كلمة العددمقالات

رسالتان متبادلتان على الفيسبوك .. بيني وبين صديقي الأستاذ والمثقف الكبير د محمد رضا مبارك

#الشبكة_مباشر_بغداد_د. كاظم المقدادي

رسالتان متبادلتان على الفيسبوك .. بيني وبين صديقي الاستاذ والمثقف الكبير د محمد رضا مبارك .. على اثر نشر “بوست” على حسابي الالكتروني في موضوع “اصدقاء الفيسبوك” .

صديقي د كاظم المقدادي
عام جميل ايها الجميل ، ودع عنك من يستحق ، ومن لا يستحق فقد فات اوان التقييم ، وربما القول القدسي “لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا “.
نحن مجموعة نوازع بشرية ، شوهها العصر والزمان والخسران .. عبثا نبحث عن الانقياء في الزمن الغريب .

هذا الانسان كالنص اهم ما فيه “المضمر ” وليس الظاهر ، ومن يدعي انه يعرف المضمرات في تضارب المصالح والمنافع وفي ازدياد وتيرة الاحقاد وتطويع المقدس للمصالح الخاصة .. حتى الله لم يسلم من طمعنا الجارف ، فعلام تبحث عن النقاء وكل ما حولنا مدنس ..؟

ربما انا قريب من شوبنهاور ، نعم قريب منه وبهذا ساركن في عامي المقبل الى نفسي ، اجدد العهد معها ، احاول تنقيتها ولا نقاء .. وساترك الاخرين للاخرين ، لا ابحث عن زيفهم واصالتهم فهذا كما يقول فلاسفتنا من “خرط القتاد”.

وقتنا يتناقص .. وسنحرص على زيادة المحبة في وجه الزيف والطغيان وبيع الاوطان .

كنا شهداء على زمن يتفسخ وواقع يتشظى وكائنات مسوخ لا تلوي على شيءٍ عامك المقبل اسعد واجمل رغم جبال الصديد التي تعلونا .. تحياتي محمد رضا مبارك .

——————
صديقي الاستاذ محمد رضا مبارك ..
ها اني اراك وقد وصلت الى تلوين المتن ، في الموجز الذي قدمته للاصدقاء ، من الواعين ، اصحاب الكلمة والثبات على الموقف الوطني الفاعل ، ولم يغرهم منصب زائل ، ولا شعارات حزب دخيل فاشل .

صحيح .. ان الفيلسوف الالماني “شوبنهاور” وبعد معركة واترلو ، وهزيمة نابليون ، وضياع مباديء الثورة الفرنسية .. انتابه اليأس والاحباط مثل نيتشة و غيره من مفكري وفلاسفة اوربا .. لكنه ايقن ، فيما بعد .. ان الخنوع ليس مجديا ، والعزلة ليست امرا صائبا .

ومن هنا ،، بدأ جدل التنوير الذي اثارته مدرسة فرانكفورت ،، ونشر هذا الجدل في كتاب ازاح الكثير من فكرة الركون الى الملابسات ، وليرسخ صحوة فكرية بعيدة عن الضبابيات .

يا صديقي ..
لا يجب ان يقف المثقف العضوي الفاعل متفرجا .. لانه مفكر توليدي كما يصفه تشومسكي .

ان شوبنهاور هو الاخر عاش في زمن متفسخ ورديء ، تراجعت فيه منظومة القيم ومباديء الثورة الفرنسية .. امام عودة الملكية والاقطاعيات ، لكنه لم يرتهن الى فلسفة النكوص ، ولا الى حماسة فائضة ، او موقف منقوص .

لقد انتفض في سنة ١٨١٨ ، بعد هزيمة “معركة واترلو ” بثلاث سنين ، وشرع في كتابة افضل واعمق كتبه الفلسفية ( العالم كإرادة وفكرة ) بعد انتصار الشر على الخير ، واستبداد اليأس ومكوث الفشل ، وجفاف منابع الأمل .

اتدري ماذا فعل شوبنهاور المتشائم السوداوي الذي كان يرى ان كل ما في الحياة هو شر مطلق .. لقد ذهب الى مزرعةً المعرفة التي تركها فولتير ، وحصد الارض وجاء بالثمار في كتاب المهم – الارادة – فكان عظيما ، عندما جرد الارادة من سلطتها العبثية بفلسفة الزهد الهندية ، جاعلا من الموسيقى ارادة خلاقة بهية ، وقد رسم لنا معنى التغيير كفكرة ، ومعنى الحياة كإرادة ، وليست ارادة مبيدة .. مستعينا بجمال الفكر وتجلياته ، مستنيرا باعظم المفكرين مثل .. فولتير ، ومونتسكيو ، وجان جاك روسو ، وكان وعي المعرفة ، ثمرة رائعة من ثمار فلسفتهم ، فندت سلوك الكهنة والاقطاعيين واشباههم ، من الجهلة ” الأمعة ” اللاهثين وراء كل لاهث .

وما اشبه ايامنا العصيبة هذه .. بتلك الايام التي وقف الجهل ضد توهجات العقل والفلسفة ، واتخذوها هزوا .

هاهم اليوم .. نراهم في العراق “العقيم” .. يركضون وراء كل راكض .. يتدافعون بالمناكب ، من اجل المناصب ، فاسدون ، متلونون ، قوالون ، افاكون ، مداهنون .. في زمن رديء بلا مباديء ،، فمنهم من هو زائف ، مخادع ، ومنهم من هو ماكر منافق .. متشبعون بالغل والحقد ، ينبرون امامك فجأة ، لتسفيه اقوالك ، وتدمير احلام جيل العزيمة ، كما فعلوا في اجهاض انتفاضة تشرين العظيمة .. وهم السفهاء ، ولكنهم يتجاهلون .

هؤلاء يا صديقي .. لا يمكن ان يكونوا يوما اصدقاء لنا ، دعهم في غيهم يعمهون ..&

دمت للصداقة الحقة والجمال ..د كاظم المقدادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى