
سر تقدم العالم المتحضر وتخلف العرب
د.فوزي الكناني
اليوم نتواضع مكرهين في طموحاتنا وفي النماذج والقوة التي تريد الاحتذاء بها ولم نعد نقارن حال العرب بحال اوروبا والعالم المتقدم والامريكيتين أو اليابان والصين بل سنقارن ونضرب المثل بنماذج من مجتمعات كان حالها كحالنا بل أقل شأنا في مرحلة ماقبل الاستعمار أو بعده مباشرة كالهند ودول افريقيا.
ومن دون التقليل من شان ماتم أنجازه في بعض الدول العربية والاسلامية ومع الاخذ بنظر الاعتبار الجغرافية السياسية للمنطقة التي تعج بالازمات المحيطة.
نتسائل لماذا نجحت شعوب العالم الثالث التي كانت مثلها مثل الشعوب العربية تخضع للاستعمار والاستغلال الغربي كالدول الافريقية والهند وغيرها في الخروج من دائرة التخلف والجهل والدخول بعالم الحداثة والتطور والديمقراطية بينما الدول العربية وبأستثناء قلة منها مازالت تراوح مكانها بل وتتراجع مكانتها على سلم التطور الحضاري ؟
هل العقل العربي عصي على الديمقراطية وبنيته وموروثة التاريخي والديني هل تحتاج بنية العقل العربي وخصوصا السياسي الى تفكيك ومراجعه وإعادة بناء؟ لماذا العرب يتصرفون كألقصر الذين يحتاجون دوما الى من يوجههم ويقودهم وأن ولجوا المسار الديمقراطي تكون ديمقراطيتهم مشوهة وموجههمن الخارج وسرعان ماتنقلب الى حكم استبدادي ترفض الديمقراطية وتنتهك حقوق المواطنين.
أضرب مثلا لشعبين كان العرب يتعالون عليهما فأصبحا نموذجين يحتذى بهما وهما الهند وافريقيا غير العربية الهندي الذي تفوق على سيده منذ عقود وإلى وقت قريب كان العرب ينعتون كل جاهل ومتخلف بالهندي من منطلق بأن الهند بلاد الجهل والتخلف من وجهة نظرهم واليوم أصبحت الهند من الدول العظمى التي يحسب لها الف حساب ويضرب بتقدمها الاقتصادي المثل ويصل معدل النمو فيها الى ٨ بالمئة خلال العام المالي الحالي بينما يصل الناتج الصناعي الى أكثر من ٨ بالمئة وهي تحتل التريب الخامس عالميا وبالتالي تتجاوز المملكة المتحدة بريطانيا التي كانت تستعمرها .ومما ساعد الهند على تطورها أهتمامها بتكنولوجيا المعلومات وما يرتبط بها من صناعات.
أما افريقيا فهي تبيض صفحتها الى وقت قريب كان العرب ينظرون اليها باستخفاف ويعتبرونهم متخلفين وجهلة أو مجتمعات ماقبل الدولة والحضارةوهي نظرة فوقية حين كان العرب يتعاملون مع أفريقيا كمصدر للعبيد واليوم كل الدول الافريقية تخوض تجربتها الديمقراطية باقتدار وتمر بحالة مقبولة من الاستقرار ويراقب الاتحاد الافريقي الحياة السياسية في أفريقيا ويتدخل عندما تنحرف دولة عن المسار الديمقراطي وقد تدخل الاتحاد في ١٨محاولة أنقلابية في القارة وأجبر الانقلابيين على الانصياع لارادة الشعب ..إن دوام الحال من المحال والشعوب العربية لابد وان تاخذ بناصية الحضارة والتقدم والديمقراطية من يأخذ بناصية الانتقال والتغيير؟ هل هي الانظمة والنخب القائمة نفسها التي انتجت التخلف والاستبداد أو أنظمة حكم ونخب جديدة بثقافة وعقلية جديدة؟