مقالات

نحن وسويسرا

الشبكة مباشر د.نمير نجيب نعوم

نحن وسويسرا
ذكرنا في مقال سابق ان اتخاذ قرار دائم بالمقارنة في كافة اوجه الحياة جغرافيا وسياسيا واقتصاديا وشعبيا وثقافيا واخلاقيا وتربويا لايشكل نقطة ضعف بل انه يعتبر الحجر الأساس للتطور والتقدم والنهوض،، وهذه الممارسات ليست من وحي جهد الأنسان وممارساته وخبراته،،لأن الكون بأكمله قائم على الأختلاف وعدم التطابق ،، وان البشرية قامت على اساس الأختلاف ،، فهناك الجبال الشاهقة وهناك الوديان المنخفضة ، وهناك البحار تقابلها الصحراء الجافة ،، وهناك طرق مستقيمة امام طرق متعرجة ،، وهناك بشر يتشحون بالسواد تقابلهم اجناس بشرية بيضاء،،، وهناك شعوب أمية متخلفة بثقافتها وشعوب مثقفة تحترم قوانينها وانظمتها،،، وهناك بلدان مليئة بملفات الفساد،،، مثلا مثلا،، تقابلها بلدان يحتسب المنحرف والخارج عن القانون الف حساب قبل اقدامه وشروعه بالأستيلاء على المال العام والتصرف به .
قد تكون سويسرا مثلا بلدا لايمكن ان نجري معه مقارنة ،، ولكن من الجدير بالتوضيح ان من يتمتع بصحة وعافية من البشر لاشك انه يحمد الله ويشكره الف مرة على ذلك عند مقارنته مع صحة من كانت عليلا ويعاني من سوء الصحة ومايواجهه يوميا من متاعب ،،، ويصح الأمر نفسه عندما يقارن الفقير والمحدود الحال مع غيره من الاثرياء والأغنياء،،، فالفقير يتمنى ان يكون غنيا،، والذي يعاني من اختلال صحته يتمنى ان يكتسب الوافر من الصحة ليتخلص مما يعانية ،،، وهكذا نستنتج درسا مهما ،،، هو ان حالة العوز والفقدان تأتي ممن لايمتلك بمن يمتلك ،، المعتل صحيا يقارن نفسه بالموفور صحيا ،، والفقير يتمنى ان يكون غنيا،،، والجاهل يتمنى ان يكون متنورا علميا ،،، والذي ليس لديه منصب في مجلس النواب ،،مثلا مثلا،،، يتمنى ان يصل الى عضوية المجلس ويحصل على المخصصات والحمايات والرواتب ،،، وموظف الأستعلامات ينظر بالحسد الى المدير العام ويتمنى ان يحصل على امتيازاته.،، اي ان المقارنات تقوم من الأدنى الى الاعلى،،، وبهذا فأن العكس لايمكن ان يكون له اي دور،،
لو قارنا بلادنا مع سويسرا،،، لايمكن ان نجد احد مواطني سويسرا ان يقارن نفسه معنا،، ,وذلك دليل لما تم تفصيله سابقا،،، ولهذا من باب اولى ان يسعى سياسييينا وقادتنا الذين ساروا بالبلد نحو الهاوية ان يقارنوا افعالهم خلال العشرين عاما الماضية ،، مع افعال قادة دول اخرى ،، لاتمتلك ربع ماتملكه بلادنا من ثروات،، ولكنها دول عامرة بالخيرات ويسود مواطنيها الألفة والمحبة ،، ويسعى الجميع لزيارتها لانها بلدان متحضرة . اهم ماتمتلكه سويسرا انها تلتزم الحياد والسلمية وتبتعد عن الدخول في اي حروب ،،، اي لاترغب بالطائفية والعنترة ايا كانت،، ولهذا فانها حصلت على المرتبة السادسة عالميا وفقا لمؤشر السلام العالمي لعام 2024 في الوقت الذي حصلنا فيه على المرتبة 151 عالميا،، والأدهى من ذلك ان مساحة سويسرا 41285 كم2 وهي قريبة من مساحة العراق 43314 كم2 ولكنها تستغل مساحتها في كافة الأطراف ويكفي انها بلدا سياحيا من الطراز الأول عالميا،، والحسرة الكبرى ان تاريخ نشأتها يعود الى عام 1291 ، ولم يولد فيها اي نبي كما ولد في العراق النبي ابراهيم وغيره من الأنبياء حيث ان بلاد الرافدين يعود تاريخها الى 8000 سنة،،فما فائدة تاريخ ولادة البلد مثلا اذا كان لايرتقي الى سنوات حضارته السابقة ولايحافظ على ماقدمه للأجيال،، كما ان سويسرا تشتهر بمصارفها ذات السمعة العالمية الراقية وهي موطنا لمنظمات دولية عديدة . ولكن الحقيقة تقال انها دولة متأخرة جدا في عدد من يمتلكون الملياردير دولار!!!،،حيث انها تحتفظ فقط بــ 110 مليارديرا في الوقت الذي نمتلك نحن الاف المليارديرية الذين عاثوا بالأرض فسادا من اموال الموازنات المالية ،، ولايزالون ،،،، هذه هي اهم فوائد المقارنة بين الدول،، لكي يعلم كل بلد مستواه وترتيبه بين دول العالم.

د. نـمـيـر نـجـيـب نـعـوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى