طرح الديموقراطيون الاثنين في مجلس النواب نص اتهام بحق دونالد ترامب، في مرحلة أولى تمهد لاطلاق آلية عزل الرئيس المنتهية ولايته للمرة الثانية، بتهمة انه “حض على العنف” على خلفية احداث مبنى الكابيتول في إجراء ومن شأنه أن يترك بصمة في تاريخ الولايات المتحدة ويمكن أن يطبع مستقبله السياسي.
و قدم الديموقراطيون الذين يشغلون الغالبية في مجلس النواب، مشروع قرار آخر يطلب من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إقالة ترامب عبر تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور. ورغم أن انتهاء ولاية ترامب بات قريبا، أطلق الديموقراطيون تحركهم لتسريع خروجه من السلطة معتبرين انه رئيس “غير متّزن” يشكل “تهديدا وشيكا” للديموقراطية الأميركية.
في هذا الصدد وفي تعليق على موقف الجمهوريين، أكدت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي أن هؤلاء “يعرضون أميركا للخطر” عبر “تواطئهم” مع الرئيس دونالد ترامب الذي تتهمه ب”التحريض على تمرد دام ضد أميركا” على خلفية احداث مبنى الكابيتول التي أوقعت خمسة قتلى وأثارت صدمة في البلاد والعالم.
وأبدت بيلوسي أسفها لمعارضة الجمهوريين أن يتم بالاجماع تبني قرار يطلب من نائب الرئيس مايك بنس إقالة ترامب عبر تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الاميركي، معتبرة أن “تواطؤهم يعرض أميركا للخطر ويقوض ديموقراطيتنا ويجب أن يتوقف ذلك”، ولافتة الى أن التصويت على هذا القرار في جلسة عامة سيتم “قريبا.
في موازاة ذلك،
اعترض نائب جمهوري على اعتماد مشروع القرار فورا بالاجماع وبالتالي يتعين اجراء تصويت في جلسة عامة اعتبارا من الثلاثاء.
وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وجهت الأحد إنذارا الى مايك بنس أن عليه أن يفعّل بشكل طارىء التعديل الخامس والعشرين من الدستور الذي يخوّل نائب الرئيس أن يعلن أن الرئيس “غير أهل” لممارسة مهامه.
وأمهلته 24 ساعة للرد على طلب مجلس النواب الذي أدرج في مشروع القرار الاول، ويعطيه السلطات التنفيذية في الأيام الأخيرة من عهد ترامب.
ويمهّد طرح نص الاتهام رسميا لاجراء “عزل” ثان بحق دونالد ترامب.
وكان الكونغرس استهدف ترامب الذي يتولى السلطة منذ عام 2017 بإجراء إقالة بادرت اليه نانسي بيلوسي في نهاية 2019 بتهمة الطلب من دولة أجنبية، أوكرانيا، التحقيق حول منافسه جو بايدن حين كان مرشحا للرئاسة. وتمّت تبرئته في مجلس الشيوخ الذي يعد غالبية من الجمهوريين في مطلع العام 2020.
وسيؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين في 20 كانون الثاني/يناير في الكابيتول.
ترامب في تكساس الثلاثاء
ودعا بعض الجمهوريين من أعضاء الكونغرس الأحد دونالد ترامب إلى الاستقالة لتجنيب البلاد تعقيدات إجراء عزل وكذلك اللجوء الى تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور.
ويعتقد الديموقراطيون وعدد قليل من الجمهوريين أن الرئيس المنتهية ولايته قد شجع أنصاره على الوصول الى الكابيتول الأربعاء الماضي حيث كان مايك بنس يعلن بحسب الدستور، رسميا نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 تشرين الثاني/نوفمبر. ولم يقبل ترامب أبدا نتيجة الانتخابات.
والاتصالات مقطوعة بين ترامب ونائبه وحليفه الوفي منذ فترة طويلة، منذ الاربعاء.
وذكرت قناة سي بي اس أن ترامب، المعزول في البيت الأبيض، والذي أُغلقت حساباته على تويتر ووسائل تواصل اجتماعي أخرى سعيا لتجنب أي تحريض جديد على العنف يمكن أن يتحدث الاثنين.
ويعتزم الرئيس الملياردير القيام بزيارة لتكساس الثلاثاء للإشادة بسياسته المتعلقة بالهجرة وبناء الجدار الحدودي مع المكسيك.
أما السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب فقد خرجت الاثنين عن صمتها منذ وقوع أعمال العنف في الكابيتول على أنصار ترامب، ونددت “بالهجمات” التي تعتبر أنها تتعرض لها.
وكان الكابيتول، مقر الكونغرس الأميركي، محميا الاثنين بحواجز. ولا تزال نوافذ حطمت إثر أعمال العنف الاربعاء مغطاة بألواح خشبية.