عيرتني بالشيب وهو وقار، يا ليتها عيرت بما هو عار وهل لصبغ الشعر للرجل عيب؟
#الشبكة_مباشر_بروكسل_ د. فوزي الكناني

مقدمة
الشيب سمة من سمات العمر، يراه البعض وقارًا وهيبة، بينما يعتبره آخرون علامة على تقدم السن، فيسعون لإخفائه. وبين هذين الرأيين، يبقى السؤال: هل لصبغ الشعر للرجل عيب؟ وما دلالة البيت الشعري الشهير “عيرتني بالشيب وهو وقار، يا ليتها عيرت بما هو عار”؟
تحليل البيت الشعري
هذا البيت ينسب إلى أبي الطيب المتنبي، الشاعر الذي اشتهر بفخره بنفسه وعزته وكبريائه. في هذا البيت، يعاتب الشاعر من عيرته بشيبه، متعجبًا من اعتبارها إياه نقيصة،
الدلالة والمعنى العميق،
الشاعر يرفض النظرة السطحية التي ترى الشيب عيبًا، ويؤكد أن العيوب الحقيقية ليست في تغير لون الشعر، بل في الأخلاق السيئة أو الأفعال المشينة.
يحمل البيت رسالة تدعو إلى الاعتزاز بالنفس وعدم الالتفات إلى انتقادات الآخرين التي قد تكون قائمة على مفاهيم خاطئة.
يبرز البيت فكرة أن الوقار لا يتعلق بالشباب أو الكبر، بل بالسلوك والشخصية.
السياق الثقافي للشيب في التراث العربي
في الثقافة العربية، الشيب كان وما زال يُنظر إليه على أنه علامة على الحكمة والخبرة. وقد قيل في الشيب:
“شيبة في الرأس ولا عيبة في النفس”، أي أن ظهور الشيب لا يعد عيبًا إذا كانت أخلاق الشخص وسلوكه مستقيمين،
الشيب بين الوقار والتغيير :
هناك من يتمسك بالشيب باعتباره مظهرًا طبيعيًا ووقارًا، وهناك من يفضّل صبغ شعره للحفاظ على مظهر أكثر شبابًا.
لماذا يلجأ الرجال لصبغ الشعر؟
1. الرغبة في الحفاظ على مظهر شبابي: البعض يرى أن الشيب يجعلهم يبدون أكبر من عمرهم الحقيقي، فيلجأون إلى الصبغ لاستعادة الشباب.
2. متطلبات العمل: في بعض المهن، مثل الإعلام والفن، يفضل الرجل الظهور بمظهر شبابي وجذاب.
3. أسباب نفسية: البعض يشعر براحة نفسية عندما يخفي الشيب، خاصة إذا ظهر مبكرًا.
4. أسباب اجتماعية: هناك مجتمعات تعتبر أن الرجل الذي يصبغ شعره يبدو أكثر اهتمامًا بنفسه وأناقة.
حكم صبغ الشعر في الإسلام،
بعض الفقهاء يرون أن صبغ الشعر بالسواد مكروه، بينما يفضلون استخدام الحناء أو الكتم.
هل صبغ الشعر عيب؟
العيب أمر نسبي، يحدده العرف والعادات الاجتماعية. صبغ الشعر لا ينتقص من وقار الرجل، فهو خيار شخصي لا يدل على ضعف أو قلة احترام، طالما أنه لا يستخدم للخداع أو التضليل.
الشيب ليس عيبًا، بل هو رمز للنضج والحكمة. والقرار بين إبقائه أو صبغه يعود للفرد نفسه، حسب رغبته وظروفه. الأهم هو أن يظل الإنسان واثقًا من نفسه، سواء احتفظ بشيبه أو اختار تغييره، لأن الوقار لا يقاس بلون الشعر، بل بالعقل والأخلاق