مقالات

مهما تكن الزوجة قوية فزوجها حصانتها د. فوزي الكناني

الشبكة مباشر

مهما تكن الزوجة قوية فزوجها حصانتها

د. فوزي الكناني

المرأة بطبيعتها كيان معقد يجمع بين القوة واللين، بين الحزم والرحمة، بين الصبر والانفعال. ومهما بلغ علوّها في العلم، أو تميزها في المهنة، أو استقلالها في قراراتها، تبقى هناك زاوية خفية في قلبها لا يملؤها شيء سوى رجل تختاره بقلبها وعقلها، فتسكن إليه ويسكن إليها.

الزوج بالنسبة لها ليس مجرد شريك في تفاصيل الحياة اليومية، بل هو مرساتها حين تعصف بها رياح القلق، وهو ظلها الذي تستظل به حين يشتد وهج الأيام.
مهما تكن قوية، فهي بحاجة إلى ذراع يُطَمئنها حين تخاف، وصوتٍ يقول لها “أنا هنا” حين يخذلها الجميع.
هي قادرة على أن تحارب وحدها، لكنها مع زوجها تختار أن تضع سيفها جانبًا، وتستريح مطمئنة إلى أنه سيحارب لأجلها إن دعت الحاجة.

المرأة القوية لا تبحث عن رجل يكسرها أو ينافسها، بل عن رجل يقدر قوتها ويحترمها، عن زوج يدرك أن قوتها لا تنتقص من رجولته، وأن استقلالها لا يلغي دوره في حياتها.
في حضرة الزوج الحق، تشعر الزوجة أن أنوثتها تزدهر، وقوتها تكتمل، لا لأنها عاجزة بدونه، بل لأنها بقربه تستطيع أن تكون بكامل حقيقتها دون تظاهر أو تصنع.

الحصانة التي يقدمها الزوج لزوجته لا تتمثل في السيطرة أو الفرض، بل في حضوره الدافئ، واحتوائه الحكيم، ودعمه الصامت أحيانًا، والصريح أحيانًا أخرى.
هو الذي يؤمن بها حين تشك في نفسها، ويقف وراءها حين تتقدم للأمام، ويمد يده إليها حين تتعثر.
هو الذي يحفظها في غيابها، ويصون كرامتها، ويجعلها تشعر أنها ليست مضطرة لقتال العالم كله وحدها.

ولأن الحياة ليست طريقًا مفروشًا بالورود، فالمرأة القوية قد تتعب، قد تنهكها المسؤوليات والأحلام المؤجلة، وقد تخشى الوحدة وإن كانت قادرة على مواجهتها. وهنا، تظهر عظمة الزوج الذي يكون لها وطنًا وسكنًا وأمانًا.

حين يكون الزوج هو الحصن، لا تحتاج الزوجة إلى أن تلبس قناع القوة كل يوم. تكون على طبيعتها: تبتسم حين تريد، تبكي حين تحزن، تتحدث عن مخاوفها دون أن تخشى أن تُنتقص قوتها أو تهتز صورتها.
إنه الأمان الذي يجعلها أقوى مما كانت عليه، لأنه مصدر استقرارها النفسي والعاطفي.

وفي نهاية المطاف، ليست العلاقة بين الرجل والمرأة ساحة صراع أو ميدان تنافس. بل هي تكامل وتناغم.
فالقوة الحقيقية ليست أن تستغني الزوجة عن زوجها، ولا أن يستضعف الرجل زوجته.
القوة الحقيقية أن تتكئ المرأة على رجل تثق بأنه يحميها، دون أن يقيدها، ويحررها دون أن يهملها، ويحتويها دون أن يبتلعها.

فمهما بلغت المرأة من قوة، يبقى الزوج الصالح حصنها المنيع، وظلها الوارف، وأمانها الأول والأخير.

“مهما تكن الزوجة قوية… فزوجها حصانتها، وسندها، وأمانها الذي لا يعوض.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى