كلمة العددمقالات

إدمان السلطة

#الشبكة_مباشر_بغداد_د. كاظم المقدادي

السائد ومذ اكثر من عشرين سنة ويزيد ، أن أصحاب الحل والشد والمد ونقض العهد ، في حلً من أمرهم بسعيهم المجنون ، فأدمنوا على السلطة وهم لا يشعرون ..!!
الأدمان السياسي اشد خطورة من الادمان على المخدرات ، والتسول في الشوارع والطرقات ، لأن مثل هكذا إدمان ينتج عنه حكماً يطول ،مستعيناً بكل الوسائل والغايات .
السلطة ، بكل اشكالها وأنواعها ، ديمقراطية ودكتاتورية ، تضيف عادة قوة تخيلية على نفسية الفرد الحاكم ، فيفقد المتسلط الوعي التاريخي لمفهوم السلطة ، وتختلط عنده المعايير الاخلاقية ، وتتقلب به الموازين السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

من أفلاطون ومدينته الفاضلة ،، إلى ميكافيلي ودولته الفاتنة ، ومن هتلر ودولته النازية ، إلى موسوليني ودولته الفاشية ، إلى ستالين ودولته الشيوعية ، وفرانكو ودولته الاستبدادية ، تجتمع كل هذه الـمظاهر والنماذج ، لتغذي الحكم في العراق الجديد ، وبهذه الأنواع لتبدو لنا واضحة جلية ، والنتيجة ،، اختفاء دولة المواطن المحكوم ، والأحتفاء المستمر بدولة المسؤول المأزوم .

شغلوا انفسهم بمحاربة الأرهاب والمخدرات ، ونسوا و تناسوا أنهم مدمنون على اسوء انواع الإدمان حد النخاع ،، ويظنون أن حكمهم ديمقراطي وقانوني و شجاع ..!!
و يوم تحين الساعة ، وينهار كل شيء ، فلا تنفعهم قصور الجادرية والقلاع ، ولاتأويهم عگود الكرادة ، وبيوت البياع .

ادارة الفيسبوك ،، تبدأ سؤالها قبل الشروع بالكتابة بقولها ( بم تفكر) ..؟

وكثيرا ما يكون جوابي تلقائياً : افكر بوطني ، وماذا سيحدث من تغيير قادم لا محال ، من غربلة سياسية تطال كل من سرق وقتل ، وأساء للشعب بحقارة وإبتذال .
القادم سوف يأتي ، فنحن محكومون بالحرية ، على الرغم من مفاجآت ، قد تكون غير سارة ، في زمن تمادى فيه السفهاء ، ومحاولاتهم اليائسة لقتل روح الوطنية والإباء .
كيف يمكن لنا ( عقلنة التاريخ ) تاريخ نكتبه نحن العراقيين بدمائنا ، بعيداً عن اطماع ايران وأذرعها التوسعية، وضد سفاهة ترمب الذي يطمح برهن مواردنا ومستقبلنا وارادتنا الوطنية ،وكأننا نحن الذين غزونا ولايات أمريكا الشمالية لتعيش سنوات تحت القدر ،، وكأننا نحن الذين سرقوا المتاحف ، ودمروا المصانع ، واحرقوا كل شيء من غير حذر ، وتركنا البلاد في فوضى خناقة ، لا تبقي ولاتذر .

نحن ضحاياكم مستر ترامب ،، يا وريث بوش ، فلماذا تطلب التعويض ، والإدارة الامركية ، سواء كانت ديمقراطية او جمهورية ، كانت وراء تدمير العراق ، وتحطيم قدراته الحياتية ، ليصبح العراق دولة فاشلة ، بكل المقاييس الدولية ، بعد ان سمحتم للعملاء والمنحطين ، يتحكمون بالبلاد والعباد .

في عهد الخليفة العباسي المنتصر بالله ، كان أحد ولاته المتسلطين وأسمه ابن القصاب ، قد ظلم العالم البغدادي (ابو الفرج ابن الجوزي ) لأنه كان كثير النقد ، كثير الكلام لا يعجبه العجب العجاب ، فأمر ابن القصاب بنفي ابن الجوزي من بغداد إلى واسط بتعسف وإسفاف ،، فعاش بعيدا عن بغداد ومجالسه وعلمه ومريديه لمدة خمس سنين عجاف .

في اهم كتبه ( اخبار الحمقى والمغفلين) وضع السياسيين في خانة الحمقى والمغفلين بسبب جهلهم بالأمور الحياتية والاجتماعية والسياسية ، فتطرق إلى الحماقة وصفاتها ومعناها ، مع بيان ان الحمق غريزة ، ونصح بعدم صحبة الأحمق بعد وصفهم بدقة متناهية :

من كان أنفه غليظاً ممتلئاً ، فهو قليل الفهم .

ومن كان غليظ الشفة فهو احمق غليظ الطبع ، ومن كان وجهه شديد الاستدارة فهو جاهل قليل التوقع .

في العراق .. يبدو ان هناك الكثير ممن تنطبق عليهم هذه الصفات التي أوردها ابن الجوزي ، الذي عاش حياته متفوهاً جريئاً ، ولا يخشى من ظالم خائر ، ولا يخاف من أي حاكم جائر

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لن نعلق على الزميل المقدادي كي لا ربما يزعل !!! فهو رجل له دور في تحليل الأمور و٨٠% يصيب الهدف، لكن المشكلة في ٧٠% من الشعب منشغل بمناسبة قبل ١٣٨٠ عاما، ويطلب المراد من معمم مريض.قضيتنا خارج تفكير اي محلل للامور سياسيا.تحياتي للجميع.
    ا.د. ابو ليث.علي عطية الرفاعي
    ٢٣ اذار ٢٠٢٥م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى