
// قسمة ضيزى
كاظم المقدادي
في جولته الخليجية الاستثمارية ،، تجاهل ترامب ذكر العراق ..!! بينما كان مشدوداً مشدوهاً ومنبهراً بالتطور الحاصل في كافة دول الخليج .. ويا حسرة العراقيين ..!!
اهم ما في القمة الخليجية ، كانت برعاية أمريكية .. وبأمتياز / تحقق فيها لقاء احمد الشرع بالرئيس ترامب والقرار المفاجيء برفع العقوبات عن سورية وبجهود سعودية ..!!
بينما في بغداد ،، أعلن أحد النواب ، وهو النائب مصطفى سند .. عن ارتياحه وفرحه بمنع احمد الشرع من المشاركة بقمة بغداد العربية .. قمة الخليج غطت تماما علىق بغداد، ولا ادري ان كانت مقصودة امريكياً ، ومدروسة خليجياً ، لكن هذا سيدفع العراق إقليمياً نحو ايران ، وليس نحو محيطه وهويته العربية .
وصول الإيراني إسماعيل قآني الى بغداد عشية عقد قمة بغداد المصيرية ، زاد الطين بلة وسيضاعف عزلة العراق الاقليمية ، ويزيد من احتمالية عدم نجاح مؤتمر القمة العربية ، او ربما ، سيكون هناك ثمة نجاح متواضع لا يوازي حجم الجهد الذي تم بذله ، ولا المال الذي تم صرفه و هدره ، وبشكل مثير ،، في التخطيط والتدبير ..!!
للأسف .. هناك من هم بالداخل من سعى و يسعى لافشال المؤتمر ، لاسباب شخصية وانتخابية ، وكأن القضية شخصية ،، وليس سمعة دولة تسعى لتكون جديرة ومقبولة في الأسرة العربية .
في سباق الخيل ( الريسيس) تكون المراهنة عادة على الحصان الأبيض ، لا ادري لماذا حكومات العراق ومذ 2003 تختار الحصان الأسود ..!!
يبدو ان ان السياسة العراقية ، كانت وما زالت مصابة بعمى الالوان ، قريبة من وساوس الشيطان ، تخاف العوم بعمق البحر ، مستأنسة بركود الشطآن .!!
بين اللون الأبيض ، واللون الأسود ، فرق واضح .. الأبيض للفرح ، والأسود للحزن .. الغريب ان العراق كان يعرًف بأرض السواد ، لكثافة نخيله وأشجاره وخيراته ،، وهو اليوم ايضاً ارضا السواد ، لكن بسبب سواد الرؤية ، وسوداوية السياسة وهي اصل البلاء ، والتضحية بملايين الشهداء .
ايران تبرر وجودها في العراق بأسم المذهب والعقيدة ، وأمريكا بداعي التحرير والغنيمة ،، وبين العقيدة الراكدة ، والاقتصاد المتحرك .. هناك علم (الاقتصاد السياسي) .. ويبدو ان هذا المصطلح العتيد ،، لم يدخل بعد القاموس العراقي الحديد .،!!
العراقيون عموماً .. يرومون ان يكون عراقهم ،، عراقاً مستقلاً منفتحاً على الجميع ، مع الحرص بالحفاظ على سيادته وقراره السياسي ، لكن العراق الجديد ، للأسف الشديد ، اختار ان يكون راضياً مطمئناً بين النفوذ الإيراني الفاعل ، والضغط الأمريكي القاتل .. !!
و في هذه الحالة سيخسر الاثنين معاً ، مما ينطبق عليه المثل المعروف ( لا حظت برجيلها – ولا خذت سيد علي ) …
وتلكم هي / قسمة ضيزى ..!!