أهمية النظام التعليمي في تأطير القوى العقلية و ابداعها و مسار توجهاتها
#الشبكة_مباشر_دبي_الدكتور رياض حامد الدباغ

المستقبل هو جنى الحاضر كما ان الحاضر هو غرس الماضي، فالجيل الذي يركن الى الانتقاءاللفظي للمعرفة لايتوقع منه ان يبدع، والجيل الذي يتأمل في ماضيه ويتعرف على دواخل حضارته فيستنبط منها اهدافه ورؤاه المستقبلية ويوظف المعرفة بهذا السياق ولايركن الى النقل دون الاستيعاب والاضافة، ذلك هو الجيل الذي يمثل مناخاً مناسباً للأبداع والتطوير واكتشاف الذات وتقدير طموح المستقبل في ضوء امكانيات الحاضر ومقومات الماضي واصالته.
ان قدرات الانسان العقلية وقابلياته غير محدودة، لا تقترن بقدراته الجسدية المحدودة اصلاً، لان النتاج العلمي والتكنولوجي بخاصة والنتاج الحضاري والانساني بعامة لم تكن نتاج عضلات بل كانت نتاج عقول.
ومن هنا تبرز اهمية النظام التعليمي في تأطير القوى العقلية وابداعها وتوجيهها وبخاصة في الجامعات واستثمارها وتوظيفها، فالأنظمة التي تؤكد على المحافظة دون التحدي، وعلى الركون الى ما هو كائن دون التطلع الى ما ينبغي ان يكون، لا تنتج الا مزيداً من الاعداد تضاف الى اعداد المتخرجين الذي يزيدون اعباء المجتمع ويعرقلون خطوات تقدمه وتطوره. وحسب الجامعات ان تضيف نوعيات الى المجتمع لا ارقاماً الى عدد متخرجيها، ولذلك فان التربية والتعليم، هي المعول عليها في الدرجة الاولى، في مواجهة التحدي او التحديات الحضارية، من خلال مفهومها العام في الحفاظ على المجتمع وعلى اصالته وتحقيق اهدافه، ومفهومها الخاص في نقل المعرفة وتوظيفها والعودة الى الابداع ذي الاصالة ومقاومة التحجر والانشداه غير المبرر الى التلقي دون الارسال.
والمعرفة هي انعكاس العالم الخارجي على العقل الانساني، اما العلم فهو ينبع من الذات أي من داخل الانسان، وفي تلاقيهما المعرفة والعلم تتكون مادة الابداع ويتهيأ مناخ الابتكار. وعندما تتوقف هذه العملية الداخلية الاصيلة فان النمو العقلي والتطور يتوقفان وينغلق باب العلم، وتبدأ التبعية العلمية والتكنولوجية والجمود تنشب اظفارها في جسم المجتمع وحياة افراده.
الأستاذ الدكتور رياض الدباغ أينما يحل يهل العلم منه ،استاذنا وهو رئيس الجامعة المستنصرية عرفناه علما تمتد جذوره العلمية بين نبع الماضي والعطاء للحاضر والتخطيط للمستقبل
حفظ الله استاذنا الدكتور رياض الدباغ مفخرة علمية عراقية وعربية أصيلة