
أعلن وزير الدفاع البلجيكي تيو فرانكن، اليوم الثلاثاء، أن قوات الدفاع البلجيكية جاهزة للمشاركة في عمليات إنزال جوي إنساني وإجلاء الأطفال المصابين أو المحروقين من القطاع، في خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة انتقال من التعاطف إلى الاستعداد الفعلي للتدخل الإنساني.
إلا أن فرانكن لم يُخفِ التحديات التي تعترض هذه الجهود، موضحًا أن الحصول على إذن من إسرائيل لاستخدام مجالها الجوي يظل عقبة رئيسية، رغم أن العمل سيتم انطلاقًا من الأراضي الأردنية، تمامًا كما حدث في تدخلات سابقة تمت ضمن إطار تحالف دولي.
تصريحات فرانكن جاءت قبيل اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي، حيث أكد أن “رجاله مستعدون” للمشاركة في أي عملية إنزال إنساني جديدة، مشددًا على رغبة وزارته القوية في تقديم الدعم على الأرض في ظل “الوضع الإنساني المؤلم للغاية في غزة”.
وأضاف أن وزارة الدفاع مستعدة أيضًا للمشاركة في عمليات إجلاء طارئة للأطفال الذين تعرضوا لإصابات بالغة أو حروق، إذا ما أُتيح لها المجال لذلك.
هذه الخطوة تأتي عقب اجتماع مغلق عقدته الحكومة الفيدرالية مساء الاثنين، وتم خلاله التوصل إلى اتفاق داخلي حول الموقف البلجيكي من الصراع الدائر في غزة.
وركز الاتفاق على أهمية العمل الإنساني كأولوية قصوى، مع تكليف الإدارات المعنية، وعلى رأسها وزارتي الدفاع والخارجية، باستكشاف كل السبل الممكنة لتقديم مساعدات إنسانية إضافية، بما في ذلك إقامة جسر جوي ورعاية المصابين من الأطفال خارج القطاع.
من جهته، صرح وزير الخارجية ماكسيم بريفو، أن بلجيكا تعتزم توسيع مشاركتها الإنسانية في المنطقة.
وبحسب بريفو، فإن الجهات المختصة ستعكف على دراسة الآليات اللازمة لضمان إيصال المساعدات عبر الجو، كما ستعمل على بحث إمكانيات علاج الأطفال المصابين في مستشفيات خارج غزة، ربما في بلجيكا أو دول مجاورة.
وعلى الصعيد السياسي، تضمن الاتفاق الفيدرالي بندًا جديدًا يتناول البعد الحقوقي للنزاع، حيث تقرر دعم فتح نقاش داخل الاتحاد الأوروبي حول المادة الثانية من اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، وهي المادة التي تنص على ضرورة احترام حقوق الإنسان كشرط أساسي للتعاون.
وتشير التحركات البلجيكية إلى احتمال تصاعد الضغط الأوروبي على إسرائيل، خصوصًا إذا خلصت الدراسات إلى انتهاك هذه المادة، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام تعليق الاتفاقية.
ولم تقتصر الإجراءات المقترحة على الجوانب الإنسانية والدبلوماسية، إذ تدعو الحكومة البلجيكية أيضًا إلى فرض عقوبات أوروبية ضد المستوطنين العنيفين، كما تشمل العقوبات المقترحة مسؤولين من حركة حماس والقادة السياسيين والعسكريين من الجانبين.
المصدر:بلجيكا 24-