مقالات

هل الهيب هوب والروب الحانا صينية ماركات أصلية مزيفة

الشبكة مباشر....بقلم الكاتب محمد صالح البدراني

هل الهيب هوب والروب الحانا صينية
ماركات أصلية مزيفة
كان لي إنسان مقرّب يشتري ما يسمى (الماركات) وهي صناعة حسبما نعلم حينها أمريكية، وكنت أرى نفس البضاعة واجزم أنها من مصمم واحد ومعمل واحد رخيصة جدا فأشرت له ما بهذه حتى تدفع عشرة – ثلاثين ضعفا ثمنا لهذه البضاعة، فقال الثقة والديمومة، البضاعة الصينية قد تبقى عندك فترة طويلة وقد لا تستمر ليوم واحد…… تبين اليوم أن المصنع واحد وان الكلفة الحقيقية هي كلفة بيع البضاعة الصينية السيئة والتي بالتأكيد كلفتها الحقيقية اقل من سعر بيعها بكثير وإنما عرضت بالسوق لدعم البضاعة (الماركة) مثلهم في هذا مثل المصارع الممثل الضخم الذي تتغلب عليه امرأة تعرض جسدها على الحلبة أو قزم هزيل لمقتضيات إرضاء الجمهور.
فالصينيون كما عقب لي صديق “يستعرضون علينا مئات المنتجات العائدة إلى أرقى العلامات التجارية، بدءًا من أغلاها مثل « Hermè»، إلى العلامات المتوسطة مثل «لولو ليمون»، فيدَّعي مقطعٌ أنَّ حقائب «ديور» التي تبلغ 6,000 دولار تُصنّع في الصين بـ 300 دولار فقط، ومعطف «لولو ليمون» الشهير بمئة دولار لا يتجاوز كلفته عشرة دولارات، وتتلاعب على الجمهور بالحرص على تغليفها وختمها بملصق «صنع في الولايات المتحدة؛ وفي نهاية الكشف عن الفضيحة، تدعو المقاطع الناس إلى الشراء من المصانع الصينية مباشرةً، في رد منهجي من الصين على التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترمب على البضائع الصينية.”
ما لذي يقع تحت النظر؟ الذي سنذهب إليه في محاور ثلاث
المحور الأول: الوضع الاقتصادي للصين والولايات المتحدة
دون شك فان الصين تعتمد على الصناعة داخلها ولكنها دولة ليست مكتفية تماما بذاتها فهي تصدر مواد غذائية وتستورد أيضا مواد غذائية، تصدر كهربائيا وتستورد، وهكذا، بيد أنها في الفترة الأخيرة غزت أسواق الخليج والمنطقة شرق المتوسط ببضاعة نوعية ورخيصة مع ضمان يوحي بالثقة جعل السوق في حالة ميل وربما استحواذ مستقبلي على السوق عندما تترسخ الثقة وترتفع أسعار البضائع الأخرى، والصين وفق تقارير اقتصادية عندها فائض الدولار والسندات بحيث يمكنها أن تتلاعب بقيمته وقيمة البضائع التي تصدر منها وبالتالي الدولار، بالمقابل هنالك ما يبدو تردد قرار أمريكي وهذا ليس صحيحا، فهنالك تدابير لمعركة اقتصادية يفوز بها الأكثر مطاولة والأعظم سوقا واستقرارا للعملة.
المحور الثاني: مصداقية الولايات المتحدة:
ماركات وحب الظهور والمال الذي يرصد للرفاهية مستغل ومشجع تماما من الشركات الأمريكية الشهيرة، عرض مصنًع صيني Birkin bag الفاخرة، ويكشف قيمة تكلفتها التي لا تتجاوز 1395 دولارًا أمريكيًا، شاملةً أجر العامل، لكنها تُباع بأكثر من 35 ألف دولار أمريكي في دارها الأصلية “لهذه النسخة من الحقيبة”، بينما يتجاوز سعر نسخ أخرى من Birkin bag عتبة 200 ألف دولار أمريكي للحقيبة.
وطالت حملات الكشف كثير من الشركات فقد طالت هذه الحملة علامات تجارية أخرى مثل “Nike” Adidas” lulu lemon”. على سبيل المثال، أكد صانع للملابس الرياضية في الصين أنT-shirt الذي تبيعه “lulu lemon” بـ 100 دولار، يمكن إنتاجه بنفس الجودة مقابل 6 دولارات فقط.
الحقيقة أن هذا لو صح فان هنالك جرائم مركبّة متعددة الفروع، نصب واحتيال وتساهل في المواصفات وخداع بفرض أسعار خيالية ممكن أن توصف بالنهب، والكذب، وهذا ما يرفع الثقة عن البضاعة عند المستهلك في البضائع الأمريكية، ناهيك عن الصناعات الموزعة نحو العالم والتي خضعت للضرائب وباتت أمريكا تفرض ضرائب على المنتجات الأمريكية بحكم المستوردة عمليا بفرض الضرائب على الأجزاء، وهذه كانت موجودة ومتفاهم عليها تبادليا وهو ما عبر عنه ترامب بان أمريكا تستغل بحكم على ظاهر الأشياء وعند وفما ادرك الأمر وعاد لتجميد الضرائب الجديدة لفترة تحول خلالها المصانع وتستورد ما يكفي لديمومة أعمالها لحين الانتهاء من تجميع المعامل، وفهم هذا التراجع المقرون بزمن كعملية نصب على مالكي الأسهم الصغيرة لصالح شركات ومجموعة الرئيس نفسه في تحليل وقراءة لتغريداته وتفسير محتمل للعملية رغم اني أراها بما فسرته أعلاه كفسحة زمنية لإعادة التوازن وتصويب اثر القرار.
المحور الثالث: مصداقية الصين:
الصين رغم أنها فضحت الخدعة الكبرى للماركات التجارية، وتريد أن تقول إن ما كنتم تشترونه كماركات بأسعار كبيرة ممكن أن تشتروه من عندنا بأسعار تعتبر رمزية وهو نفس المنتج ونفس الجودة والأجهزة والمعدات مضمونة لان جودتها تفوق زمن ضمانها والشركات الصينية المصنعة واثقة ومن منتجاتها.
لكن الصين من ناحية أخرى شاركت في خداع المستهلك حول العالم، مرتين، الأولى في صناعة بضائع للماركات التجارية وترك الشركات تزعم انه إنتاج مصانعها، والثاني في صناعة شبيه تلك الصناعات وتطرح كتقليد وصناعة غير مضمون أو بها مطاولة وباعت الكثير منها كمواد احتياطية رخيصة ضعيفة المقاومة وإبدالها يعتبر أكثر اقتصادية مما صنعت للماركات الأمريكية وربما غير الأمريكية أيضا.
نقطة نظام
صراع الفضائح هذا قد يبدو لصالح الصين حاليا، لكن وفق ما ذكرت فهو انتصار رد فعل لكره أمريكا وعنجهية ترامب وتصوره انه يفهم كل شيء بينما يراه المحللون انه لا يفهم شيئا، وهذا الأمور بأضدادها، وعند غياب السكرة ودخول الفكرة فان الصين بحاجة لأكثر من بضائع مثالية وضمانات زمنية لاستعادة الثقة الارتقاء بمكانتها لانها لا تتعامل بقيم الشرق وأمريكا تتخلى عن أركان ودروع الحماية رغم أن ما فعلته الشركات من ربح فاحش متناسب مع النفعية القيمة الحاكمة لكن فقدت المصداقية وأعطت تصدعا جديدا في المنظومة الرأسمالية ومعنا عمليا لغياب المنظومة الأخلاقية عندما طغى الجشع على السلوك الذي يهتم بمصداقية الشركات عند المستهلك وهو ضمان استغلته بشكل لا أخلاقي مفضوح، من ناحية أخرى كلما خفت الرسوم انتعش ربح الشركات الأمريكية وليس العكس في هذه الحالة.
ومع هذا هل سنكتشف يوما أن الموسيقا كالهيب هوب، والروب الحان صينية؟

✍ محمدصالح البدراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى