
: دورالذكاء الاصطناعي في بناء مستقيل المنظومة الفكرية العربية
المقدمة
يعد الذكاء الاصطناعي أحد أكثر ابتكارات البشرية الواعدة، ويملك الذكاء الاصطناعي القدرة بالمساهمة في تطوير جوانب الحياة من الرعاية الصحية والتعليم والمعرفة إلى التمويل والنقل ومستقبل تكنولوجي مستدام. رغم هذه الإسهامات التي يقدمها لكن هناك جوانب اخرى وهو ما يشكله من مخاوف على قيم المنظومة الأخلاقية الفكرية العربية ,
وهنا يجب أن يتمتع الأفراد بالقدرة على فهم وتدقيق القرارات التي تتخذها أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتحميل المطورين والمستخدمين المسؤولية عن آثاره
تقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات واستخدامها لمساعدة العمليات التجارية بفعالية. على سبيل المثال، يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي الاستجابة للمحادثات البشرية في دعم العملاء، وإنشاء صور ونصوص أصلية للتسويق، وتقديم اقتراحات ذكية للتحليلات.
في النهاية، يتعلق الذكاء الاصطناعي بجعل البرامج أكثر ذكاءً لتفاعلات المستخدم المخصصة وحل المشكلات المعقدة.
أوجه التشابه والاختلاف بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي:
يختلف التفكير البشري عن الذكاء الاصطناعي في العديد من الجوانب، حيث يعتمد العقل البشري على الإبداع، المشاعر، والحدس، بينما يعتمد الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات والخوارزميات. يمتلك البشر القدرة على التفكير النقدي، اتخاذ القرارات بناءً على القيم والعواطف، والتكيف مع المواقف غير المتوقعة، في حين يعمل الذكاء الاصطناعي بكفاءة على تحليل المعلومات والتنبؤ بالأنماط، لكنه يفتقر إلى الوعي الحقيقي والإبداع العفوي. ورغم هذه الفروقات، لا يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كبديل للعقل البشري، بل كأداة داعمة تعزز القدرات البشرية، خاصة في مجالات تحتاج إلى دقة وسرعة في معالجة البيانات. التحدي يكمن في تحقيق توازن بين الاثنين لضمان مستقبل يجمع بين الذكاء الاصطناعي والإبداع الإنساني لصالح المجتمع
ما هي بعض أنواع تقنيات الذكاء الاصطناعي؟
زادت تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية. فيما يلي بعض الأمثلة على تقنيات الذكاء الاصطناعي الشائعة التي ربما واجهتها
انشاء الصور
يتضمن إنشاء الصور الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور جديدة من البداية أو بناءً على الأوصاف. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أخذ مطالبة نصية بسيطة مثل «غروب الشمس فوق الجبال» وإنشاء صورة واقعية أو فنية لهذا المشهد. تُستخدم هذه التقنية في الفن والترفيه والتسويق، مما يسمح للمبدعين بتصور المفاهيم بسرعة وكفاءة.
توليد النص
هو عندما يكتب الذكاء الاصطناعي النص تلقائيًا، محاكيًا الكتابة البشرية. يمكنه إنشاء أي شيء من الجمل البسيطة إلى المقالات أو القصائد أو القصص بأكملها. تُستخدم هذه التقنية في روبوتات المحادثة وإنشاء المحتوى وحتى لكتابة رسائل البريد الإلكتروني أو التقارير
يؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد على طريقة تفكير البشر، حيث يسهم في تسريع عمليات التحليل واتخاذ القرار من خلال توفير بيانات دقيقة وتوقعات مبنية على أنماط محددة. ومع ذلك، فإن الاعتماد المفرط عليه قد يؤدي إلى تراجع التفكير النقدي والإبداعي لدى الأفراد، حيث تصبح العقول أكثر اتكالًا على الخوارزميات بدلاً من التحليل المستقل. من جهة أخرى، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز التفكير البشري من خلال إتاحة فرص جديدة للابتكار وتقديم حلول غير تقليدية للمشكلات المعقدة. لذا، يكمن التحدي في استخدامه بطريقة تكميلية تحافظ على قدرة الإنسان على التفكير النقدي واتخاذ القرارات الواعية، بدلاً من أن يصبح بديلاً للتفكير البشري.
توليد الكلام والتعرف عليه
يسمح توليد الكلام للذكاء الاصطناعي بإنتاج كلمات منطوقة، مثل الطريقة التي يتحدث بها المساعدون الافتراضيون (مثل Alexa) معك. يحدث التعرف على الكلام عندما يفهم الذكاء الاصطناعي الكلام البشري ويعالجه. تُستخدم هذه التقنية على نطاق واسع في الأجهزة التي تعمل بالصوت، والخطوط الساخنة لخدمة العملاء، وحتى في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على التواصل بشكل أكثر فعالية.
الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط
يجمع الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط ( البيانات المختلفة، مثل النصوص والصور والصوت، لإنشاء فهم أكثر شمولاً للمعلومات. على سبيل المثال، قد يقوم الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط بتحليل مقطع فيديو من خلال فهم الكلمات والأشياء المنطوقة في الفيديو وقراءة أي نص يظهر على الشاشة. يُستخدم هذا الشكل المتقدم من الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل المركبات المستقلة، حيث يعد فهم وتفسير أنواع البيانات المتعددة في وقت واحد أمرًا بالغ الأهمية للتشغيل الآمن
يختلف الابتكار بين البشر والآلات من حيث الطبيعة والآلية، فالبشر يتميزون بالإبداع العفوي، الحدس، والقدرة على التفكير خارج الصندوق، مما يسمح لهم بتوليد أفكار جديدة بناءً على المشاعر والتجارب الشخصية. في المقابل، تعتمد الآلات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، على تحليل البيانات الضخمة واستخراج الأنماط لإنتاج حلول مبتكرة، لكنها تفتقر إلى الوعي الحقيقي والقدرة على الخروج عن الإطار البرمجي المحدد لها. ومع ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة قوية لتعزيز الابتكار البشري، من خلال تسريع عمليات البحث والتطوير وتقديم رؤى دقيقة تساعد المبدعين على اتخاذ قرارات أكثر كفاءة. لذا، فإن التكامل بين قدرات البشر والذكاء الاصطناعي هو المفتاح لتحقيق ابتكارات غير مسبوقة تدفع عجلة التطور في مختلف المجالات
يُعد تحسين الكفاءة من أبرز مزايا الذكاء الاصطناعي، حيث يساهم في تسريع العمليات وتقليل الأخطاء وزيادة الإنتاجية في مختلف المجالات. من خلال الأتمتة، يمكن للذكاء الاصطناعي تنفيذ المهام المتكررة بدقة وسرعة تفوق القدرات البشرية، مما يسمح للموظفين بالتركيز على الجوانب الإبداعية والاستراتيجية. كما يساعد في تحسين إدارة الوقت والموارد، حيث يمكنه تحليل كميات هائلة من البيانات واتخاذ قرارات مستنيرة في ثوانٍ معدودة. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة التشغيلية في القطاعات الطبية، الصناعية، والخدمية، مما يؤدي إلى خفض التكاليف وزيادة الجودة، وجعل العمليات أكثر ذكاءً وفعالية
تحسين الكفاءة التشغيلية
يساهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في توفير الوقت والتكاليف عبر أتمتة المهام المتكررة وتحسين الكفاءة التشغيلية. من خلال قدرته على معالجة البيانات بسرعة واتخاذ قرارات دقيقة، يمكنه تقليل الوقت المستغرق في العمليات اليدوية، مما يسمح للمؤسسات بإنجاز المهام في وقت أقل. كما يساعد في تقليل الأخطاء البشرية، مما يؤدي إلى خفض التكاليف المرتبطة بالتصحيح وإعادة العمل. بالإضافة إلى ذلك، يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين إدارة الموارد، سواء في الشركات أو القطاعات الخدمية، مما يؤدي إلى تقليل الهدر وزيادة الإنتاجية. في المجال الطبي، يساعد في تسريع التشخيص وتقليل تكاليف الرعاية الصحية، بينما في الصناعة، يسهم في تحسين كفاءة خطوط الإنتاج وخفض نفقات التشغيل .
السرعة باتخاذ القرارات
يساعد الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات أكثر دقة من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة وفعالية، مما يقلل من الأخطاء البشرية ويوفر رؤى دقيقة تستند إلى أنماط وإحصائيات واضحة. باستخدام تقنيات التعلم الآلي والتعلم العميق، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالنتائج المحتملة واقتراح أفضل الحلول بناءً على المعلومات المتاحة. في المجالات الطبية، يساعد في تشخيص الأمراض بدقة أعلى، بينما في قطاع الأعمال، يمكنه تحسين استراتيجيات التسويق واتخاذ قرارات مالية أكثر كفاءة. كما يُستخدم في الأمن السيبراني للكشف عن التهديدات المحتملة بشكل استباقي. من خلال دعم القرارات المستنيرة وتقليل المخاطر، يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء في مختلف القطاعات
يتيح الذكاء الاصطناعي إمكانية تخصيص التعليم من خلال تقديم تجربة تعلم مخصصة تلبي احتياجات كل طالب وفقًا لمستواه وأسلوب تعلمه. بفضل تقنيات التحليل الذكي للبيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي تتبع تقدم الطلاب، وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم، ومن ثم اقتراح خطط تعليمية مخصصة تساعدهم على تحسين أدائهم. كما يمكنه توفير محتوى تعليمي تفاعلي، مثل الدروس التكيفية والاختبارات الذكية، التي تتغير بناءً على استجابة الطالب. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الذكاء الاصطناعي في دعم المعلمين من خلال تحليل أداء الطلاب واقتراح استراتيجيات تدريس أكثر فعالية. بهذه الطريقة، يسهم في جعل العملية التعليمية أكثر كفاءة، ويضمن تجربة تعلم فريدة لكل طالب، مما يعزز من فهمهم واستيعابهم للمعلومات أنظمة التعلم الذكي هي أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة تعليمية متطورة وفعالة من خلال تحليل أداء الطلاب وتكييف المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجاتهم الفردية. تستخدم هذه الأنظمة تقنيات مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية لفهم أسلوب التعلم الخاص بكل طالب، مما يسمح بتقديم دروس تفاعلية، اختبارات ذكية، وتوصيات تعليمية مخصصة.تساعد أنظمة التعلم الذكي في تحسين الكفاءة التعليمية من خلال أتمتة عمليات التقييم، تقديم تغذية راجعة فورية، وتوفير مواد تعليمية متكيفة مع مستوى الطالب. كما تعزز دور المعلم من خلال تقديم تحليلات متقدمة حول أداء الطلاب، مما يمكنهم من توجيه جهودهم بشكل أكثر دقة وفعالية. بفضل هذه التقنيات، يصبح التعليم أكثر مرونة وشمولية، مما يساعد في تحسين تجربة التعلم وزيادة فاعلية العملية التعليمية
يساهم تحليل بيانات الطلاب باستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم من خلال تتبع أداء الطلاب وفهم احتياجاتهم بشكل دقيق. تعتمد هذه التقنية على جمع البيانات من مصادر مختلفة، مثل الاختبارات، التفاعلات داخل المنصات التعليمية، ومستوى المشاركة في الدروس، ثم تحليلها لاستخراج أنماط التعلم ونقاط القوة والضعف لكل طالب.من خلال هذا التحليل، يمكن للمعلمين تصميم خطط تعليمية مخصصة تناسب قدرات الطلاب، مما يساعد في تعزيز فهمهم وتحسين مستواهم الأكاديمي. كما يتيح للمدارس والجامعات اتخاذ قرارات مبنية على البيانات، مثل تحديد المواد التي تحتاج إلى تحسين أو تطوير أساليب التدريس. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات أن يسهم في التنبؤ بالمشكلات التعليمية، مثل احتمالية انخفاض أداء الطالب، مما يسمح باتخاذ إجراءات مبكرة لدعمه وتوفير بيئة تعلم أكثر كفاءة وفعالية.
يساهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في تحفيز النمو الاقتصادي من خلال زيادة الإنتاجية، تحسين الكفاءة، وخلق فرص جديدة في مختلف القطاعات. بفضل الأتمتة وتحليل البيانات الضخمة، يمكن للشركات تحسين عملياتها، تقليل التكاليف، واتخاذ قرارات أكثر دقة، مما يؤدي إلى تعزيز الأرباح والنمو المستدام.كما يفتح الذكاء الاصطناعي مجالات اقتصادية جديدة من خلال الابتكار في الصناعات مثل التكنولوجيا المالية، الرعاية الصحية، والتجارة الإلكترونية، مما يخلق وظائف جديدة قائمة على المهارات التقنية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد في تعزيز القدرة التنافسية للدول عبر تحسين سلاسل التوريد، دعم ريادة الأعمال، وتحقيق تحول رقمي شامل. ومع ذلك، يتطلب تحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي استثمارات في التعليم والتدريب لضمان تأهيل القوى العاملة لمواكبة التغيرات المستقبلية في سوق العمل
يُعد تحليل البيانات عنصرًا أساسيًا في التجارة الإلكترونية، حيث يساعد الشركات على فهم سلوك العملاء، تحسين استراتيجيات التسويق، وتعزيز تجربة المستخدم. يعتمد الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات ضخمة من البيانات لاستخراج أنماط واتجاهات تسهم في اتخاذ قرارات أكثر دقة.يساعد تحليل البيانات في تخصيص تجربة التسوق من خلال توصيات المنتجات بناءً على اهتمامات المستخدم، مما يزيد من معدلات المبيعات والولاء للعلامة التجارية. كما يُستخدم في إدارة المخزون عبر التنبؤ بالطلب المستقبلي وتقليل الفاقد. بالإضافة إلى ذلك، يُسهم في تحسين استراتيجيات التسعير من خلال تحليل عوامل السوق والمنافسة، مما يساعد الشركات على تقديم أسعار تنافسية. بفضل هذه التقنيات، أصبحت التجارة الإلكترونية أكثر ذكاءً وكفاءة، مما يعزز النمو الاقتصادي ويرفع مستوى رضا العملاء
استثمار الذكاء الاصطناعي أصبح أحد المحاور الرئيسية لتعزيز الابتكار وزيادة الكفاءة في مختلف القطاعات الاقتصادية. تعتمد الشركات والحكومات على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، تحسين العمليات التشغيلية، وخلق حلول ذكية تساهم في رفع الإنتاجية وتقليل التكاليف. يُعد الاستثمار في تقنيات مثل التعلم الآلي، معالجة اللغة الطبيعية، والروبوتات الذكية عاملاً رئيسيًا في تطوير مجالات مثل الطب، التجارة، والصناعة. يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في اتخاذ قرارات استثمارية أكثر دقة من خلال تحليل الأسواق المالية والتنبؤ بالاتجاهات الاقتصادية، مما يسهم في تحسين العوائد وتقليل المخاطر. بالإضافة إلى ذلك، يدعم ريادة الأعمال من خلال توفير أدوات تحليل متقدمة تُساعد الشركات الناشئة على تطوير نماذج أعمال مبتكرة. ومع تزايد التقدم في هذا المجال، يُتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي في المستقبل.
أتمتة المهام بالذكاء الاصطناعي
في مكان العمل أصبحت من العوامل الرئيسية التي تعزز الإنتاجية وتقلل من التكاليف التشغيلية. يساعد الذكاء الاصطناعي في تنفيذ المهام المتكررة تلقائيًا، مثل معالجة البيانات، الردود على استفسارات العملاء، وجدولة الاجتماعات، مما يوفر الوقت للموظفين للتركيز على المهام الإبداعية والاستراتيجية.في الموارد البشرية، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل السير الذاتية، اختيار المرشحين المناسبين، وتقديم توصيات حول خطط التدريب. أما في الإدارة المالية، فيُستخدم لتحليل النفقات، كشف الاحتيال، وإعداد التقارير المالية بدقة وسرعة. كما تساهم أتمتة العمليات في تحسين تجربة العملاء عبر روبوتات الدردشة والتوصيات الذكية، مما يؤدي إلى استجابة أسرع وأكثر تخصيصًا.رغم الفوائد الكبيرة، فإن نجاح أتمتة المهام يعتمد على التكامل بين الذكاء الاصطناعي والعامل البشري، حيث تظل المهارات البشرية مثل التفكير النقدي والإبداع ضرورية لضمان قرارات فعالة. من خلال الاستخدام الذكي للأتمتة، يمكن لمكان العمل أن يصبح أكثر كفاءة، مرونة، وابتكارًا
تحسين تجربة الموظف بالذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في بيئات العمل الحديثة، حيث يسهم في توفير بيئة أكثر إنتاجية وراحة من خلال الأتمتة، التخصيص، وتحليل البيانات.يساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل الأعباء الإدارية عبر أتمتة المهام المتكررة، مثل جدولة الاجتماعات وإدارة البريد الإلكتروني، مما يتيح للموظفين التركيز على المهام الإبداعية والاستراتيجية. كما يُستخدم في تخصيص خطط التدريب والتطوير بناءً على أداء الموظف واحتياجاته، مما يعزز مهاراته ويساهم في تطوره المهني.في الموارد البشرية، يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين التوظيف من خلال تحليل السير الذاتية بسرعة، وتقديم تجارب توظيف مخصصة، مما يسهل عملية دمج الموظفين الجدد في بيئة العمل. بالإضافة إلى ذلك، يساعد في تحليل معنويات الموظفين من خلال استبيانات ذكية وتقنيات تحليل المشاعر، مما يمكن الشركات من اتخاذ قرارات لتحسين بيئة العمل وتعزيز الرضا الوظيفي.من خلال هذه التقنيات، يصبح العمل أكثر مرونة وذكاءً، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية، تعزيز الولاء الوظيفي، وخلق بيئة عمل محفزة تدعم الابتكار والتطوير المستمر
تطوير المهارات في عصر الذكاء الاصطناعي أصبح ضروريًا لضمان التكيف مع التحولات الرقمية. يتطلب ذلك تعلم المهارات التقنية مثل تحليل البيانات، البرمجة، والأمن السيبراني، إلى جانب المهارات الشخصية كالابتكار، التفكير النقدي، والتكيف مع التغيرات. كما أن الذكاء العاطفي والتواصل يلعبان دورًا مهمًا في بيئات العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي. من خلال التعلم المستمر واكتساب هذه المهارات، يمكن للأفراد تحقيق تكامل فعال بين الإنسان والتكنولوجيا، مما يعزز الإنتاجية ويضمن النجاح في المستقبل.
الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانيات هائلة لتحسين مختلف المجالات، مثل التعليم، الاقتصاد، ومكان العمل، حيث يساهم في أتمتة العمليات، تحليل البيانات الضخمة، واتخاذ القرارات بدقة وكفاءة. في التعليم، يساعد على تخصيص تجربة التعلم من خلال تحليل أداء الطلاب وتقديم خطط دراسية مخصصة. أما في الاقتصاد، فيعزز نمو الأسواق، يدعم رواد الأعمال، ويحسن استراتيجيات الاستثمار من خلال التنبؤ بالاتجاهات المالية. وفي بيئة العمل، يسهم في رفع الإنتاجية، تحسين تجربة الموظفين، وتوفير بيئة أكثر ذكاءً وكفاءة عبر الأتمتة وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية وإدارة المشاريع.لتحقيق أقصى استفادة من هذه التقنيات، يجب التركيز على البحث المستمر، تطوير المهارات الرقمية، وتبني استراتيجيات فعالة تضمن تكامل الذكاء الاصطناعي مع القدرات البشرية. كما يتطلب ذلك الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، تعزيز الابتكار، ووضع سياسات تنظيمية مرنة لضمان الاستخدام المسؤول والمستدام لهذه التقنيات. من خلال هذه الجهود، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح محركًا رئيسيًا للتقدم والابتكار في المستقبل.
واخيراً فان مثل هذا العمل يشبه الوثوب من موقع ومن واقع الى واقع اكثر تعبيراً والتصاقاً بالمستقبل ، وان الوثوب يحتم الاقعاء وهي حركة تسبق الوثوب ، وحركة الاقعاء هنا مطلوبة لدراسة الواقع بما فيه ودراسة المستقبل بما ينبغي ان يكون فيه ، وذلك بمد النظر بعيداً الى المستقبل اولاً لتكون الرؤية للواقع اكثر انارةً واثارةً لاستنهاض الهمة وتدارك الهوة ولرسم معالم الخطوة الاولى التي تبدأ بها المسيرة.
استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي
تركز على عدة محاور، ومنها:1 بناء فريق عمل للذكاء الاصطناعي، وتفعيل البرامج والمبادرات بجميع الجهات الحكومية حول الآليات التطبيقية للذكاء الاصطناعي، 2 تنمية قدرات القيادات الحكومية العليا بمجال الذكاء الاصطناعي، 3 توفير 100% من خدمات الخط الأول للجمهور من خلال الذكاء الاصطناعي، ما يدعم المبادئ الاقتصادية العشرة لدولة الإمارات، ومنها الاستثمار في الاقتصاد الرقمي، وبناء اقتصاد مستدام ومتوازن والمحافظة على الموارد للأجيال القادمة، ومن ثم الإسهام بتعزيز مكانة الدولة إقليمياً وعالمياً بقطاع الذكاء الاصطناعي وتنافسيتها اقتصادياً، خاصة مع تقديرات بنمو سوق الذكاء الاصطناعي عالمياً بنحو 37.3% وبلوغه نحو 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2030.
تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة عالميًا في تبني التكنولوجيا المتقدمة، حيث وضعت رؤية طموحة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات. وقد أطلقت الإمارات استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2031 كجزء من رؤية الإمارات 2071، بهدف جعل الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في تطوير الاقتصاد، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الأداء الحكومي.تركّز الاستراتيجية على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية مثل الصحة، والتعليم، والاقتصاد، والبنية التحتية، والأمن، والخدمات الحكومية، مما يسهم في تعزيز تنافسية الدولة عالميًا. ومن خلال تعيين أول وزير دولة للذكاء الاصطناعي في العالم، تؤكد الإمارات التزامها بقيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي وتحقيق قفزات نوعية في الابتكار والتكنولوجيا.
الخلاصة
ان الإفراط في الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى فقدان الإبداع ومهارات التفكير النقدي والحدس البشري, وانخفاض التعاطف والمهارات الاجتماعية والاتصالات البشرية. واوصت الدراسة بان على الحكومات والمنظمات تطوير أفضل الممارسات لتطوير الذكاء الاصطناعي ونشره بشكل آمن وتعزيز التعاون الدولي لإنشاء معايير ولوائح عالمية تحمي من تهديدات أمن الذكاء الاصطناعي