في توفير ما لا يقل عن 24 مليار دولار في صور مساعدات اقتصادية لأقل الدول حظاً، وللمؤسسات التي تشرف على التنمية الاجتماعية والاقتصادية بها».

أن أهمية الاتحاد في هذه اللحظات رفع عَلَم دولة الإمارات لأول مرة في هذه الدار، دار الاتحاد بدبي، هي لحظات ملأتنا جميعاً ومازالت بكل مشاعر العزة والفخر والاستقلالية والوحدة أيضاً، وانتخاب زايد رئيساً وراشد نائباً في المكان نفسه، كان بداية الانطلاقة لرحلة مباركة من البناء والتطوّر في أرض الإمارات الطيبة، وواجبنا تجاه أبناء الوطن أن نخلد لهم هذه اللحظات العظيمة، ونذكرهم جميعاً أن تواضع البدايات يمكن أن يؤدي إلى نهايات عظيمة إذا رافقها الإخلاص للوطن والعزيمة الصادقة والهمة العالية».

فخر واعتزاز

صرّح المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بعد سنين من النجاح الذي حققه الاتحاد بكل فخر واقتناع: «إن كل ما تم إنجازه قد فاق توقعاتنا بعون من الله تعالى، ثم بعزم وإرادة قوية وصادقة، ما يؤكد أنه ليس هناك شيء لا يمكن تحقيقه لخدمة الشعب ما دام العزم ثابتاً وقوياً، وما دامت النيات صادقة».

و تتوجه أعين العالم نحو إمارة دبي بحلول شهر ديسمبر كل عام، مترقبةً احتفالات اليوم الوطني الاماراتي 49 هذا العام في دبي وباقي مدن الامارات، إذ من المتوقع أن تُبدع دولة الإمارات عموماً، وإمارة دبي خصوصاً، في ابتكار فعاليات العيد الوطني للامارات 49 الذي يوافق 2 ديسمبر من كل عام، حيث تُبهرنا سنوياً بالأنشطة المتنوعة والفعاليات الترفيهية بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي.

احتفالات اليوم الوطني الاماراتي 2020 في دبي

تحتفل كافة قطاعات الدولة في ذكرى اتحاد دولة الإمارات الذي تحقّق عام 1971، وتعد هذه المناسبة واحدة من أهم الفعاليات التي تُقام سنوياً في دبي، حيث تحرص الفنادق والمطاعم على التنافس من أجل توفير مجموعة واسعة من العروض والفعاليات الجديدة خلال إجازة اليوم الوطني للامارات، إذ تملأ البهجة أركان إمارة دبي في الفترة ما بين 29 نوفمبر وحتى 3 ديسمبر، لتتسابق المطاعم والمقاهي في عرض أفضل الخدمات وتقديم الخصومات، وكذلك إحياء بعض الفعاليات التي تتماشى مع هذه المناسبة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى